صباح الأحد، أول أيام العيد الأضحى المبارك، وعقب الصلاة مباشرة، توجهت لأم ضواً بان لتقديم تهاني العيد لطفلة البئر (أم شوايل)، أو: (آمنة بنت وهب)، التي قذف بها والدها داخل بئر مهجورة ظلت داخلها (38) يوماً لتخرج منها أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك على مشارف قريتها (أم عجيجة) بمحلية سودري في شمال كردفان. وجدت (أم شوايل) مكتئبة على غير عادتها، فسألتها عن السبب، فلم تجبني، لكن قريباً لها اسمه (يوسف عبدالرحمن)، قال لي أنهم لا حظوا ظاهرة غريبة تنتابها في اليوم الأول للعيد من كل عام، منوهاً انها استيقظت صبيحة عيد الفطر الماضي من نومها وهي تبكي دون سبب، واضاف يوسف: (لم نعرف سبباً لبكائها المتواصل، الا أننا فسرنا الأمر بأنه ذات اليوم الذي تم انتشالها من البئر، وتكرر الأمر في اليوم الأول من هذا العيد، كما لاحظنا انها لم تخرج على غير عادتها من غرفتها التي لاذت بها مكتئبة، لاترغب في التحدث مع أحد). لاحظت ذلك بنفسي اذ انني عندما زرتها في المرات السابقة، كانت تركض نحوي ركضاً لتصافحني بإبتسامة طفولية بريئة عذبة، لكن عند زيارتي لها أمس الأول، أول أيام العيد المبارك، وجدتها تجلس منزوية وحيدة في غرفتها. سألتها: انتي زعلانة من حاجة يا أم شوايل؟ قالت بلهجتها البدوية المحببة: لا، لا، عيانة بس. عندك شنو؟ عندي كحة. ما في سبب تاني لي زعلك؟! لا، يمكن عشان أمبارح حلمت أبوي جاني يرجعني قريتنا في (أم عجيجة)، عشان كدة صحيت من النوم مخلوعة وزعلانة. وتزعلي ليه، مش أبوكي؟ لا، لا، ما بمشي معاهو. سألت أم شوايل سؤالاً مباغتاً: ماذا لو جاء والدك فعلاً وطلب منك العودة لقريتك في (ام عجيجة)؟ لا لا، ما بمشي معاهو نهائي، ب (فز) منو تقصد (أهرب). كان بعض الشباب يتحدثون عن انسحاب المريخ من لقاء الجمعة، فسألت أم شوايل انتي هلالابية واللا مريخابية؟ أنا هلالابية. بتعرفي منو من لاعبي الهلال؟ هيثم مصطفى. ألا تعرفين لاعباً آخراً؟! لا لا. * ولا في المريخ؟! لا لا. ما سمعتي بي فيصل العجب؟! لم اسمع به. حسناً أين الموبايل الذي أهداه لك موظف السفارة الفرنسية؟ خسر، باظ نهائي.