كشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف الجزائريين يعانون من السمنة وارتفاع نسبة الكولسترول. وقالت دراسة للمعهد الوطني للصحة العمومية في الجزائر إن أخطار الوفيات تزايدت بسبب ارتفاع نسبة الكولسترول لدى شريحة واسعة من الجزائريين جراء النظام الغذائي وقلة الحركة ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة، مما تسبب في إصابة 51% من الجزائريين بالسمنة، التي وضعها المختصون في دائرة الأمراض المزمنة التي يجب مكافحتها والحذر منها. وذكرت الدراسة أن 66% من النساء الجزائريات يعانين من السمنة، وارتفاع متزايد في نسبة الكولسترول، في حين يعاني 40% من الرجال من هذه المضاعفات التي ساهمت في انتشار أمراض ضغط الدم، بحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني. حيث أشارت إلى أن جزائريا من أصل ستة يعاني من مرض "ضغط الدم"، محذرة من تنامي أمراض القلب التي يعاني منها 40% من الجزائريين8237; من مختلف الشرائح. وكشفت د. زهراء كمالي -رئيسة أمراض الغدد بالمستشفى المركزي للجيش محمد الصغير نقاش- أن الصناعات الغذائية هي المسؤول الأول عن ارتفاع نسبة الإصابة بالسمنة في الجزائر. وأكدت أن الابتعاد عن الأنظمة الغذائية التقليدية والإقبال الشديد على الأنظمة العصرية الغربية ساهم بشكل واسع في ارتفاع نسبة السمنة. في حين وجّه مختصون أصابع الاتهام للتلفزيون، واعتبروه من أكثر مسببات السمنة عند الأطفال. ووصفت الخبيرة الجزائرية الإصابة بالسمنة ب"القنبلة الموقوتة" التي تتهدد العديد من دول العالم، خاصة أن الزيادة في الوزن تتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة المزمنة، من بينها أمراض القلب وداء السكري والإصابة بالكولسترول وارتفاع ضغط الدم الشرياني. وأشارت -استنادا إلى 1432 دراسة أنجزت عبر العالم- إلى أن الزيادة في الوزن شهدت ارتفاعا مذهلا بمنطقة الشرق الأوسط والشمال الإفريقي، معتبرة أن العنصر النسائي أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال، إضافة إلى العوامل الجنينية والبيئية. في الوقت نفسه كشف دراسة أجرها البروفيسور سليم بن حدة والبروفيسور عبد العزيز شيبان من مستشفى "مصطفى باشا" بالعاصمة الجزائرية، أن ما يفوق عن 30% من أطفال الجزائر يعانون من أخطار السمنة. وأكدت الدراسة -التي شملت 7465 طفلا- أن السمنة طالت الأطفال من ست إلى سبع سنوات بنسبة 37%، ومن 11 إلى 12 سنة بنسبة 29%، ومن 14 إلى 16 بنسبة 33%، وبينت أن 31% من الأطفال يتناولون وجبات إضافية. وأوضح الأطباء أن السمنة عند الأطفال تحتاج إلى وقت طويل ومستمر من العلاج المتواصل، والمجاهدة تبدأ بالتخلي عن بعض العادات السلبية على غرار الجلوس أمام التلفزيون لفترة طويلة بعد الوجبات الغذائية.