نقترب من اكتمال عام كامل معايشةً لأوضاع الحرب ، نرزح تحت وطأتها وكل ما تحمل ؛ فقد أصحبت الحرب حقيقة مؤسفة للغاية رغم تحذيراتنا المبكرة ، و التي جاءت بمختلف الصيغ والمواضِع ، ومع ذلك لست هنا بصدد البكاء على اللبن المسكوب ؛ بقدر ما أنني أكتب محذرًا ؛ ولكن هذه المرة من الخسران المبين ؛ والذي يعني عندي أن تضع الحرب أوزارها ونصبح – نحن المواطنين/ات – على الحالة نفسها التي كنا عليها قبل 15 ابريل 2023 ( لم نتغير ) . فبعيدًا عن الساسة والسياسة ، وتناسيًا لأجهزة الدولة الرسمية ؛ هل نحن مستعدين لبداية مختلفة مع بلادنا ؟ … وبما أنه قد فشل الجميع (مدنيين ، وعسكريين ) طيلة العقود الماضية في صياغة واقع أفضل ، ووضع محترم ، أو حتى التخطيط لمستقبل لقادم الأجيال بصورة مقبولة لبلادنا ، أو على أقل تقدير الفشل في منع حدوث الأسوأ الذي يجري الآن ؛ حريُ بالمواطنين/ات القيام بذلك ، ولسنا بحاجة لإجتماعات ، ولا منابر ، ولا أحزاب وكشوفات ، ولا أختام ومقرات ؛ فقط أن الجميع بحاجة إلى التغيير الذاتي ، ومن ثم مراجعة مواقفه وسلوكه تجاه بلده وكل ما يتعلق ،،، وهذا ببساطة يعني احترامك للوطن والشعب ، وكل الامتدادات المرتبطه بذلك وبجميع القيم الإنسانية والوطنية ، والقوانين …. فأزمتنا الحقيقة في تقديم المصالح ، والانتصارات الصغيرة على على حساب مصلحة البلد ، وسمعته ، وصورته بين الأمم ، فيجب أن نتعامل مع ذلك بتقديس كامل ، ولا نقبل فيه المساس ؛ بالمقابل سنجد أننا تغيرنا لشعب يراعي كل شئ ، وحققنا ما نريد على كل المستويات ( العامة ، الخاصة ) وعندها فقط سيرعوي كل من يتقدم الناس ويَحْذَر الرقابة الصارمة ؛ لأن خلفه شعب ( كتلة واحدة )حريص على مصلحة بلاده ، ولن يجامل في ذلك ( مسألة مبدأ ) وتصبح هي الخارطة العامة التي يرسمها المواطنين . يجب أن يقول الشعب كلمته عبر السلوك العام تجاه بلده ،وموقفه ، فالذي نعايشه الآن هو بسبب عدم التركيز على القيم الوطنية وأصبح المواطنين كأنهم حقل تجارب ، وهذا غير مقبول إن فكرنا فيه ( مليًا) . أما حجري العثرة ، والزاوية في ذلك ؛ هو التخلي عن الأنانية ، ولا ننسى أن هنالك تضحيات ناعمه لها أثر كبير في تغيير الواقع على المدى البعيد مجملها ( الانطلاق دائمًا من نقطة مراعاة المصلحة الكلية ، وحقوق الغير ؛ وذلك في كل حركة وسكون ) . أتمنى أن تنتهي هذه الحرب اليوم قبل الغد ؛ لتبدأ مرحلة بناء حقيقة بصورة صامته تبدأ من دواخلنا ( النقية ، ووجداننا السليم) فلا خير فينا إن لم تغيرنا كل هذه الهزة القوية ، ورغم قسوتها ،وفظاعتها وإتيانها بأسوأ من ما كان يتوقعه أعظم المتشائمين ؛ الا أنها فرصة حقيقة للتغيير ، وكلمة السر ؛ تجاوز الغبن ، والمرارات ، والتشفي، والاعاذة بالله من الغل والحسد ، و ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية .
في السبت، 20 يناير 2024, 20:19 Ayman Alsadig [email protected] كتب: الأثر البيئي في حرب السودان 'نصف الكوب ' أيمن الصادق من الآثار الواضحة للحروب ؛ الخراب والدمار ، ونسف الطمأنينة والاستقرار للناس ويمتد ذلك وينعكس كواقع مزري في كل الجوانب الحسية والمعنوية ،ولكن يبقى التحدي الأهم والاولوية هو العمل على إزالتها ، والتخفيف من أثرها على المواطنين وهذا جانب بطبيعة الحال في مثل هذه الظروف يتطلب تدخلات عاجلة ومبادرات تنظر للأوضاع من خارج صندوق العمل الروتيني ( الايواء ، والاعانات ، الإغاثة ) وبما أنه تطاول أمد الحرب – والتي اتمنى أن تنتهي الآن – فنحن في حاجة عاجلة لمعالجة الآثار البيئية والنفسية على المواطنين في المناطق الملتهبة أو في مدن وقرى النزوح ؛ فالأثر البيئي بمفهومه الشامل المتمثل في التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل ما يرتبط بحياة الناس بدأ واضحًا واستفحل في مواضع كثيرة ، وفي الحقيقة لا تعويل على أي دور رسمي في هذا التوقيت ، ولكن رغم ذلك اتمنى أن تتوفر الخطط لمعالجة ذلك على المدى القريب والبعيد يتم تنفيذها بالقدر الذي تسمح به الأوضاع . كل ربوع السودان تأثر بأوضاع الحرب في صحة البيئة ، وفي الأوضاع المعيشية ، والعلاقات ،الاقتصاد ، والسلوكيات ، الخدمات وغير ذلك بالتالي التحدي كبير ؛ لبذل جهود اكبر في الجوانب المهملة ؛ لأن الكثير من المبادرات الطوعية الآن تتشابه في المشروعات وخطط العمل ، و النشاط . قصدت في هذه المساحة لفت الإنتباه لقضايا البيئة في كل جوانبها ؛ فهو أمر يجب الإنتباه له في كل الظروف والأوضاع ( السلم،والحرب) -وبالطبع نحن الآن نواجه مشكلات خطيرة محيطة خاصة في مناطق الاشتباك حيث التلوث ، وتحلل الجثث، ومتفجرات ومواد خطرة ،وأيضًا انقطاع الخدمات الضرورية ، والمياه الصالحة للشرب ، والاحتياجات الأساسية …عليه نأمل في خطوات في هذا الاتجاه تبدأ برفع الوعي وبث رسائل الهدف منها مراعاة الجوانب الصحية والبيئية ، وما يتعلق بصحة المواطن وسلامته (النفسية والجسدية )في كل مكان خاصة في مواقع الايواء ، ومدن النزوح التي استقبلت أعداد كبيرة من المواطنين وللأسف لم يتبع ذلك في كثير من الولايات تحرك يُحدثك عن مراعاتهم لصحة البيئة وما يتعلق بحياة المواطن وكل ما يعايشه الآن. و معًا لأجل مواطنينا ، فالمسؤولية جماعية . لطفك ربي .