مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا بعد نهاية الحرب، هل تعود "حليمة" إلى إدمان جرعات "قديمها" المندحر ..!!
نشر في الراكوبة يوم 11 - 06 - 2023


كبسولة : (1)
كيزان القصر : يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر ( امريكا وروسيا قد دنا عذابها) طالبوا بطرد فوكلر .. رُفِّض الطلب من مجلس الأمن بالإجماع – ماتوا بغيظهم .
كيزان القصر : يزاحمون الغباء في غبائه: لازالوا محلك سر ( امريكا وروسيا قد دنا عذابها) أعلنوا الإنسحاب من التفاوض .. عَلَّقوا لهم المفاوضات بذاتها – ماتوا بغيظهم .
(كيزان المنشية لزموا الرضا والقبول)
كبسولة : (2)
جزيرة توتي الصمود : هجموني الليلة جو ( الدعامة بي سلاحهم ) ترسوا البحر سدّْوا .
جزيرة توتي الصمود : عجبوني الليلة جو (بي سواعدهم وصدورهم ) ترسوا البحر صدّْوا .
***
حتماً لها نهاية ، وقريبة جداً ، هذه الحرب القذرة اللعينة ، التي إشتعلت ، لأغراض لا علاقة لها ، لا بالوطن ولا بالوطنية ، وبالفرضية القائمة ولا الدين ، وما لها به علاقة و(ليعد للدين مجده أو تُرق كل الدماء) ، فاختاروا إراقة كل الدماء ، وتركوا مجد الدين جانباً منزوياً قصياً .
إستطراد : (رغم المشترك بين الطرفين ، في رفع شعار المقدس هتافاً عالياً (الله أكبر) وسط المتقاتلين من الجانبين ، وهم في حالة كونهم لحظتها ، يقتلون ويذبحون ويغتصبون وينهبون ويقذفون بالدانات والبراميل المتفجرات ويخربون ويدمرون ، وأياديهم ملطخة بدماء الأبرياء ، دون رفة جفن ، أو إغماضة عين ، وهم يمارسون بوعي كامل . وصحو مبين ، كل الموبقات والمخالفات المرفوضة من الدين وتعاليمه ، وبإصرار وحشي متعمد ، تحسده عليهم داعش ذات نفسها ، وإن كانت أصلاً متفشية في أوساطهم بقيادة جزوليهم . فأين أنتم يافقهاء السلطان والتفافين ، مرسلي فتاوي المسالخ والذبيح البشري إلى قبور هم مؤيدي الإطاري والكفرة العلمانيين ومن هم على شاكلتهم ، أين أنتم من هذا التعدي الصارخ والجائر والخبيث على الدين وحرماته ومحرماته) .
إستطراد : مستقبلاً عند الحكم المدني الديمقراطي "القادم رغم أنف حربهم الساقطة " يجب إستنباط قوانين عقابية رادعة ، لمن
يستخدم المقدس في غير موضعه ومكانه ، لأغراض سياسية وتجارة تجميلية ، ومزايدة دنيوية ، لا منبع ولا مصب إيماني صادق لمجراها ومرساها ، وحين يكون الغرض فقط ، الأهداف الخاصة والذاتية ، فرداً كان أو حزباً أو جماعة أو تنظيم .
إستطراد : أقول وأواصل ، ستتوقف هذه الحرب العدمية آجلاً أو عاجلاً ، ولا أكتفي بالعبثية المخففة عن وصف حربهم القذرة ، فهي عدمية بحق ، فأولاً قبل أي خسائر منظورة أمامنا ، فعدميتها لطرفيها أكثر وأكبر ، فلا يظنون أنها جاءت وبالاً على شعبهم وبلدهم فقط ، فهي ستكون ذات نهاية درامية لطرفيها ، فلأن تركيبتها ومقدماتها خاطئة ، فنتائجها لهم ستكون كارثية ، فمنهم من هو خاضع ومنتم ، لكيزان اللجنة الأمنية جناح فصيل القصر الإسلاموي البشيراوي ، الذين يريدون العودة لحكمهم الشمولي دون مواربة ، أو لف ودوران ، والآخر المدعي زوراً وبهتاناً وفقه ضرورة إسلاموية ترابوية ( أنا للسجن حبيساً وأنت للقصر رئيساًً ) ، ووهم العودة للدولة المدنية الديمقراطية جزافاً ، وهي التي حملها جناح المنشية ، حلماً دغدوا به حلم حميدتي وطموحاته الساذجة ، لرئاسة دولة السودان .
