دولة جلابة ، دولة 56 ، دولة غردونيه، فليكن اسمها كما يحلو لكم ان تسمونها . هامش ومركز ، صحراء وغابة ، غرب وشمال ، جنوب وشمال , شرق وشمال ، استوحوا ما ترغبون من مفردات جغرافية وامنحوها المعنى الذي يفرج عن كربتكم من وهم اهوائكم السياسية . لكن المسألة لم تكن هنا ولم تعد هناك ، لذلك نرى ان مثقفي هذه البلاد من الحاصلين على درجة دكثوره وما فوق يرددون في كتاباتهم النص الرسمي لقصة ليلى والذئب وذلك لجهلهم بالقصة كما حصلت . والقصة الرسمية تقول ان الذئب التقى ليلى فاستغل براءتها وجمع ما يلزمه من معلومات بعدها أكل جدتها ونام في سريرها ، وصلت ليلى الى منزل جدتها ……..الى اخره. لكن القصة الحقيقية هي كالتالي : التقى الذئب ليلى في الطريق مساء فسألها : لماذا تخرجين في هذا الوقت الا تخافين ان يسطون على مالك او يغتصبونك ؟ اجابته ليلى بكل ثقة : ليس لدي وفرة في المال حتى يسطون عليه هذا من جهة ، ومن جهة اخرى اذا ما ارادوا اغتصابي ساكون سعيدة مسرورة بذلك . هذا مختصر قصة الاستقلال فالذئب الانكليزي حذر من الاستقلال في مجتمع تلفه العتمة لكن حكام السودان ارادوا العكس وليلى اغراها الحكم الوطني ظنا منها انه سيكون أفضل من حكم الخواجات فتعاقب على حكم السودان شلة من الحكام ولدوا الثروة ليسرقوها مع اتباعهم واخر هم كان بالنسبة لهم بناء دولة ، وفي يومنا هذا يظن مثقفينا من امثال العبقري مادبو ان لديهم فكر ولا يدرون انهم مولدات احقاد ومضخات سموم وما ينطقوا به لا يبني وطنا . السؤال الاهم في فلسفة اليوم يتمحور حول الحياة اليومية للناس بمعنى اخر هل هناك غد ؟ ومن يظن ان الفلسفة تتعدى هذا السؤال فليسرح في خيالاته العقيمة . السوداني يريد ان يعرف هل ستتوقف هذه الحرب ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ السوداني يريد ان يعرف هل يستطيع هذا اليوم ان يؤمن وجبة واحدة لعياله على الاقل ؟ الحليب لطفله ؟ الدواء لمريضه ؟ المدرسة لولده ؟ السوداني يريد ان يعرف هل سيتطيع ان ينام هذه الليلة امنا في بيته ؟ هل تبقى راكوشته امام منزله ؟ السوداني بكل بساطة يريد ان يعرف هل اليوم هو اخر يوم ام ان هناك غد؟ نقول للسودانيين ان كل الاوهام التي يروج لها مثقفوا اخر زمان وحركاتنا السياسية التمساحية عن فائدة المبادرات الدولية والاقليمية واقتراب الفرج هو مجرد اوهام وبهلونيات فارغة .
لان السؤال هو هل من مصلحة الطرفين المتقاتلين وقف الحرب ؟ بالتأكيد لا مصلحة للجيش وفلول النظام السابق التخلي طوعا عن امتيازاتهم كذلك الامر بالنسبة للدعم السريع اي يبدو انهما طرفان لكنهم طرف واحد يحاربون الطرف الاخر الذي هو الشعب السوداني . نحن لسنا من المبشرين باليأس ولا تنتمي الى طيور البوم لكننا لا نريد ان نكذب كي لا نضلل اهلنا فدرب الالام طويل ولا وجود لنفق حتى نبحث عن ضوء فيه.
كلنا تحت رحمة جنجويد البرهان وجنجويد دقلو جنجويد واحد سودان ممزق اسفي عليك يا بلادي .