هنالك اربعة أطراف تنشط في السودان، مواقفها هي التي تحدد هل تستمر الحرب ام تتوقف. الطرف الأول هو الجيش: الجيش لا يريد ايقاف الحرب الان، وسيهرب من كل منصات التفاوض، لماذا؟ لانه تحت قيادة البرهان والكيزان، والتفاوض في الوقت الراهن عبر الوسطاء (منبر جدة، الاتحاد الافريقي) يقود الى اعادة الحكم المدني، وهذا يعني ذهاب العسكر للثكنات، وبالتالي خروج البرهان وكيزان الجيش من الفعل السياسي، وهذا ما لا يريدونه واطلقوا الحرب نفسها من اجل تفاديه. هنالك ثلاث طرق تقود البرهان والكيزان للجلوس للتفاوض هي: – الضغط عليهم من قبل الشعب والمجتمع الدولي ( هذا يحتاج خروج الشعب في مليونيات تطالب بإيقاف الحرب) – تحقيق أهدافهم بالسيطرة على الحكم عسكريا ( وهذا صعب ان لم يكن مستحيلا) – ان يتم هزيمتهم عسكريا ( هذا صعب ان لم يكن مستحيلا) الطرف الثاني هو الدعم السريع: الدعم السريع في الوقت الراهن لا يريد توقف الحرب لنفس سبب الجيش، لأن نهاية الحرب المعلنة من كل الوسطاء هي إعادة الحكم المدني، وهو ما يعني تكوين جيش واحد، وبالتالي دمج او حل الدعم السريع. عليه، هنالك ثلاث طرق تقود الدعم السريع للجلوس للتفاوض هي : – الضغط عليه من قبل الشعب والمجتمع الدولي ( هذا يحتاج خروج الشعب في مليونيات تطالب بإيقاف الحرب) – ان يحقق أهدافه بالسيطرة على الحكم عسكريا ( هذا صعب ان لم يكن مستحيلا) – ان يتم هزيمتهم عسكريا ( هذا صعب ان لم يكن مستحيلا) الطرف الثالث هو قوى الحرية والتغيير والقوى الرافضة للحرب: هذه القوى تريد التفاوض، لان التفاوض سواء في منبر جدة أو الايقاد والاتحاد الأفريقي او جيران السودان كله يستند على ايقاف الحرب واستعادة العملية السياسية وقيام حكم الشعب، وهذا هو الهدف الاستراتيجي لهذه القوى الذي ظلت تناضل من أجله منذ انقلاب البشير، ولكن هذه القوى لا تملك سلاحا وكل أوراق ضغطها سياسية. أوراق ضغط القوى السياسية الرافضة للحرب على الطرفين المتحاربين هما ورقتان: – ورقة الشعب السوداني، وهي ان تدعو وتقود الشعب للوقوف ضد الحرب والخروج في المناطق الامنة في مليونيات للضغط على الجنرالات. – ورقة المجتمع الدولي وهي ان تطالب بالتدخل الدولي لحماية المدنيين والضغط على المتحاربين لاحلال السلام. الطرف الرابع هو الشعب السوداني: الشعب السوداني هو الطرف الحاسم في عملية ايقاف الحرب، وأي فعل من قبله سيكون له أثر اما بتطويل امد الحرب او تقصير اجلها: – اذا سكت الشعب وواصل الصمت امام الحرب، فان الطرفين سيستمران في القتال لتحقيق اجندتهما وليس أجندة الشعب، وهذا يعني استمرار الحرب لعشرات السنوات. – اذا دعم الشعب طرفا واحدا فان هذا الدعم لن ينهي الحرب وانما سيعمقها، لأن الشعب فعليا منقسم حول الحرب واطرافها. – اذا انتفض الشعب ضد الحرب، وخرج في القرى والمدن والفرقان الامنة مطالبا بإيقاف الحرب، فإنه سوف يشكل ضغطا حقيقيا على المتحاربين سيحملهم على ايقاف الحرب. عليه لإيقاف الحرب هناك حوجة لشيئين: – وحدة القوى السياسية الرافضة للحرب. – وحدة الشعب ضد الحرب وخروجه ثائرا عليها. اذا لم يحدث هذا فلن تفلح مفاوضات جدة ولا غيرها في ايقاف هذه الحرب، وستستمر لعشرات السنوات وعلى الشعب ان يجهز نفسه منذ الان لهذا المصير الكارثي. [email protected]