توجه نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار اير، اليوم الاثنين، إلى مدينة "سان بطروسبورغ" الروسية فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. يأتي ذلك وسط خلافات داخل حكومة بورتسودان، وتخوفات أمريكية من التقارب بين الجيش السوداني وروسيا واحتمال حصول الأخيرة على قاعدة عسكرية على البحر الأحمر. وحسب اعلام مجلس السيادة فإن زيارة عقار إلى روسيا تأتي للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمنتدى الاقتصادي الدولي ب"سان بطرسبورغ"، يرافقه خلال الزيارة وزراء، الخارجية ، المالية والمعادن. وأكد اعلام مجلس السيادة أن عقار يجري خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الحرب الدائرة الان وتأثيرها على المحيط الاقليمي والدولي. وأثار التقارب بين الجيش السوداني وروسيا تخوفات أمريكا حيث هاتف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين، قبل يومين قائد الجيش السوداني طالبًا منه الذهاب إلى منبر جدة واستئناف التفاوض مع قوات الدعم وتسوية الصراع السوداني. بيد أن نائبه في مجلس السيادة مالك عقار الذي كشف ما دار في الاتصال الهاتفي بين البرهان وبلنكين، رفض الذهاب إلى منبر جدة، وقال إنه "الرجل الثاني في الدولة، وإن قراره هو عدم الذهاب للمفاوضات". وحسب محللون تحدثوا ل"الراكوبة" فإن ما دفع واشنطن للطلب من البرهان الذهاب إلى المفاوضات وإنهاء الحرب هو مخاوفها من دخول روسيا على خط الأزمة، والتي يقود خط التقارب معها المجموعة الموالية لفلول النظام البائد داخل الجيش السوداني. وأكد المحللون أن مالك عقار يتخوف من فقدان منصبه في مجلس السيادة بعد وقف الحرب عبر المفاوضات مع قوات الدعم السريع، ما جعله يضع نفسه في خدمة فلول النظام البائد لعرقلة التفاوض وخلط الأوراق بالتقارب مع روسيا والتلويح بمنحها قاعدة عسكرية على البحر الأحمر. يشار إلى أنه "بعد ساعات من اعلان عقار رفض الذهاب إلى جدة مخالفًا ما تم الاتفاق عليه بين البرهان وبلنكين، خرج ياسر العطا وأيد ما ذهب إليه عقار قائلًا إن ما قاله يمثل رأي الدولة وأضاف "نقول له جيشك جاهز". وقبل يومين أكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، أنّ الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، موضحاً أنّ المشكلة تكمن في "بعض المسائل الإجرائية فقط". وأوضح سراج، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أنّ القاعدة تمثّل "نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر"، مذكّراً بأنّ البلدين وقّعا على الاتفاقية التي سيتم بناؤها بموجبها، ما يعني أنّ "من واجبهما تنفيذ المشروع". وأضاف سراج أنّ هذه المسألة "تُدرس في إطار العلاقات الثنائية" بين السودان وروسيا، مؤكداً "أنّ هذه العلاقات تتطور"، ومعرباً عن أمله في "تعزيز علاقات البلدين بصورة أكبر".