(1) بغباء يحسد عليه تبجح يوماً الرئيس المخلوع عمر البشير (والمختبيء الآن مع أعوانه تحت الأرض من بطش من صنعه بيده) عن قراره الكارثي بإنشاء مليشيا الدعم السريع بأنه أصوب قرار إتخذه في حياته. شعبنا غير معني بندم البشير من عدمه ؛ إلا ان يوم الاعلان عن مليشيا المقيتة كان أسوأ يوم في تاريخ السودان والسودانيين. (2) بجانب آخرين من بنات وأبناء بلادي ولأكثر من عقدين أحاول أن أكتب أو أننبه عن الخطر الوجودي الذي يمثله الجنجويد على السودان والإنسانية معاً ٫ لكن لم يجد ما كنا نردده حظه من الإهتمام حتى رأي الناس ما يقوم به هؤلاء القادمون من كوكب غير كوكبنا من بشاعة بحق كريمات السودان في الخرطوم وغيرها من مدن الوسط ، بعدما داوموا عليها في دارفور لأكثر من عشرين سنة. (3) كان السلطان دوسة عبدالرحمن (وهو الشقيق الأصغر ل برقو عبدالرحمن) مقداماً بشكل استثنائي. سمع يوماً بإعدام شقيق أحد سلاطين دولة مجاورة من قبل مليشيا متمردة بشكل بشع وفي ساحة عامة وبحضور ذلك السلطان نفسه. أرسل السلطان دوسة الي ذلك السلطان متسائلاً : "في مثل اي يوم تريد أن تضحي بنفسك؟؟" وهو السؤال الذي أريد ان اوجهه اليوم الي قادة حركات الكفاح المسلح : في اي يوم من أيام الله تريدون فيه التضحية من أجل السودان والسودانيين لو لم يكن في الوقت الذي يغتصب فيه مغول هذا العصر- أفراد مليشيا الجنجويد كريمات السودان في شوارع الخرطوم والجنينة وغيرهما من مدن معاناة السودانيات ؟؟ . ماذا تنتظرون ؟ الا تحرككم استغاثات وصرخات بنات السودان – وهن أسيرات لدي من لا ينتمون الي الحضارة الإنسانية بالأساس ؟؟ . (4) الشبح المتنامي للراحل محمد حمدان دقلو المستشار السياسي السابق والقائد الحالي للمليشيا الأخ عزت الماهري أو محمد سعيد الصحاف الدعم السريع قد تفوق على نفسه في قلب الحقائق بشكل جعل من وزير الاعلام العراقي الأسبق مجرد تلميذ يفتقر الي الخبرة. صحيح أن الاعلان عن وفاة السيد حميدتي في الوقت الراهن سيعجل من إنهيار المليشيا خلال ساعات ؛ مع ذلك فلا مناص أمام مستشاري الراحل حميدتي غير التعاطي مع الأمر بمسؤولية و واقعية. (5) رغم ما أقترفه حميدتي من موبقات بحق الآمنين العزل في السودان وليبيا واليمن وغيرها ؛ الا انه لا شماتة في الموت. مع ذلك فلا بأس ان نتساءل ، برغم انه لا ولن يسمعنا : فهل وجدت يا حميدتي ما وعد الله به المجرمين ؟؟ . فقط لأن الديان لا ينسى!!.