برلين - عندما تنتهي علاقة ما، لكنها تترك مشاعر قوية باقية يمنح بعض الأزواج علاقتهم فرصة أخرى. قد تكلل تلك المحاولات بالنجاح إذا ما كان كل طرف تعلم من أخطائه أو اخطائه ويكون كل شريك في العلاقة لديه الاستعداد للتغاضي عن نقائص شريكه. يقول خبراء العلاقات الاجتماعية، إنه بقدر ما يبدو قرار الانفصال صحيحا وقت اتخاذه، فإن المشاعر لا تذوي دائما في لحظة واحدة. بل على العكس، عندما يرى الشريكان السابقان بعضهما البعض مرة أخري يعود الشعور بالوخز وتستيقظ العواطف . لكن المسألة الخاصة بما إذا كان الشريك السابق او الشريكة السابقة يستحق فرصة أخرى، فتلك قضية أخرى. تقول إليزابيث رافأوف وهي خبيرة صحة نفسية تقيم في ألمانيا إنه أمر يستحق التفكير فيه فترة طويلة وبعمق:" اسأل نفسك هذا السؤال: ما الذي أدى بنا إلى الانفصال؟ هل آذى مشاعري بشدة؟ هل من الممكن أن يحدث ما حدث ثانية أم تراه تغير؟". وقالت يوتا شتايلر محررة عمود في إحدي المجلات الألمانية الموجهة للمراهقين، مسألة ما إذا كانت العلاقة ستنجح في المرة الثانية أمر يتعلق بأسباب الانفصال في المرة الأولى. أمور عدة يجب استيضاحها قبل استئناف العلاقة منها ما إذا كان الطرفان يناسب أحدهما الآخر من البداية ، هل هواياتهما واهتماماتهما مختلفة تماما؟. وقالت شتايلر "هل غازل أحد الطرفين شخصا آخر أو حتى قبله؟" بالرغم من أن حدوث أمر كهذا قد يتسبب في هز وشائج الثقة بين الطرفين، فإنه من الممكن أن يتحدث الطرفان عن المسألة، وتضيف شتايلر أن هذا مهم لأنه "عندما تكون لديك النية لتغيير الأمور التي أدت إلى الانفصال الأول..فقد تكون هناك فرصة لأن تعود العلاقة وبشكل أفضل عن ذي قبل". وتحذر بيته فريزه وهي تعمل مستقبلة اتصالات على خط ساخن مخصص للأطفال وصغار السن في ألمانيا، من المسارعة إلى العودة "عليك أن تمنح نفسك وقتا كافيا لتحدد ما تريد". وتوصي فريزه بتدوين كل ما كان طيبا في العلاقة وما لم يكن، عندما تنتاب المرء الكثير من الشكوك يجب أن تأخذ هذه الأمور على محمل الجد. مهم أيضا أن تفكر في الاسباب التي تجعل هذه العلاقة تستحق فرصة أخرى. "هل تنتابك مشاعر بحق عندما ترى شريكك السابق..أم أن الامر لا يعدو أنك لم تجد شريكا جديدا بعد؟ تلك بالتأكيد ليست طريقة جيدة لاستئناف العلاقة". قد يكون من المفيد التحدث مع الشريك أو الصديق السابق عن الشكوك. تقول فريزه "وقتها يستطيع الطرفان النظر إلى الأمور التي تحتاج إلى تغيير في المحاولة الثانية". الاتهامات ليست جيدة، لكن الحديث عما يجول بخاطرك أمر جيد، الأمر أشبه بشعور صبي بالغيرة، عندما تتحدث صديقته إلى صبية آخرين مثلا.. السؤال الذي ينبغي طرحه هو "ما الذي يمكننا فعله معا لحل هذه المشكلة؟". عندما يعود شخص ما إلى نفس العلاقة دونما التفكير في هذه الأمور ، سواء مع شريكه أو شريكته أو وحده، فهناك احتمال قائم بأن تعود العلاقة إلى نفس النمط القديم كما حدث في المرة الأولى. حتى بعد الاتفاق على كل شيء ويتفق الطرفان على أن الأمر يستحق محاولة آخرى، فإن الامور لا تكون مثالية دائما. وقالت خبيرة الصحة النفسية اليزابيث رافأوف "من المحتمل أن يواجه الشريكان نفس اخطاء الماضي"...عليهما أن يدركا كيفية التعامل معها " (واعرف هذه القاعدة ..محاولة تغيير شخص آخر عادة ما تفشل". كما يحذر الخبراء أيضا من السكوت عن الأمور التي لا يحبونها.. تقول رفأوف "تناسيها لا يفيد..الأفضل الحديث عن المشاعر والمخاوف، لكن ليس في موقف يتسم بالتوتر والحدة ".