إستطراد : ( لنتحدث عن المتحدث الرسمي باسم مستشارية الدعم السريع الكيزانية فصيل المنشية ، وأعني به يوسف عزت ، لأن به مس من متلازمة الغموض المتخفية ، بعيداً عن ظاهرة الجنون المأزومة ، تلك الحالة المفارقة ، التي جاءت به ، وأعني يوسف عزت ، إلى هذه الحرب المعادية ، لكل قيم الحق والخير والجمال ، وإن قلنا بلا تردد ، أنه جاء لهذه الحرب القبيحة ، من عالم الإبداع واليسار ، حيث الدعوة للحق والجمال والخير ، كما تقول سيرته الذاتية ، وكما يرويها عن نفسه ، وكما سمعناها من آخرين عنه ، أنه كتب ونشر الرواية والشعر ، وأنه كان في الجامعة عضواً فاعلاً في تنظيم الجبهة الديمقراطية ، أيوة والله هكذا ضربة لاذب ، ولفتت نظري هذه السيرة ، التي تتناقض تماماً ، مع موقعه الحالي الجرائمي بامتياز . مما يعني أنه جاء ألى الحرب من موقع اليسار ، هذا هو المفترض ، كما تقول هذه السيرة ، المبثوثة في الأسافير ، فكيف يستقيم هذا الأمر ، والمستقيمان لا يلتقيان ، مما يعني أن هناك أمر خفي يدبر في الخفاء لهذه الشخصية ، وهذا الإنتقال التراجيكوميدي إن صدق (وسآتي لمحاولة تشخيصها) ، جعلني أسرح قليلاً في الماضي البعيد وإستدعي للذاكرة ، موقف الروائي الأمريكي الشهير جون شتاينبك ، الذي كان له موقف يناقض كل المبادئ العظيمة التي عاش لها وكتب عنها ، وعن إيمانه العميق بها ، حيث ركن كل ذلك جانباً في لحظة ضعف ربما ، أو ربما إبانة عن ما في الدواخل من نقائض ، إبان حرب فيتنام ، بعد ان كتب ماكتب من خرائد ودرر روائية ، للإنسان المقهور المستعبد ، وهو المراسل الحربي في آخر أيام حياته ، فأنحاز في هذه الحرب للجلاد الأمريكي ، ضد الضحية شعب الفيتنام ، الذي إنتصر فيها هذا الشعب ، وأنهزم الجلاد الأمريكي ، وفي معيته الروائي الأمريكي الكبير جون شتاينبك ، مع الفارق الضخم في هذه المقاربة ، التي جرتني إليها هذه الظاهرة التحويلية "وغرضي الظاهرة وليس المقارنة بين أشخاصها" في حالة الحروب الإستبداية الإستعبادية . بين روائي عظيم ، عم صيته أرجاء العالم ، كتباً ومؤلفات ، وأفلاماً سينمائية إشتهرت بحصد ، الجوائز الأوسكارية ، وروائي آخر مغمور أسمه يوسف عزت ، وإن كنت أنا شخصياً لم أقرأ له حرفاً في رواية أو شعراً ، وإن قرأت عنه ، مما جعلني أتساءل هل تلوث يوسف عزت أم لوثوه لغرض شرير قادم حسب إدعائه يساريته .
