يعيش آلاف من طلاب الجامعات السودانية حالة من اليأس والقلق على مصيرهم ومستقبلهم الذي بات مجهولاً بعد أن تسببت الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في توقف مؤسسات التعليم العالي وتعطيل الدراسة منذ منتصف أبريل الماضي. وبحسب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السودان فإن 104 جامعة منها الحكومية والخاصة تأثرت كلياً أو جزئياً إلى جانب المراكز البحثية والمعامل والورش والمكتبات، وكذلك القاعات والمكاتب الإدارية حرقاً ونهباً وتكسيراً، وفي ولاية الخرطوم طاولت الأضرار جميع الجامعات الحكومية بكلياتها، إلى جانب أكثر من 10 جامعات خاصة، و20 كلية جامعية وجامعتين أهليتين. خيارات صعبة بات طلاب الجامعات أمام خيارات صعبة للغاية، إذ شرع المقتدرين منهم اقتصادياً في البحث عن بدائل خارج السودان لمواصلة الدراسة في جامعات بدول مثل مصر والهند وروسيا وتركيا، وبالمقابل يعاني طلاب الأسر ذات الدخل المحدود الأمرين بسبب ضياع عام كامل من عمرهم دون إنجاز. في السياق يقول طالب الاقتصاد بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا محمد فتحي ل (الراكوبة) : لست متأكداً من أنني سأتمكن من إكمال دراستي في القاهرة التي لجأت إليها أسرتي عقب اندلاع الصراع المسلح، لافتاً إلى أن "ظروف عائلته المالية لا تمكنه من مواصلة مشواره الأكاديمي، وبالتالي فإنه ينتظر المجهول. وأضاف : توقف الدراسة بالجامعات خلف آثاراً نفسية معقدة وأدخل مستقبل الطلاب في نفق مظلم لا يعرف له مصير محدد. وتابع : الغالبية العظمى من طلاب الجامعات السودانية لا يملكون أموال تعينهم في الالتحاق بمؤسسات تعليمية خارج البلاد، نظراً لظروف الأسر المعلومة خصوصاً بعد توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من ثمانية أشهر. إجهاض الحلم طالبة الهندسة بجامعة النيلين مها عمر قالت ل (الراكوبة) : بعد ثمانية أشهر من الحرب دون وجود أفق للحل فكرت بشكل جاد في البحث عن فرصة تعليم بالخارج لاستكمال ما تبقى من دراستي الجامعية والخروج من هذا المأزق الذي يخيم على مستقبلي. واعتبرت أن الحرب أجهضت حلمها في التخرج والحصول على الشهادة التي كانت تنتظرها طوال أعوام مما يشكل عقبة أمام دخولها سوق العمل أو التسجيل للتخصص في مجالها. وتابعت : أشعر بالحزن للحال الذي وصلنا إليه خصوصا مستقبل آلاف التلاميذ والطلاب. إيقاف الحرب يصل عدد مؤسسات التعليم العالي في السودان إلى 155، ويبلغ عدد طلاب هذه المؤسسات وفقاً لإحصاءات حديثة 719 ألفاً و575 طالباً. من جانبه رهن المحاضر بالجامعات حمدي صلاح الدين عودة الدراسة بتوقف الحرب وعودة الأمن والاستقرار في العاصمة الخرطوم والأقاليم الأخرى، بخاصة المتأثرة بالصراع المسلح. وقال حمدي ل (الراكوبة) : معالجة آثار تدمير مؤسسات التعليم العالي يحتاج إلى كلفة مالية عالية للغاية وجهود كبيرة من أجل إعادة الجامعات إلى سيرتها الأولى.