الأفعال دائماً أقوى وأوضح تعبيراً عن واقع الحال. وينطبق هذا الكلام تحديداً على المليشيا المتمردة التي خرج أفرادها من صحارى أفريقيا كما يخرج الشيطان من القمقم، لا يجيدون صنعة خلاف القتل والدمار والنهب وانتهاك العروض، بينما يدعي قادتهم أنهم ينشدون الحكم المدني والديمغراطية! ولكن اخلتفت شعارات القادة عن تلك التي يتغنى بها الأفراد الذين يرددون "عشان أم قرون بركب الحديد بوكسي" ولذلك ينهبون سيارات الناس باستخدام السلاح بلا وازع ولا ضمير، بينما قادتهم ومناصروهم من نشطاء قحت يوهمون الناس بقولهم الممجوج بأن ذلك كله من أجل استعادة المسار المدني! والغريب في الأمر تجد هؤلاء الفارغين يتصدرون برامج القنوات الفضائية يبثون هذه الأكاذيب والإدعاءات بينما ما يجري في الخرطوم ومدن السودان الأخرى ينفي ما يقولون تماماً حيث تحولت مليشيا الدعم السريع إلى نهابة يسرقون حتى الدقيق والذرة والزيت والسكر والمكرونة، وكل ما يجدون في بيوت الناس من ذهب ومجوهرات ومبالغ مالية إرضاءً لأم قرون في تلك الصحارى النائية. وكلنا يعلم أن همباتة السودان قديماً كانوا يتعففون عن سرقة مثل هذه الأشياء كما جاء على لسان الطيب ود ضحوية رحمه الله وغفر له: كان بردن بكار ما هن صفايح زيت وهذا يدل بلا أدنى شك أن هؤلاء المرتزقة لا يشبهون السودانيين ولا يتمثلون أخلاقهم لأنهم أصلاً لا ينتمون إلى هذا الوطن العزيز ولا يعرفون قيم أهله وعاداتهم وتقاليدهم الراسخة التي لا تسمح بالتعدي على الحرمات ولا أنتهاك العروض ألم يقل شاعرهم: لا بياكل الضعيف لا بسولب المسكين بينما هؤلاء يخطفون أجهزة الهاتف من أيدي الفتيات ويعتدون على كبار السن ويروعون الأطفال والنساء والآمنين في بيتوهم، فعن أية ديمغراطية يتحدثون؟ هؤلاء الأعراب عاشوا في تلك الفيافي كما تعيش البهائم يسلبون ويرتكبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ لأنهم أصلاً لم تكن لهم صلة بحضارة أو سلطان ناهيك عما يتحدث عنه مستشارو الهالك من مدنية وشفافية وعدالة لا يعرفون مفهومها أو معناها، بل يخدمون أجندة أملاها عليهم أبالسة البشر وشياطين الإنس في بعض العواصم العربية والأجنبية المعادية. هذه الأفعال المستنكرة تعيد إلى الأذهان تلك الفظائع التي أرتكبها الجهادية ضد السودانيين قبل قرن من الزمان في عهد عبد الله ود تورشين، فكأن التاريخ يعيد نفسه، إذ كان قد جاء ببعض الأعراب إلى أم درمان ليستقوي بهم ضد معارضيه؛ ولكنهم لم ينسوا ما اعتادوا عليه من عنف مفرط ضد العزل والأبرياء وهاهم أحفادهم اليوم يعيدون ذات السيرة والممارسات المستهجنة التي تتنافى مع القيم والفطرة السليمة. هذا الوضع جعل جميع الشرفاء من أبناء الشعب السوداني يقفون مع قواتهم المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى في خندق واحد دفاعا عن الأرض والعرض والعقيدة والوطن؛ ولهذا نرى ألا تفاوض أو هدنة أو سلام مع هؤلاء المعتدين، وهنالك فقط خياران لا ثالث لهما: إما النصر وسحق التمرد أما الشهادة في سبيل الله ولا وقف للحرب إلا إذا تحقق أحد الخيارين. ويا طه عثمان ويوسف عزة ومعاوية البرير وياسر عرمان أعلموا أن "الصدق منجاة والكذب مهواة" ولكنكم دأبتم على الكذب والتلفيق حتى صار صفة ملازمة لكم فبأس الساسة أنتم فقد قدتم حليفكم إلى الهلاك بما حصدت ألسنتكم. وسيظل شعار الشعب السودان الذي يردده هو: "جيش واحد شعب واحد" حتى تطوى هذه الصفحة السوداء البائسة من تأريخ السودان وحتى القضاء على آخر متمرد من المليشيا ومناصريها.