إستطراد : إذن لماذا جعلوه متصدراً لهذا المشهد الإنتحاري الملتهب ، وعلى رأس قائمة الناطقين بأسم المستشارية المريبة ، وحصيلتهم من الكيزان داخلها ما أكثرهم وداعميهم من خارجها ، فلماذا لم يكن مثلاً الربيع عبدالمنعم ، وهو الناطق الفعلي للتنظيم ، والذي جاء إلى هذه المستشارية المشبوهة ، التي تقود مليشيا الدعم السريع . من عمق القبح الدموي الإسلاموي ، حيث خاض حرب الميل أربعين وكل الأميال الأربعينية ، وما أفظعها أميالاً دموية ، التي يحتفلون بها ويعظمونها سنوياً وحتى اليوم . وغيرها من المعارك والمجاهدات التي ساهم في مسيرتها القاصدة هذا الربيع وغيره من الموتورين ، في قتل وإبادة إخوتنا وأهلنا الجنوبيين ، التي يفخر بها في أحاديثه اليومية ، حتى أزهدوا في ذلك الحين ، أهل الجنوب في الوحدة ، وفضلوا الإنفصال وإنشاء دولة السودان الجنوبي ، على العيش مع هؤلاء الأبالسة ، و"خَارَجَ" الحنوبيين أنفسهم . بل هربوا بجلودهم من جحيمهم الشيطاني ( نحن البحلنا منهم الحل بلة) ، ومع النزوح واللجؤ والخروج ، وإن لم نقل الهروب الكبير المقصود ، الحاصل أمامنا اليوم ، هل يا ترى يكون بلة ده بعينه رشّوه بي كم مليار وحلاهم هم مننا ، ليصبح السودان لهم وحدهم ومن يرغبون في ضمهم إليهم من أحبتهم الموعودين) .
إستطراد : وغير الربيع عبد المنعم هناك الآخرين من غير يوسف عزت ، الذين كان من الممكن أن يكونوا في هذا الموقع فوجودهم ممتد ، حتى من هم داخل عضوية لجنة تفاوض جدة للسلام ، فكثيرون هم من في هذه المستشارية ، ممن خاضوا اللهيب والحروب ، لتحرير جنوب السودان ، من الكفرة والزنادقة والعلمانيين الذين يقودهم جون قرنق وهوسه الذي يتصورونه لسودان جديد ذلك الزمان . ومن بعدها إلتفتوا إلى دارفور ، وأخذوها من قصيرها ، وقرروا الإبادة الجماعية لهذه المنطقة المسلمة ، ولكنها لا تحمل ثقافتهم وهويتهم ، فلا وقت لديهم للمعارك المتفرقة وبالقطاعي .
إستطراد : أوسوس مع نفسي وأقول جاداً ، بعد هزيمتهم في حربهم العبثية ، المنهزمة بفعلهم العبثي "أنظروهم في إصرارهم غير المنطقي وغير القانوني ، حول قضية طرد فولكر المسكين ، الذي أصبح قضية حياة أو موت ، نصر أو هزيمة ، بالنسبة لهم ، ياهم يا الأمم المتحدة ، فشعارهم أمريكا وروسيا قد دنا عذابها ، تحت المحك والأختبار !!" فيجب عليهم الإنتصار في معركة هوسهم هذه . فاعطتهم الأمم المتحدة ، درسيين أولها بالرفض لطر، فولكر والثاني درساً في القانون الدولي والمادة 9 من القانون الذي يحكم التعامل مع موظفي الأمم المتحدة ، وعروا دبلوماسيتهم الصبيانية وبقي فوكلر شوكة حوت في حلقومهم !!!.
إستطراد : وسوستي كما قلت فيما بعد إنتهاء الحرب وهزيمتهم فيها حربياً أو وجودياً أو حتى نفسياً ومعنوياً ، تتركز في بحثهم عن مخرج لتنظيمهم ، أتخيل من تجارب شعب السودان مع حربائيتهم ، سيقسمون قسماً مغلظاً ، أن هذه الحرب ، إفتعلها وأشعلها وبرمجها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، ودليلهم هو يوسف عزت اليساري وعضو الجبهة الديمقراطية ، هكذا سيقولون لا أنا ، ألم يبدأوا قبل الآخرين ، مهاجمة حكومة حمدوك الإنتقالية ، بأن رئيس وزرائها شيوعي ، وحكومته كلها شيوعيين ، وحينها الحزب الشيوعي ، بي صمة خشموا ، لا يد له فيها ولا حتى حرف الشين داخلها ، فهكذا الحرب الحالية فهي ستكون في دعايتهم القادمة هي ، من وحي وتدبير الشيوعيين بقيادة الناطق الرسمي بأسمهم داخل الدعم السريع . وأبواقهم جاهزة ، للترويج لهكذا فرية ، وأولهم حسين خوجلي ففي فمه لازال بقية تزوير ، ومعه آخرون من أمثال ضياء وضياء وضياء . فكم من الجرائم التي حملوها اليسار وعلى رأسه الحزب الشيوعي ، وهو منها براء ، منذ قضية شوقي محمد علي وحديث الإفك ، الذي لم يحملوه لسارده وحملوه آخرين في عز نهار الديمقراطية التي إنتزعها شعبنا بثورته الأولى في اكتوبر المجيد ، وحلوا به الحزب الشيوعي ، وجلبوا بها مايو ، وما بعد مايو ، منها ماحدث فاشلاً وخافياً كان أعظم .
