قال تعالي: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج (32) فرحة العيد كما جاء في الحديث الشريف للصائم فرحتان يجب علينا أن نعظم هذه الشعيرة كما بينت الأية الكريمة رغم الحزن الذي يعم فلابد من التسليم بأقدار الله ، و ورد عن ابن حجر رحمه الله : "إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين) الكل بداخله يردد أبيات المتنبئ: عيد بأي حال عدت ياعيد بما مضي أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت بيدا دونها أبيد،، من منا لم يفارق منزله الذي أعتاد أن يكون صباح العيد به ومع تبريكات الصباح وشاي اللبن بالبسكويت والاطفال في يرتدون الجديد ويملأون الطرقات والساحات يرسوم لوحة للبهجة والسرور ،، من منا لم يفقد قريب الي النفس في هذه الحرب اللعينة !! بمشئية الله ستنتهي هذه الحرب وسنقف علي ديارنا بين مزيج الفرح والدموع كما وقف البحتري علي إيوان كسري فقال في سينيته المشهورة : كأّن الجرماز من عدم الأنس وإخلاله بنية رمس لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما بعد عرس وهو ينبيك من عجائب قوم لايشاب بالبيان فيهم بلبس عمرت للسرور دهرا فصارت للتعزي رباعهم والتأسي فلها أن أعينها بدموع موقفات علي الصبابة حُبس ،،الجُرماز : هو قصر كسري ملك الفرس،، هجرنا الديار وفقدت الانس فأصبحت موحشة ، مظلمة ، مهجورة وصارت مأتما بعد أن كانت تضج بالسعادة والضحكات تهز اركان المنازل ، الجدران جامدة ساكنة كأنها بنية قبر أكل عليه الدهر وشرب موحش مظلم هكذا كانت ديارنا تلك الفترة فصارت بعضها قبورًا كما تناقلت الوسائط وقبل أن ندخلها نقف برهة ونعينها بدموع حبيسة بلاشك هي دموع العودة دموع الفرح ، يرتبط الفرد منا دوما الي داره مرتع صباه فلكل ركن من اركان بيوتنا ذكري حبيب فقدناه أو غائب لم يعود ، حتي تلك الشجيرات الذابلة نحِن إليها وتحن إليها ستصيبنا رعدة عند اول نظرة لبيوتنا بعد العودة كتلك التي أصابت بلبل دمشق الصداح وشاعرها المغرد المتنبئ بعد أن عاد الي منزله في دمشق بعد سنين طويلة فوجد بيت من الشعر مكتوبا علي جدار البيت قد كتبه شاعرنا في العاشر من عمره فأصابته رعدة هزت أوصاله كتب وهو ذاك الصبي اليافع: إلا تمت تحت السيوف مكرما تمت وتلاقي الذل غير مكرم فصاح قائلا لقد خلقت فارسا قبل أن اكون شاعرا اللهم أرفع غضبك عنا اللهم أحقن الدماء اللهم أجعل بلادنا سخاءً رخاءً وكل عام وأنتم بخير،،