شرع مجموعة من الاعلاميين بمدينة شندي في اعداد فيلم وثائقي حول دور التكايا التي إقامها عدد من الخيرين في أمدرمان وتوتيوشمبات والفتبحاب لاطعام المتضررين من الحرب التي تدور بين الجيش والدعم السريع ورغم ظروف الحرب لايزال التكافل الاجتماعي في السودان يمثل صمام الامان حيث لجا اهالي ولاية الخرطوم عبرها الى استعادة تكافلهم الاجتماعي الذي كادوا ان يفقدوه بسبب تسارع وتيرة الحياة ولأن السودانيين وجدوا انفسهم بلا حكومة ولا منظمات دولية تتدخل لانقاذهم راهنوا على وعيهم وتعاضدهم لمواجهة الضغوط المعيشية التي تسببت فيها الحرب حيث فقد آلاف المواطنين مصادر رزقهم وأصبحوا لايجدون ما يأكلونه مما دفع مجموعة من المتطوعين على رأسهم شيخ الامين بأمدرمان الى تفعيل تكية خلوته وكما هو معلوم فإن التكية كانت تقترن فقط بالخلاوي لاطعام حافظي القر0ن الكريم من حيران الشيوخ وطلاب الخلاوى وعابري الطريق ولكن بعد نشوب الحرب انتشرت في الاحياء فأصبح اصحاب الحاجات يتقاطرون عليها من كل فج عميق … وبرز دور الفنان طه سليمان في تقديم العون للمواطنين وحث رجال البر والاحسان على تقديم التبرعات لنجدة أهالي شمبات بالاضافة الى مجهودات عدد من الخيريين الذين قاموا بانشاء عدد من التكايا بشمبات وآخرين قاموا بتقل المياه مجانا عبر التناكر ليتمكن الاهالي من الحصول على المياه بعد توقف محطات المياه. وبرز كذلك متطوعون باحياء الجريف شرق والفتيحاب وجزيرة توتي الى جانب المبادرات التي قام بها مجموعة من من الشباب في ولاية نهر النيل وانضموا الى قافلة العمل الطوعي وقاموا بانشاء مطابخ مركزية في دور الايواء أو خارجها لتقديم وجبات جاهزة للوافدين وتمثل مدينتي شندي وعطبرة ابرز تلك المدن التي غطت بقدر لايستهان به عجز المحليات عن القيام بدورها كاملا في توفير الغذاء للفارين من ويلات الحرب ولعبت المجهودات الشعبية التي يشرف عليها شباب متطوعين أو من اعضاء لجان المقاومة لعبت دورا مهما في تقديم العون للمتأثرين حيث أصبحت التكايا في تلك المناطق قبلة المواطنين المتضررين من الحرب. وتعتبر تكية أولاد باعو بالجريف شرق من اكبر التكايا في حي هب النسيم بمنطقة الجريف شرق جنوب الكبري واوضح د الغزالي منير الشيخ ان انشائها تزامن مع عدد من التكايا في الجريف شرق لمواجهة ظروف الحرب حيث ان ظروفها انهكت المواطنين فأغلبيتهم اما موظفين أو تجار أو ملاك عقارات فقدوا عائداتها بسبب اضطرار المؤجرين مغادرة منازلهم في الخرطوم واشار الى أن الحرب أدت الى مساواة كل السودانين في حاجتهم للمعونة حتى لايموتوا جوعا واوضح ان معظم جهد التكية يقوم على المساهمة الشخصية للاهالي حيث يقوم ابناء المنطقة بالخارج بدفع النصيب الأكبر لتمويل كل تكية على حدا وكشف أن عدد التكايا في الجريف 12 تكية واشار د كتور الشيخ الى ان تكية اولاد باعو تقدم ثلاثة وجبات يوميا احيانا لكن في الأصل تركز على استمرار تقديم وجبة واحدة طوال اليوم حيث يتم تخضير طبيخ الأكل السوداني كالعصيدة و الملاح وفي احيان كثيرة الكبسة ( الارز باللحمة) واحيانا يتم صناعة (النشاة) أو (المديدة) من الذرة أو الدخن وقدر عدد المستفيدين بما يقارب ال 350اسرة وقال د الغزالي في تصريحات للراكوبة هذا الرقم ليس من باب المبالغة وانما استنادا على عدد الاواني التي يتم وضعها في الصفوف لتنظيم توزيع الوجبات الاسر واوضح ان الحصة التي تحصل عليها تلك الاسر تكفيها لقوت يومها وكما هو معلوم فإن نشاة العيش يمكن استخدامها كشراب أو طعام في وجبة الغداء وتغنيهم عن وجبة العشاء ولفت الى أن معظم التمويل يأتي من ابناء المنطقة بالخارج ونوه الى أن القائمين على التكية مجموعة من ابناء المنطقة الذين يعدون الوجبات اليومية ولديهم قدرة كبيرة أو طنجرة عبوتها أربعة براميل مياه يتم ملأها بمديدة العيش وفي كثير من الاحيان يتم صنع نوعين من النشاة من العيش في طنجرة اصغر من الأولى يتم اعداد نشاة الدخن حتى يكون هناك فرصة للناس حتى يختاروا منهما ولفت الى أن القائمين على تكية الجريف تم تكليفهم بحصر الحالات المرضية والحاجات الماسة لمعالجتها وتوفير الأدوية لكل المرضى والمحتاجين وقال مواطن من جزيرة توتي فضل خجب اسمه تم انشاء عدد من التكايا بتوتي تعمل ليل ونهار لتغطية حتياجات المواطنين حيث يتم دعمها من ابناء المنطقة بالخارج وأردف عادت الحياة في توتي الى حياة بدائية حيث يتم نقل المياه ب(الكارو) وطبخ الطعام بالحطب وانعدمت ابسط مقومات الحياة