مروراً بقتل الأنصار بمسجد ودنوباوي وأرفقوا معها ضرب الجزيرة أبا ، وما تلاها ومن بعدها ، تعليق جريمة بيت الضيافة على رقبته رغم براءته منها من واقع التقارير والدراسات حولها . فغذاء هؤلاء الإسلاموييين اليومي في سبل كسب العيش لتتظيمهم الغارق في ملذات الدنيا ، هو تحميل جرائمهم لغيرهم ، ومع ذلك يرددون لا لدنيا قد عملنا ، ولا تستبعدوا فهؤلاء الأباليس سحرة وشياطين ، منذ أن احالوا إبليس إلى الصالح العام عند إنقلابهم في 89م ، وأدوا بعده دوره ورسم خطط الشر خاصته ، بكل كفاءته المعهودة . أبحثوا عنهم منذ نشأتهم تحت كل لوحة مأسوية حدثت لشعب السودان تجدونها كانت بريشتهم المغموسة في أحبار شرورهم المدمرة .
إستطراد : وليسمح لي صديقي واستاذي ومعلمي منذ ستينيات القرن الماضي بروف عبدالله علي إبراهيم لأقول إنها فعلاً لوثة كيزانية وهم الذين تسببوا في وجودها وسط الآخرين ، ولكنهم بعد الحرب اللعينة ، طوروها فينا فلم تعد لوثة فقط ، إنما لبسة مسمومة درعوها في كتف كل سوداني بغير رغبته بفعائلهم المخترقة لحاجز صوت العقل المنطقي والأخلاقي والنفسي والسياسي ، وعلينا تمزيقها ورميها وهم معها ، بعد إزالتهم من المشهد السياسي في سلة زبالتهم التاريخية ، لنلتفت لإيجاد حلول لأمر بلادنا ، والتي بعدهم حتماً ستكون أقل تعقيداً .
إستطراد :والتراب كال الحمادين ، وإلى الجناحين المنكسرين المنهزمين ، قصراً ومنشية ، فالحرب " قد إنتهت" وأفلست مبرراتها ، وأصبحت عارية من كل إدعاءتها ومسوغاتها ، وأكملت دورة إنطفاء شعلة فتيلها ، بمسبباتها التي بارت وتعفنت بنواياها العدمية ، والحروب حين تستنزف أدواتها السياسية والمعنوية والعسكرية ، يتوقف حمارها عند عقبة المُخارجة ، فالدخول في الشبكات هين ، ولكن التأمل في الخروج ، من مسار نهايتها ، التي أورثت الآخرين الموت والدمار والخراب ليس إلا ، ثم يجلس فاعلوها ومدبروها وجلسوا على تلة خرابها ، وما فعلت أيديهم الملوثة ، ليس نادمون كعادتهم ، وإنما هاربون مندسون هلِّعون ، خوف العقاب الذي سيأتي بقدر فعلهم الشنيع ، وما جنوه بأيديهم الملوثة بدماء الأبرياء وتخريب البنية التحتية التي بنيت بعرق الكادحين من أبناء شعب السودان ، فمهما تواصل تنازع الجنرالين ، في من سوف يحقق حلم الفوز بالرئاسة ، الأول بحلم أبيه الصالح ، والآخر وهو غارق في حلم الطموح والمستحيل السابح . فالأحلام ياهؤلاء المنقادون لآخرين الرادفون معكم مسلحينكم لتحقيقها ، سوى كان جند الجيش المغيب والمفترى عليه ، أو المليشيا بجندها المنفلت والمنبت ، بتاريخه كفاقد تربوي ، تَخَّصُصُ قتل وإجرام ، لن تأتيكم من مدخل هذه الحرب القذرة ، وأنتم فيها ومنها منهزمون "حتى لو إنتصر ، أحدكما فيها على الآخر" هزيمة لا محالة ولا فكاك منها ، فالشعب يحاصركم من أمامكم ، والمجتمع الدولي يضاغطكم من خلفكم ، وكما طارق إبن زياد ، البحر من أمامكم ، وأنتم عدوكم من داخلكم وليس من خلفكم ، ولن يقبلكم لا الشعب السوداني ، ولا المجتمع الدولي وكلاهما لن يعتقانكم ، حتى لورفعتم رايتكم البيضاء المراوغة، وهذا ما جنته أحلام خيبتكم ، نتاج حربكم العبثية ، في سباق جنرالين إلى حلم الرئاسة ، وفي سباق تنظيمين ، أيهما يفني الآخر عن آخره ، حتى لو إختفت كل المدن والبشر والشجر ، وما يليها من موجودات وجمادات ، وحين شبعت سنانكم وسلاحكم من الإنتقام الذي واجهتم به شعب السودان ، الذي إنتزع سلطتكم الثلاثينية الجائرة في ديسمبر المجيد ، ولمزيد الإنتقام ، أدخلتم حتى النوق والجمال في حساب إباداتكم الجماعية ، المقصودة والمتعودة ، والممنهجة للوصول إلى مدى إنتحاراتكم الموعودة .
