احتج رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك، على دعوة الأممالمتحدة لقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاداً إياها ترسل إشارات خطيرة للغاية ومشجعة للانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية. وبعث حمدوك، مع أعضاء في مجلسي السيادة والوزراء اللذين أطاح بهما الجيش في انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الأممية أنتوني غوتيريش، قالوا فيها إن «هذه الدعوة تتناقض مع المواقف الدولية الرافضة للانقلاب الذي أوقف عملية التحوّل الديمقراطي في السودان». دفعت بمذكرة مع زملائي في الحكومة الانتقالية المنقلب عليها، للسيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، أوضحنا فيها أن مشاركة قائد انقلاب 25 أكتوبر، في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد تناقضا مع المواقف الدولية المعلنة المناهضة للانقلابات العسكرية. + pic.twitter.com/Jc4khhMzFn — محمد الفكي سليمان (@melfaki_s) September 25, 2023 ووقع على الرسالة بالإضافة إلى حمدوك، ثلاثة من أعضاء مجلس السيادة، وهم محمد الفكي سليمان، والطاهر حجر، ومحمد حسن التعايشي، كما وقع عليها وزراء بارزون في حكومة حمدوك، على رأسهم وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف. انهيار دستوري وقالت حكومة حمدوك المدنية الانتقالية في رسالتها للأمم المتحدة، إن المكون العسكري، برئاسة الفريق البرهان، قاد انقلاباً عسكرياً على الحكومة المدنية الانتقالية، ما أدى إلى حدوث انهيار دستوري كلي في البلاد، ترتب عليه وجود حكومة أمر واقع، ثم انهارت هي الأخرى مع اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) الماضي، التي كانت نتيجة مباشرة للانقلاب على الحكومة المدنية الذي قام به طرفا الحرب الحالية وهما الجيش وقوات «الدعم السريع». كما أشارت الرسالة إلى مواقف الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي التي عبرت عن رفضها للانقلاب العسكري، الذي قوض حكومة حمدوك المدنية، وأوقف عملية التحول الديمقراطي في السودان، وذلك باتخاذ قرارات تدين الانقلاب وتطالب بإعادة السلطة إلى المدنيين. تناقض مواقف وعدت الرسالة دعوة قائد الجيش لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً للسودان، تتناقض مع المواقف الدولية المعلنة، وتساهم في إطالة أمد الحرب الجارية حالياً في السودان، كما أنها ترسل إشارات خطيرة للغاية ومشجعة للانقلابات العسكرية التي زادت مؤخراً في القارة الأفريقية. وفي 25 من أكتوبر أعلن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، حل مجلسي السيادة والوزراء وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، واعتقال رئيس الوزراء، وعدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء في السلطة التنفيذية. وإزاء تلك الإجراءات التي اتخذها الجيش السوداني، علق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان، بسبب ما وصفه بالاستيلاء غير الدستوري على السلطة، وجمدت الولاياتالمتحدة الأميركية والبنك الدولي مساعدات للسودان، واشترطت استئنافها بتسليم السلطة للقوى المدنية.