مخالفات ابرزها استمرار الدعاية داخل اللجان القاهرة اغلقت اللجان الانتخابية ابوابها مساء امس بعد مد التصويت في المحافظات المصرية التسع التي تجري فيها المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب لساعتين في ظل الإقبال المتزايد على الإدلاء بالأصوات من جانب الناخبين. واقر المستشار عبد المعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات باستمرار حدوث مخالفات جسيمة ابرزها الدعاية الانتخابية في فترة الصمت. وتحدثت تقارير متطابقة عن حدوث اشتباكات بأسلحة نارية وبيضاء في عدد من المحافظات بين انصار المرشحين. وشهدت اغلب اللجان اقبالا واسعا لكنه اقل من اليوم الاول في المرحلة الاولى. وتبادلت الاحزاب الاسلامية والليبرالية الاتهامات بارتكاب مخالفات، وخاصة في المحافظات الريفية، حيث يعتمد المرشحون على عصبيات قبلية. وبينما نجح 'الاخوان' في حشد انصارهم منذ الصباح الباكر، بدت جهود الليبراليين للتحالف وقد تعثرت، اذ تبادل حزب الوفد اتهامات مع الكتلة المصرية بمحاولة التأثير على الناخبين. وكانت اللجنة الانتخابية العليا تحدثت عن حدوث مخالفات في المرحلة الأولى لكنها قالت إنها لم تكن جسيمة لدرجة تقوض النتيجة وإنه سيجري مواجهتها في المرحلتين الثانية والثالثة. واعرب العديد من الناخبين عن قلقهم من ان يسيطر تيار سياسي واحد على البرلمان، الا انه لم يكن واضحا ان كانوا سيتحولون الى الاتجاه الليبرالي. وقال الدكتور يسري حماد المتحدث باسم حزب النور إن المستشار القانوني للحزب حرر الأربعاء محضرا ضد القناة الأولى بالتلفزيون المصري، جاء برقم 32 أحوال قسم المنشية. واتهم المستشار القانوني لحزب النور القناة الأولى بالتواطؤ لتشويه صورة الحزب واستضافة شخصيات 'وهمية 'والادعاء أنها قيادات بالحزب. وقال محمد فراج أبو نصر المرشَّح على مقعد العُمال عن حزب (المحافظين) في دائرة القنطرة شرق في محافظة الإسماعيلية ، إن 'أنصار حزب (النور) السلفي رفعوا شعارات دينية إقصائية لباقي المرشحين، ومحرضة للناخبين على عدم التصويت للمرشحين المنتمين للتيارات اليسارية والليبرالية'. وأضاف أبو نصر إن 'أنصار حزب النور قاموا على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحث مواطني مدينة القنطرة شرق على التصويت لمرشحي الحزب، وقاموا بشراء مواد تموينية لعدد من المواطنين فيما قاموا بدفع فواتير المياه والكهرباء لمواطنين آخرين، علاوة على توزيع عصائر ومأكولات خفيفة على الناخبين'. وأكد أن أنصار (النور) خرقوا قاعدة الصمت الإنتخابي ليس فقط بالدعاية لمرشحي الحزب، ولكن بترديد عبارات 'عايزينها إسلامية واللي مش عاجبه يمشي'، مشيراً إلى أن ذلك يتم أمام مدرسة 'العبور' بالقنطرة شرق، مقابل قيام أنصار حزب (مصر القومي) بالدعاية الإنتخابية أمام مدرسة 'السادات' بقرية 'جلبانة'. وتصدر حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين المركز الأول في انتخابات القوائم النسبية في المرحلة الأولى، في حين جاء حزب النور السلفي في المركز الثاني مما مثل مفاجأة لكثيرين. وحصل الليبراليون على المركز الثالث ويحاولون الان التضامن معا للتمكن من منافسة الإسلاميين. وقال حسن أبو طالب المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية 'أعتقد أن الاتجاه الرئيسي سيستمر (في المرحلة الثانية) مع تغييرات طفيفة. سيكون الحرية والعدالة في المركز الأول لكني أعتقد أن النسبة ستقل مقارنة بالمرحلة الأولى'. وأشار إلى ان قلق بعض الناخبين من صعود الإسلاميين خشية فرض قيود على المجتمع قد يعزز موقف الليبراليين لكنه لا يتوقع أي تحول كبير. وحصل تحالف الكتلة المصرية الذي يضم ثلاثة أحزاب تأسس اثنان منها - وهما حزبان ليبراليان- بعد شهور من سقوط مبارك إلى جانب حزب الوفد الذي تأسس قبل عقود على نحو 20 في المئة من الأصوات في القوائم الحزبية بالمرحلة الأولى. ويقول ساسة ليبراليون إنهم يحاولون تنسيق جهودهم بشكل أكبر في هذه المرحلة لتجنب تفتيت الأصوات ويسعون لتعزيز الحملات الانتخابية في الشارع المصري. وسعى المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع إلى طمأنة الناخبين قائلا إن الجماعة تريد العمل في إطار ائتلاف واسع بعد الانتخابات البرلمانية ولا تريد مواجهة مع الجيش.