إستطراد : إنسحب يا يوسف عزت الماهري ، لو صدق أنك مبدعاً للجمال حقاً ، من هذا الإنحياز الضار بك حتى لاتصبح لهم شوقياً آخر ، أو إعترف أنك أصبحت كوزاً عديل ، وأنك بمحض إرادتك سلكت الطريق الذي سلكه قبلك الروائي جون شتاينبك الذي لم تشفع له جائزة نوبل التي تحصل عليها عام 62م من القرن المنصرم ، وكتاباته العظيمة والتي صنفته يسارياً متعاطفاً مع الكادحين من المزارعين والعمال ، فتلاشى بعدها وفقد سمعته وصيته ، وجف بعدها حتى قلمه عن الكتابة ، وإن بقي كامل إبداعه السابق في صدقه وإنحيازه للحقيقة ، وشتان إن لم تلحق ذاتك ، فقط أقول إتعظ ، ولاتزيدنا ألماً على ألم ، والبلاد ليست ناقصة وليست جاهزة لمرحلة إدمان فشل آخر ، ولا حتى قادرة على حرب عبثية ثانية وثالثة .
وليس غرضي هنا التبشير بنهاية الحرب ونهاية الطرفين الإسلامويين فهذا أصبحت بمعطياتها أمراً مؤكداً ومفروغاً منه . إنما غرضي البحث في السؤال .. ثم ماذا بعد إنتهاء هذه الحرب؟؟ .
وكملمح للإجابة ، سنجدها في فضائيات إدمان الفتنة و"المديدة حرقتني" ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه في شاشتها . الذي يُنَّظِر ويطبل لرعاته منذ أن كان صحفياً يحبو ، والذي أصبح ، أسمعه الآن وهو يلون صوته بنغمة عاطفية ، يعتقد أنها مستجلبة لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يتلو شعراً حميمياً عاطفياً رومانسياً .
ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك الملعلع اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل البشر السودانيين والسودانيات ، ومواصلة القتل بدعوته المستميتة لمواصلة الحرب ، ورغم أنف الحقيقة يردد لازمته القميئة "أنا إنتمائي وطني" ويكاد المريب يقول خذوني .
أما رفاق الشهداء والثورة في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب ، التي إتهموا بها ، والتي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً ، والتي جعلت حتى أردول يتحدت مع احد من قحت ، بغضب المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على محاوره غي ذات اللقاء ، حتى كان للبكاء أقرب ، لا لرد الصاع صاعين كما كان يفعل قبل الحرب المتهم بإشعالها .
أما زميله الآخر في قحت ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية لا غير ، حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة والمرابطة في فضائيات الفتنة وحاملة المديدة حرقتني ، التي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان ، خاصة تلك الوجوه الجاهزة لتسميع ما نهلته من معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية .
كل هؤلاء طال عبئهم وشرهم على شعب السودان ، وقد طال مكوثها في مستودع إدمان الفشل ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب بعد وقفها ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية .
والجنجويد " حامل لواء أحلام فصيل المنشية الاسلاموي للسلطة " لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.