تقف منطقة "الفتيحاب" السودانية، على شفا كارثة إنسانية، بسبب انقطاع الغذاء والدواء مع تفشي الوبائيات، في ظل حصار خانق تتعرّض له من قِبل طرفَي الحرب بالبلاد. وتعد "الفتيحاب" واحدة من مناطق التماس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ لوقوعها بالقرب من مقر "سلاح المهندسين" التابع للجيش بمدينة أم درمان؛ ما جعل سكانها محاصرين داخل منازلهم. وقال مواطنون ل"إرم نيوز" إن منطقة "الفتيحاب" باتت محاصرة بالأزمات مع أنها ما زالت مكتظة بالسكان، مشيرين إلى تكدس النفايات المنزلية والطبية في الشوارع، بجانب المياه الراكدة التي تسببت في توالد الذباب والبعوض وغيرهما من نواقل الأمراض؛ ما يهدد بتفشي الوبائيات. أشخاص يتسوقون في الخرطومأ ف ب وقال ناصر مفرح، إن هناك قبورًا حديثة وسط الأحياء لضحايا الحرب، أصبحت الآن مفتوحة بعد نبشها من الكلاب الضالة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشوارع والساحات العامة بالمنطقة كانت تحوّلت إلى مدافن للموتى بعدما تعذّر نقل الجثامين إلى المقابر المخصصة. من جهتها، أعلنت "غرفة طوارئ الفتيحاب" أن المنطقة أصبحت منكوبة وبات شبح المجاعة قاب قوسين أو أدنى منها، ما قد يؤدي إلى فجيعة إنسانية في القرن الواحد والعشرين، ستمثّل وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، طبقًا لبيان لها على موقع "فيسبوك". وأطلقت الغرفة نداءً عاجلًا للمنظمات الدولية والإقليمية للتدخل الفوري وإنقاذ مواطني المنطقة مما وصفتها ب"الكارثة الإنسانية"، مطالبة الجيش السوداني بفتح ممرات آمنة لدخول الأدوية والمواد الغذائية في أسرع وقت. وقال البيان إن مياه الشرب مقطوعة عن منطقة "الفتيحاب" منذ 5 أشهر نتيجة توقف محطة مياه المقرن، وتوقف عربات نقل المياه بسبب حصار المسلحين؛ ما جعل السكان يلجؤون للشرب مباشرة من مياه النيل غير النقية، ما تسبب في تفشي حالات الإسهالات المائية. وأشار البيان إلى أن أكثر من 50 ألف شخص ما زالوا موجودين في منطقة الفتيحاب، يعيشون تحت الحصار وأصوات الرصاص التي لم تتوقف، حيث مُنع عنهم دخول المواد الغذائية والطبية، وأغُلقت أغلب المستشفيات والمراكز الصحية، وانعدمت الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة، كما أغُلقت الأسواق وانعدمت السلع الضرورية.