بسم الله الرحمن الرحيم السودان، هذا البلد الواقع في شمال شرق إفريقيا، عانى لفترة طويلة من حروب دامية وانتهاكات واذي جسيم ظهور خطاب الكراهية والعنصرية والتشفي وصراعات مستمرة أثرت على حياة المدنيين وتركت آثاراً وخيمة على الاقتصاد والاستقرار السياسي. ومع ذلك، تشير المستجدات الأخيرة إلى أن هناك أملًا في وضع حد لهذا الصراع المميت والبدء في بناء مستقبل أفضل للسودانيين. تعود جذور النزاع في السودان إلى عوامل عديدة، منها الاختلافات العرقية والثقافية والدينية التي تنوعت في هذا البلد كما ساهمت التوترات السياسية والاقتصادية واستغلال الموارد الطبيعيةداخل الأرض وعلي سطحها في تصاعد الصراعات. قضية دارفور وجنوب السودان جنوب كردفان والنيل الأزرق امثلةللنزاعات الدامية.بالاضافة إلى غياب التنمية وغياب المبادرات وضعف الادارة المهنية والكفاءة والتربية الوطنية جهود وقف النزاع: على مر السنوات، شهدت السودان جهوداً دولية وإقليمية لوقف النزاع وتحقيق السلام. أحد أهم تلك الجهود كانت اتفاقية كثيرة لانهاء اطول حرب، اي حرب الأهلية الطويلة بين الحكومة السودانية وجنوب السودان وسمحت بانفصال جنوب السودان عن الشمال. ومع ذلك، استمرت الصراعات في مناطق أخرى من السودان.لانها لم تخاطب جذور المشكلة الأساسية وغياب التنمية المستدامة المتوازنة وفتحت الباب لتوسيع دائرة الاحتياجات حتى يسهل تقسيم السودان الي دويلات وهذة مسؤولية تاريجية تسبب فيها نظام الانقاذ ثورة ديسمبر: في ديسمبر 2018، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في السودان تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لمدة ثلاثة عقود. بفضل الصمود و والإرادة الشعبية، تمت إزالة البشير من السلطة في أبريل 2019.وتوحد وجدان الشعب السودانى الذي قام بحملة مطالبا فيها بسلام مستدام وتنمية المجتمع السوداني وأمنه وإقامة دولة القانون والمساواة اتفاقية السلام: بعد الإطاحة بالبشير، دخل السودان في مرحلة جديدة من الجهود الرامية إلى تحقيق السلام. وفي أغسطس 2019، تم التوصل إلى اتفاقية سلام تاريخية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، وهي المعارضة المدنية. تمثل هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو وضع حد للصراع وتأمين مستقبل أفضل للسودان. تحديات المستقبل: على الرغم من التقدم الذي تحقق في تحقيق السلام في السودان، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه البلاد في المستقبل. من أهم هذه التحديات تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية، الا ان الاختلافات الممرحلة والاطماع جاءت بهجمة عكسية علي الثورة ان إصلاح الخدمة المدنية والاقتصاد، وتوفير الخدمات الأساسية هو مطلب اساسي للمواطنين ختاماً: إيقاف الحرب في السودان هو تحدي هام وضروري، ولكن بناء سلام دائم واستقرار يتطلب جهوداً مستمرة من قبل جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي. ومنظمات المجتمع المدنى والسودانيين بكل الوان طيفهم للعمل سوياً من أجل تعزيز السلام والتعايش وبناء دولة تحترم فيها حقوق كل انسان وتقوم علي الحكم الراشد والمساواة بين جميع السودانيين بمختلف إثنياتهم وقبائلهم وانتماءاتهم طه هارون حامد