تعتبر مدينة الدويم واحدة من ابرز المدن التي اكتسبت شهرتها في مجال التعليم تمتاز بنظامها التعليمي الرفيع الجودة والذي كان يعتبر رمزا للمعرفة والتقدم ولكن يشهد الان تحولا مؤلما حيث يزداد فيها تجنيد ابناءها واطفالها في معارك القتال بدلا من ان يرتقب منهم نموهم الفكري والتعليمي هذا التغيير الذي طراه علي المدينة الموجودة في الضفة الغربية من النيل الأبيض سيجرف مسيرتها في التاريخ من مدينة العلم الى القتال. واكد حسن إبراهيم حسن "ناشط مهتم " أن تسليح المواطنين يشكل خطرا على الدولة وخطرا على المواطن نفسه، وأضاف أنه إذا تم التسليح يجب ان يتم عبر القوات المسلحة وبعد تلقي التدريب الكافي ويتم تسليح المواطن المتدرب وفقا لوائح القوات المسلحة، ويتم تسليم السلاح فور انتهاء ورديته. وتابع أن تسليح المجتمع دون تدريب يشكل خطرا حتى في حالة التواصل الى اتفاق سلام ستظل المشكلة في جمع السلاح والمواطن لن يعيده بالتالي ستنشأ الصرعات التقليدية القديمة بين المواطنين باستخدام الأسلحة البيضاء مثل السكاكين، والعصى، بل وقد تتطور الى استخدام الأسلحة الخطيرة حيث يمتلك الجميع سلاحا. وفي ذات السياق يقول المواطن "هارون عثمان أدم " إن تسليح المواطنين حاليا خطر على المواطن نفسه وذلك لوقوع حوادث كثيرة وعدم حماية البلد بل هناك ازدياد في حالات الرعب من قبل المواطنين بعد حدوث أبشع حالة قتل في محلية الدويم، حيث توفيت فتاة في مقتبل العمر علي يد مستنفر وتداولت الشائعات حول أنها مسألة ثأر وانتقام. هذا غير الإصابات العديدة مجهولة الهوية بسبب طلقات طائشة مما زاد من الرعب والخوف الذي يصاحب المواطن اثناء ملاحقته لقمة عيشه، والمثير للدهشة هو أن أغلبية المستنفرين شباب في أعمار صغيرة حتى السلاح لا يستطيعون حمله بشكل صحيح وبعضهم يتباهى به ، هذه النقطة يجب ان تراجع بدقة. تتداول العديد من الأسئلة في هذا السياق هل هؤلاء المستنفرين قادرون على مواجهة المليشيا هل يستطيعون إصابة الهدف بشكل فعال؟ هل يستطيعون حماية المواطنين؟ وأضاف أيضا ان السودان الان في وضع حرج وقد يزداد الوضع صعوبة في حال امتلاك مجموعة المستنفر سلاحا وسلكت طريقا لا يخدم مصلحة الوطن. يقول الكاتب الروائي عبدالغني كرم الله نحن نعيد التجارب الفاشلة، لقد تم تسليح الشعب من قبل، وتحريضه بأغاني وحوافز وثقافة تأليب ماكرة في حرب الجنوب (الدفاع الشعب، وكتائب الظل، وكتيبة البراء) وفقدنا آلافا من ارواح الشباب وفرص التنمية، لم يمض شهر على تجنيد بعض الافراد حتى ظهرت التصفيات الشخصية (مقتل خمسة اشخاص لأجل ثأر قديم)، وتم بيع الكثير من الاسلحة للعصابات والمتسللين، وانتشرت الامية والجهل والعصبية، لا محالة ستستخدم هذه الاسلحة في تصفية الاعداء وكل من يختلف معك في المعتقد والقبيلة والحزب. وكيف يمكن لمستنفر ان يتحدى مليشيا دموية ذات خبرات قتالية وتدريبية عالية واسلحة فتاكة؟ هذا يعني ان المستنفرين سيتعرضون لمذبحة جماعية او سيهربون كما حدث في مدينة ود مدني. "وفقأ للمحلل السياسي محمد الأسباط " فان تسليح المواطنين ليس حلأ بل هو مشكلة أخرى من المشكلات التي تسببت بها حرب 15 ابريل اي سلاح خارج المؤسسة الرسمية للدولة المسؤولة بالتسليح وهي الجيش سيؤدي إلى انفجارات أخرى والدليل على ذلك هو الحرب التي يشهدها السودان حاليا. السبب الأساسي وراء ذلك هو وجود قوة مسلحة خارج نطاق سلطة وولاية الدولة وهي الدعم السريع وبالتالي فان فكرة تسليح المواطنين لا يمكن ان تكون حلا باي حال من الأحوال. هذا التصعيد في تسليح المواطنين سيزيد من الحرب وتداعياتها وسيجعل السودان ينزلق نحو حرب أهلية تسليح المواطنين سيسرع في اندلاع الحرب الاهلية في البلاد وكما هو واضح يتم التحشيد وفقا لمعايير تقوم على تمييز المناطق وبالتالي الدعم السريع سيقوم أيضا بتسليح المواطنين في المناطق التي تحت سيطرته وكل هذا سيفتح الباب أمام فوضي شامله ولكن بأسف فان فوضي السلاح ستحرق الاخضر واليابس في السودان.