مشكلات الامم تكمن في طرائق تفكيرها ونظرتها الثاقبة لمفهوم الامة والقومية. ففي الحالة السودانيه هناك حالة من التخبط حول مفهوم الامة. فهناك من يري ان السودانيين هم امة افريقية استنادا إلي التاريخ القديم وجغرافيته التي تتوسط القارة الافريقيه فضلا عن الثقافات الافريقية المنتشرة في ربوع السودان ، فاصحاب هذا المفهوم يرون ان السودانين هم افارقة بالاصاله وينبغي ان تكون منضوية فكرا ووجدانا تحت لواء الامم الافريقيه ، فالخطورة ليست هنا وانما في النظره القاتمه الي من لا تنطبق فيهم صفات الامم الافريقية علي انهم (اجانب ، وافدين ، مستعمرين مستوطنين) وهي في الواقع تثير حفائز الشر وتزرع الضغائن وتحدث المشكلات لاتفه الاسباب وفي الغالب مردها الي المفهوم العام لمصطلح الامة . وهناك من يري ان الامة السودانية هي امة عربية استنادا الي الاصول العرقية ويرون ان الدولة ينبغي ان تبني علي هذا المفهوم في كل مؤسساتها ومرجعياتها التاريخية ومناهجها التربوية. الملاحظ ان مفهومي الامة العربية والامة الافريقية يسيران علي خطان متوازيان الالتقاء بينهما يعتبر ضربا من ضروب المستحيل. وقد افرزت تلك المفاهيم ما اصطلح عليه بصراع الهوية كنتيجه طبيعة للفكر المعوج والمتقوقع حول الذات العرقي اوالاثني متناسين انها وجدت لاغراض التعارف وليست للتعريف بمفهوم الامة الواحدة. وحتي يستقيم المعني الحقيقي لمفهوم الامة ، فإن الوضع يتطلب البعد الكامل عن التعريف الخاطئ لمفهوم الامم بمرجعياتها الاثنية والعرقية. ….فعوضا عن ذلك ينبغي البحث عن الطبيعة التكوينية لتلك الامة ومشتركاته التي اساسها تبني مفهوم القومية القائمة علي وحدة المصير والوجدان. [email protected]