في يونيو الماضي تعرض منزل عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس للقصف بالطيران، وقتها كان يوجد بالمنزل قادة من قوى الحرية والتغيير من بينهم خالد سلك. هذه الحادثة أكدت نية كيزان الجيش استغلال ضباب الحرب لاغتيال الهادي ادريس وقادة قوى الحرية والتغيير ومن ثم اظهار الحدث وكانه حدث عارض او خطأ غير مقصود. الجبهة الثورية اصدرت بيانا في وقتها يحمل الجيش مسؤلية قصف المنزل بطائرة تتبع له. بينما لم يصدر من الجيش اي رد فعل بالتحقيق في هذه الحادثة. لماذا استهداف الهادي ادريس؟ موقف الهادي ادريس المحايد من الحرب، الداعم للاتفاق الاطاريء، ولقوى الحرية والتغيير كقوى وطنية هو الذي اوغر صدر كيزان الجيش عليه، واوعز لهم بتنفيذ مخطط الاغتيال بالقصف الجوي في وقت كان فيه معه قادة من قحت، ليضربوا عصفورين بحجر واحد، ومن ثم التبروء لاحقا من الجريمة باعتبارها حادث غير مقصود ناتج عن خطأ في الاحداثيات لدى الطيران. هذا الاستهداف جعل الهادي ادريس وقادة قوى الحرية والتغيير يغادرون لخارج السودان من اجل دعم خطوات وقف الحرب. وربما هذا الخروج هو ما زاد في كره كيزان الجيش للهادي ادريس والطاهر حجر، وجعلهم يصنفونهما كأعداء، وقد ظهر هذا في إعلان البرهان بوضع الوزارات تحت إشراف اعضاء مجلس السيادة عقار وكباشي والعطا وإبراهيم جابر وتخطى الهادي ادريس والطاهر حجر رغم أنهما اعضاء في السيادي. ومن المضحك والمخجل ان مالك عقار ورغم الخدمات الجليلة التي قدمها لكيزان الجيش، الا انهم وضعوا تحت إشرافه وزارات غير حساسة ولا علاقة لها بالامن ولا الدفاع ولا الخارجية ولا المالية، وهو تهميش واضح لهذا الرجل وتقليل من قيمته، وهو ما كان يفعله المخلوع البشير من قبل مع المستوزرين من خارج الكيزان والمؤلفة قلوبهم، ولكن هل يعي مالك عقار ذلك؟ هل يخجل من التهميش وينتفض ضده؟ لا اعتقد، فالرجل الذي لم ينتفض ضد إعتقال نائبه عرمان بصورة مهينة في انقلاب 25/اكتوبر من قبل امنجية البرهان، لا شرف له ولا نخوة ولا أخلاق. لماذا اغتيال الهادي ادريس وقادة قوى الحرية والتغيير؟ الاغتيالات عند الكيزان سلاح قذر استخدموه ضد كل من أصبح يشكل تهديدا لهم ولسلطتهم، ونذكر منها محاولتهم في عام 1995 اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وهي الحادثة التي اعترف بها زعيمهم حسن الترابي واعترف بأن عددا من منفذي هذه الحادثة تم اغتيالهم ايضا من قبل الكيزان لمحو اثار هذه الجريمة للأبد. في 2005 إغتالوا الدكتور جون قرنق وقالوا مجرد تحطم طائرة، وقد اغتالوا قبله كل العساكر الذين حاولوا شق عصا الطاعة عليهم ومنهم الزبير محمد صالح وإبراهيم شمس الدين وغيرهم. هذا غير العدد الضخم من الاغتيالات للكوادر السياسية والنشطاء، حتى وصف البعض فظاعة حكم الكيزان بقوله انه حكم باطش ابتدا بدق مسمار في راس طبيب (الشهيد علي فضل) وانتهى بخازوق في دبر معلم (الشهيد احمد الخير). في 2011 اغتالوا الدكتور خليل ابراهيم بعد ان تمرد عليهم، مع انه كان امير الدبابين الكيزان في حرب الجنوب، اغتالوه بصاروخ موجه، ثم قالوا كذبا انه اغتيل في احدي المعارك، وقد نشر جنود خليل فيديو اغتياله وهو في منتصف جنوده ولم يكن في معركة، والمخجل ان جبريل ابراهيم شقيق خليل تنكر لذكرى شقيقه ودمه وهاهو يضع يده فوق يدي قاتليه، ولا ادري كيف ينظر جبريل في عيني ابنة شقيقة اليوم. سلسلة الاغتيالات السياسية القذرة التي قام بها الكيزان تثبت ان محاولة اغتيال الهادي ادريس وبعض قادة قوى الحرية والتغيير لن تكون المحاولة الأخيرة، وأن استمرار وجود الكيزان في الجيش واستغلالهم لسلاحه يعني استمرار الاغتيالات السياسية، وليس مستبعد ان حادثة اغتيال حمدوك في 2020 كانت من تدبيرهم. يوسف السندي [email protected]