انتقدت الصحافية الكويتية إقبال الأحمد حديث رئيس المجلس الانتقالي الليبي عن تعدد الزوجات في خطابه الأحد الذي أعلن فيه تحرير ليبيا. وقالت الأحمد يوم الاثنين، إن المطلوب هو الحديث عن خطوات لبناء الدولة الجديدة، وإنها شخصياً كانت تتوقع أن يركز عبدالجليل في الخطاب على بناء المؤسسات وإعادة الإنتاج واستعادة كرامة وحقوق الإنسان الليبي، وليس موضوع تعدد الزوجات. وعن تهليل الحضور خلال الاحتفال لخطاب عبدالجليل، قالت الأحمد إن هذا التهليل ينمّ عن اهتمام الشعب الليبي بالأمر، ومن الذي سيقرر مصير الشعب الليبي، موضحة أن هناك مخاوف من فراغ سياسي في ليبيا يمكن أن يكون ملجأ لبعض الأطراف التي ستفرض أجندة على حكم ليبيا مستقبلاً، في إشارة فيما يبدو لجماعات دينية متشددة. وكان عبدالجليل قد أعلن خلال الاحتفال الذي أقيم في مدينة بنغازي أن ليبيا ستعتمد الشريعة الإسلامية مصدراً للتشريع، وهو ما يعني أن أي قانون مخالف للشريعة الإسلامية موقوف فوراً، ومنها القانون الذي يحد من تعدد الزوجات. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تصريح عبدالجليل وأشبعته تحليلاً، ففيما اعتبر البعض أن هذا القرار ليس من الأولويات في بلد خارج من حرب وأمامه مشوار طويل للاستقرار، اعتبر آخرون أن قراره وتصريحاته تعيد ليبيا إلى إسلامها الذي انتزعه منها القذافي. وفيما يبدو أنه تراجع عن تصريحاته أمس، أعلن عبدالجليل، اليوم الاثنين، أن كلامه أمس الأحد عن أن الإسلام مصدر التشريع لا يعني تعديل أو الغاء أي قانون، رداً على طلب دول غربية تفسير كلامه والتأكيد أن ذلك لا يتعارض مع احترام حقوق الإنسان. وقال عبدالجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي: "كلامي بالأمس لا يعني تعديل أو إلغاء أي قانون. أطمئن المجتمع الدولي بأننا كليبيين مسلمون ولكننا من المسلمين الوسطيين. ولماذا لم يركزوا على قولي إن أموال ودماء وأعراض البعض محرمة على الآخرين. هذه أساسيات الدين الإسلامي، وهذه سلوكيات المسلم، وإذا التزم المسلمون بهذه المبادئ الثلاثة، فلن يكون هناك خطر على أي تيارات اخرى". وأضاف "عندما ضربت مثلاً بقانون الزواج والطلاق أردته مثلاً فقط لأن ذلك القانون (الحالي) لا يجيز تعدد الزوجات إلا بإجراءات اذا لم تتوافر لتعذر ذلك الامر. بينما بنص قرآني الشريعة تجيز التعدد". وقد أثارت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الليبي أمس الاحد بأن الشريعة ستكون مصدر التشريع في ليبيا، القلق رغم الترحيب بإعلان "تحرير" البلاد إثر مقتل معمر القذافي. ودعا الاتحاد الاوروبي وفرنسا اليوم الاثنين الى احترام حقوق الانسان في ليبيا بعد تصريحات عبدالجليل. وقالت مايا كوسيانسيتش، المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، لوكالة فرانس برس: "ننتظر من ليبيا الجديدة ان تستند الى احترام حقوق الانسان والمبادئ الديمقراطية". وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستكون "متيقظة" بشأن احترام حقوق الانسان خصوصاً المساواة بين الذكور والاناث في ليبيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي "سنكون متيقظين بشأن احترام حقوق الانسان والمبادئ الديمقراطية خصوصاً التنوع الثقافي والديني والمساواة بين الرجال والنساء التي تتمسك بها فرنسا بثبات". وتابع "ان ليبيا تعيش اليوم فترة انتقالية تبعث على أمل كبير. وستحدد قوانين ليبيا المقبلة اثر انتخابات حرة. ويعود الى الشعب الليبي تحديد مبادئ ديمقراطيته". لكن المتحدثة باسم اشتون رفضت الإدلاء بأي تعليق عن الجدل بخصوص عرض جثة معمر القذافي الذي قتل الخميس بعد أسره حياً قرب سرت، في مصراته. علماً بأنه يفترض بحسب التقاليد الاسلامية أن يدفن خلال الاربع وعشرين ساعة بعد الوفاة.