تقع قرية ابقوتة الهادئة في اقصى شمال ولاية الجزيرة وهي بذلك الى الخرطوم أقرب وأبعد ما تكون للمواقع الإستراتيجية ً طبيعي جدا ان تبحث المليشياء عن الديمقراطية المدعاة في رواكيب ابقوتة وبقالاتها نزولا الي المثل القائل (سيد الرايحة بيفتح خشم البقرة) .. وعلى سيرة المثل وارد جدا ان يبحث افراد المليشياء عن ال (مدنيااااو) في خشم العجول .. خاصة وان المنطقة معروف عنها ان بها سوق ماشية كبير .. ما الذي يجعل هذه الجماعة المتخبطة تهاجم المنطقة الوديعة هذه ? .. خاصة وان ابقوتة ليست المدرعات الشجرة .. وليست بالطبع سلاح المهندسين .. ولم تكن مقرا ومستقرا او مركز قيادة لياسر العطاء . ابقوتة البسيطة البريئة يهاجمونها ليأخذوا أشياء ومقتنيات الناس البريئة البسيطة وهذا ديدنهم وطبيعتهم التي توارثوها من اعمال الشفشفة والنبش . الهجوم على ابقوتة فيما يعني التيه والتخبط .. والبحث عن لا شيء .. وان ينسى الناس فلن ينسوا قول الهالك (نحن هدفنا شنو? نحن ما عندنا هدف) . دخول قرية ابقوتة يعني التراجع والتقهقر من القيادة العامة جنوبا حتى ابقوتة .. حتى تخوم ولاية الجزيرة .. بداية نهاية المليشيا .. المليشيا تلفظ انفاسها الاخيرة بعد ان لفظها الشعب وبعض القحاتة وبعض دول الجوار والمجتمع الدولي .. وهكذا دوما تبدو النهايات (تشتيت جهود) و(سكة ضياع) . ستنتهي الحرب قريبا .. قريبا جدا .. سيعود الناس الى ديارهم وبيوتهم .. سيعمل الناس بكدٍ وجدٍ وإجتهاد .. سيعوضهم الله ويخلف لهم كثيراً .. ستعود بعض المنهوبات .. وستصير بعضها على ناهبيها عار وخزي وندامة الى يوم الناس .. سيبدأ الحساب .. سيفقد الناس الثقة في المليشيا ومجوناتها وأعوانها الى يوم الدين .. ستعود ابقوتة تلك القرية الوديعة تنوم هادئة وهانئة ومطمئنة ولكنها لن تنسى الغدر . [email protected]