يقف حزب الأمة القومي على حافة الانقسام بعد احتدام الخلافات بين مجموعة القاهرة القريبة من فلول النظام البائد ومجموعة أديس أبابا داخل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم". وتضم مجموعة القاهرة عددًا من القيادات على رأسهم مريم ورباح وعبدالرحمن الصادق المهدي، والفريق صديق إسماعيل، وعبدالرحمن الغالي، بينما تضم مجموعة أديس أبابا قيادة الحزب الحالية ممثلة في الرئيس المكلف فضل الله برمة ناصر والأمين العام الواثق البرير وصديق الصادق المهدي. وكانت مجموعة القاهرة عقدت يوم الخميس الماضي مؤتمرًا صحفيًا بمدينة بورتسودان، كان متوقعًا أن تتحدث فيه مريم الصادق، بيد أنها تراجعت في اللحظات الأخيرة بعد ان نصحها أحد قيادات الحزب بخطورة ظهورها في المؤتمر على مستقبلها السياسي، وفق مصادر "الراكوبة". وقالت المصادر إن مؤتمر بورتسودان الذي حضره عدد من قيادات الحزب بالولايات رتب له كل من الفريق صديق إسماعيل وعبدالرحمن الصادق المهدي، المقربان من فلول المؤتمر الوطني البائد. وأكدت المصادر أن المؤتمر الصحفي كان مقررًا أن تظهر فيه مريم الصادق لتهاجم من منصته المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم" الذي عُقد مؤخرًا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بيد أن أحد قيادات الحزب أبلغها هاتفيًا بأنها "إذا ظهرت في بورتسودان فإن ذلك يعني نهاية مسيرتها السياسية وأنها ستخسر قواعد الحزب في كردفان ودارفور إلى الأبد". إلى ذلك عقد رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة ناصر، اجتماعاً مع رئيس المكتب السياسي، محمد المهدي حسن، والأمين العام للحزب، الواثق البرير، مساء يوم الجمعة 31 مايو 2024، ناقشوا خلاله المؤتمر الصحفي الذي عقده بعض منسوبي الحزب في بورتسودان يوم الخميس الماضي. وقال برمة ناصر في تصريح صحفي إن "الاجتماع أكد على أن المؤتمر الصحفي لا يمثل الحزب، ومخالف لدستوره ولا يعبر عن خطه السياسي، ومعلوم أن للحزب مؤسساته المسؤولة بموجب الدستور، وما تم عمل غير مؤسسي، وأن كل من شارك في المؤتمر الصحفي باسم الحزب سيحال الى المساءلة والمحاسبة بموجب دستور ولوائح الحزب". وكانت مصادر "الراكوبة" أكدت في وقت سابق أن مريم الصادق وشقيقيها عبدالرحمن ورباح، الذين يتخذون من العاصمة المصرية مقرًا لإقامتهم منذ اندلاع الحرب، وجدوا أنفسهم بعيدين عن اتخاذ القرار داخل حزب الأمة، الذي يتواجد معظم قياداته بمؤسسة الرئاسة والأمانة العامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما دفعهم مع آخرين في الحزب متواجدين بالقاهرة لممارسة ضغوطات داخلية منها الاعتراض على تحالف "تقدم" والتلويح بالانسحاب منه. وتوقعت المصادر يومها أن تذهب مجموعة مريم الصادق المهدي في اتجاه شق الحزب، من خلال قيامها بتجميد قرارات قيادة الحزب بالاستناد على لائحة "تنظيم أعمال مؤسسة الرئاسة"، التي تعكف مجموعة القاهرة على اعدادها حاليًا. وكانت مجموعة القاهرة بقيادة مريم الصادق عقدت في مايو الماضي اجتماعًا بالقاهرة قالت في بيان إنه "يمثل مؤسسة الرئاسة بحضور ثلاثة عشر عضوا شكلوا نصابا قانونيا، برئاسة نائب الرئيس المكلف محمد عبد الله الدومة". وخلص الاجتماع إلى رفض المشاركة في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم" الذي ينعقد خلال الأيام المقبلة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحسب البيان.