اتهم يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة، رئيس هيئة الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، بإصدار أوامر للطائرات بإطلاق النار "وسط السيارات المدنية". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن بريغوجين قوله "أصدر رئيس الأركان العامة للتو أمرا برفع الطائرات وفتح النار على الأعمدة التي تتحرك بين المركبات المدنية والشاحنات"، مضيفا "إنه لا يهتم بمن يقتل. إنهم يقتلون مدنييهم منذ عام ونصف بدلا من محاربة العدو". وأشاد بريغوجين بالطيارين الروس "لرفضهم تنفيذ هذه الأوامر الإجرامية". وأشارت الشبكة إلى أنه لا يمكنها تأكيد رواية بريغوجين عن هجوم جوي. في حين نفت وزارة الدفاع الروسية صحة تصريحات رئيس فاغنر بشأن قصف الجيش الروسي لقواته. وكان بريغوجين قد قال في وقت سابق إن قواته دخلت منطقة روستوف الروسية المتاخمة لأوكرانيا. والجمعة، أكد بريغوجين دخول قواته الأراضي الروسية واقتحام مقاطعة روستوف، مشيرا إلى أنهم سيواجهون من يعترض طريقهم وسيواصلون "حتى النهاية". ودعا حاكم منطقة روستوف الروسية، السبت، السكان إلى ملازمة منازلهم في مواجهة تمرد مجموعة فاغنر التي ادعت أنها دخلت العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم ذاته. وكتب فاسيلي غولوبيف على تلغرام "القوات الأمنية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة. أطلب من الجميع التزام الهدوء وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة". كما أعلن حاكم منطقة ليبيتسك الروسية الواقعة على بُعد 420 كلم جنوبي موسكو، السبت "تعزيز الإجراءات الأمنيّة" عقب إعلان مجموعة فاغنر تمردا مسلحا. وكتب إيغور أرتاموف على تلغرام "سيتم إيلاء اهتمام خاص (بحماية) البنية التحتية الحيوية"، داعيا السكان إلى "التزام الهدوء" والامتناع عن السفر جنوبا نحو المناطق الروسية الحدودية مع أوكرانيا. وكان قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية دعا إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش بعدما اتهمها بقصف معسكرات لقواته في الخطوط الخلفية في أوكرانيا ممّا أسفر عن مقتل عدد "هائل" من عناصره. ورفض بريغوجين للمرة الأولى، الجمعة، المبررات الروسية الأساسية لغزو أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير عام 2022، وذلك في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تيليغرام. وقال قائد "فاغنر: "لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله"، واصفا الرواية الرسمية بأنها "قصة جميلة". وشكك بريغوجين في الأسباب التي كانت وراء قرار بوتين شن العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلا: "لم بدأت العملية العسكرية الخاصة؟… كانت الحرب ضرورية من أجل الترويج الذاتي لمجموعة من الأوغاد". وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إن "المزاعم التي بُثت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أي أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفيدرالي تحقيقا بتهمة الدعوة إلى تمرد مسلح". كما أشار الكرملين إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "مطلع" على مزاعم بريغوجين وجارٍ اتخاذ "الإجراءات اللازمة". ودعا نائب قائد الحملة العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، الجمعة، مقاتلي مجموعة "فاغنر" إلى ترك مواقعهم للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدهم، في حين انتشرت آليات عسكرية في العاصمة، موسكو، بعد أن هدد بريغوجين، ب "تمرد عسكري" عقب مقتل الآلاف من مقاتليه في غارات اتهم القوات الروسية بشنها. وقال سوروفيكين في مقطع فيديو عبر تيليغرام: "أحثكم على التوقف.. العدو ينتظر فقط أن يسوء الوضع السياسي الداخلي في بلادنا". وأضاف "يجب علينا أن ننصاع لرغبة وأوامر الرئيس، توقفوا وعودوا إلى قواعدكم". وذكر سوروفكين في تسجيل فيديو بثّه على تطبيق تلغرام صحفي في التلفزيون الرسمي الروسي "أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها.. نحن من الدم ذاته، نحن محاربون. أطلب (منكم) أن تتوقفوا … قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر الرئيس الروسي" المنتخب من الشعب. من جهته، قال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "نراقب تطورات الوضع في روسيا وسنتشاور مع الحلفاء والشركاء بخصوصها". وكان قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية دعا، الجمعة، إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش بعدما اتّهمها بقصف معسكرات لقواته في الخطوط الخلفية في أوكرانيا ممّا أسفر عن مقتل عدد "هائل" من عناصره، وهو أمر نفته موسكو. ونفى بريغوجين أن يكون بصدد تنفيذ "انقلاب عسكري"، مؤكدا أنه يريد قيادة "مسيرة من أجل العدالة". وقال قائد مجموعة "فاغنر" في رسالة صوتية بثها مكتبه الإعلامي: "هذا ليس انقلابا عسكريا، بل مسيرة من أجل العدالة. ما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة".