الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرنق .. حين تكتمل الصورة..جوانب خفية من حياة قائد «الشعبية»..مواطنون من الجنوب يحيون ذكرى رحيل جون قرنق - شاهد فيديو لقرنق يتحدث مع بعض الأسرى ورؤيته لتوحيد السودان-.
نشر في الراكوبة يوم 30 - 07 - 2010

(AFP) – جوبا (السودان) (ا ف ب) - شارك الالاف من ابناء جنوب السودان الجمعة في شوارع جوبا العاصمة الاقليمية، في احياء الذكرى الخامسة لمصرع الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية جون قرنق قبل ستة اشهر من الاستفتاء الحاسم حول استقلال هذه المنطقة.
وتوجه حشد كبير الى ضريح جون قرنغ دي ماريبور الذي قضى في الثلاثين في تموز/يوليو 2005 في تحطم مروحيته لدى عودته من زيارة رسمية في اوغندا، وذلك بعد اشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام الشامل الذي انهى 22 سنة من الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان.
ويعتبر جون قرنق الذي كان يناضل من اجل "سودان جديد" علماني ديموقراطي ذي سلطة غير مركزية، الزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان. وقد اثارت وفاة رئيس منطقة الحكم الذاتي في جنوب السودان ونائب الرئيس السوداني حينها اضطرابات في العاصمة الخرطوم ادت الى سقوط قتلى.
وتحولت ذكرى غياب جون قرنق في جنوب السودان الى "يوم الشهداء" تكريما لابناء جنوب السودان الذين سقطوا خلال حرب اهلية خلفت مليوني قتيل من 1983 الى 2005.
وقال المواطن بيونغ دينغ بيونغ المشارك في المسيرة "انهم سقطوا من اجل الدفاع عني وسادافع عن القضية التي سقطوا من اجلها ومن اجل حرية جميع ابناء الجنوب".
كذلك، قالت غلوريا ويندي وهي تنظر الى المسيرة في شوارع جوبا حيث يبدي العديد من الاشخاص صراحة دعمهم الاستقلال "لقد عانينا كثيرا خلال تلك الحرب. وفقدنا نحن النساء ازواجنا وآباءنا واخوتنا".
وسيصوت ابناء جنوب السودان في كانون الثاني/يناير المقبل في اطار استفتاء حول وضع منطقتهم ما قد يؤدي الى انقسام السودان، اكبر بلدان افريقيا. ويعتبر هذا الاستفتاء ابرز بند في اتفاق السلام المبرم سنة 2005 بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير.
جوانب خفية من حياة قائد «الشعبية»
حرص على لقاء المنتخبات الوطنية وخاض ضد الانفصاليين معارك فكرية
الخرطوم - نادية محمد علي
في ذكرى رحيل د. جون قرنق التي توافق اليوم التقت «الاهرام اليوم» بواحدة من اكثر المقربين اليه في حياته وهي الاستاذة إخلاص وداعة الله الأمين العام لمنظمة جون قرنق للتنمية ورعاية الايتام لتكشف بعض جوانب حياته وافكاره التي اوصلته لتوقيع الاتفاق التاريخي الذي اوقف الحرب في الجنوب، تقول اخلاص.. الراحل كان اخاً وقائداً محبوباً وعرف عنه بساطته وطيب معشره وسط جيرانه في الحاج يوسف وزملائه في وزارة الزراعة والكلية الحربية وكضابط في الجيش عرف عنه عمله وجهده لحل مشاكل زملائه بغض النظر عن انتماءاتهم كانت «النكتة» المليئة بالحكمة هي وسيلته لحل الازمات ومعروف انه كان يوصى جيرانه برعاية اسرته حين يسافر خارج الخرطوم . كان الراحل يؤمن ان التنوع الذي نعيشه مدعاة لإيجاد دولة قوية قادرة على قيادة افريقيا وكان يردد علينا في لقاءاته «اذا كانت الولايات المتحدة اسسها أناس ليس لهم جذور فنحن لدينا اصول وقبائل ننتمي لها واذا ادرنا التنوع بذكاء فسنكون قادة افريقيا».
وتأثير الراحل على توجهات الحركة كان واضحاً فقد سبقه آخرون الى «الغابة» ولكنه نجح في تغيير رؤية الحركة الى الوحدوية واقناع الانفصاليين بذلك وخاض معارك عديدة «فكرياً» من اجل الوحدة، وطيلة «21» عاماً من عمر الحركة لم يتم تدويل قضية الجنوب لأنه كان وطنيا ولم يقبل وساطة غير افريقية ولم يسع لامتلاك جنسية غير السودانية طيلة حياته وعرف عنه حرصه على ملاقاة الفريق القومي السوداني في مبارياته الخارجية في اديس -القاهرة - كينيا- وغيرها والتقاط الصور معه وعندما استقبل مواطنيه في رمبيك بعد توقيع الاتفاقية ردد لهم بلغة الدينكا «الآن لدينا سودان واحد».
الاهرام اليوم
قرنق .. حين تكتمل الصورة
تقرير: التقي محمد عثمان: تقول الأديبة والشاعرة الحضرمية أبكار السقاف ان الانسان لا ينال صورته النهائية حتى تضمه الأبدية الى ذاتها، والآن وقد ضمت الأبدية الى ذاتها قائد الحركة الشعبية وزعيمها الأشهر الدكتور جون قرنق دي مابيو منذ خمس سنوات تبدو صورته ظاهرة للعيان وبادية للبصائر بما لا يقاس مع كثيرين قدموا اطروحاتهم الفكرية والسياسية في تاريخ السودان على امتداد العصور، بما يجعله محطة يصعب تجاوزها خصوصا وان تداعيات ما سطره في اتفاقية السلام الشامل ما تزال توالي تفاعلها مع الواقع اليومي لحظة بلحظة وتصنع مستقبل السودان وتشكله وفقا لمشئتها شاء من شاء ورفض من رفض.
والحال هذا، تصبح الاطلالة على عالم الدكتور جون قرنق بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله واجبة على معظم المشتغلين والمنشغلين بوطنهم السودان، الوطن الذي كان حقل عمل الرجل ومرتع نظراته واعماله، وابرز ما اشتمل عليه طرحه النظري هو مشروع السودان الجديد، بمظهره العملي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي قاد الى توقيع اتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير 2005م التاريخ الذي فتح فجره بحسب عبارة الشاعر كمال الجزولي نوافذ شعبنا على شموس فرح لم تعانقها عيونه منذ أزمنة بعيدة.
رؤية السودان الجديد التي قدمها الدكتور جون قرنق ترتكز كما يلخصها عبد الرحمن العاجب على تحليل علمي للاوضاع وتستند على تقويم متماسك لها في واقع السودان التاريخي والمعاصر حيث شدد فيها على ضرورة تأسيس السودان الجديد على الواقع وليس على الخيار ووحدة جديدة تقوم على واقعين الواقع التاريخي او التنوع التاريخي والواقع الثاني اطلق عليه التنوع المعاصر او الواقع المعاصر وينوه في طرحه لضرورة الرجوع الى الماضي لادراك الحاضر وتمهيد الطريق الى المستقبل وضرورة الاهتمام بتاريخ السودان القديم والممالك التي نشأت في السابق وهذا هو ما اطلق عليه التنوع التاريخي وتطرق قرنق في رؤيته للسودان الجديد لشكل ثانٍ للتنوع وهو ما اسماه (التنوع المعاصر) حيث يتكون السودان من قوميات متعددة ومجموعات اثنية متعددة وتوجد به اكثر من 500 مجموعة تتحدث اكثر من 100 لغة مختلفة مشيراً لوجود اديان مختلفة بالسودان، فهناك المسلمون والمسيحيون واصحاب كريم المعتقدات الافريقية واديان مختلفة كلها متعايشة منذ زمن بعيد وهى الاسلام والمسيحية والديانات الافريقية التقليدية وهذا هو التنوع المعاصر (قوميا) واثنيا وثقافيا ودينيا ويشكل جزءا من السودانيين، وتعتبر تلك الرؤية أن التحدي الذي يواجه السودان هو صهره لجميع عناصر التنوع التاريخي والمعاصر لإنشاء امة سودانية واستحداث رابطة قومية تتجاوز تلك (المحليات) والاستفادة منها دون نفي اي من هذه المكونات حيث أن وحدة السودان يجب ان تأخذ هذين المكونين لتطوير الرابطة الاجتماعية السياسية وتستند على التنوع التاريخي والمعاصر للشعور بأنها تضم جميع السودانيين ويفخر الجميع بالانضمام اليها والدفاع عنها وحدة تشمل جميع السودانيين بغض النظر عن العرق والقبيلة والدين.
وتنتقد رؤية قرنق ل(السودان الجديد) كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان منذ عام1956م بسبب اقامتها لوحدة البلاد وتنميتها على اسس ضيقة وعلى تعريف منقوص للسودان استبعد حقائق اساسية عن واقع بلادنا وهذا الاستبعاد هو الذي تسبب في الحالة التي وصلت لها البلاد وتصاعد وتنامي ازماتها، ويعتبر أن الخطأ الذي ارتكب في السابق كان تقييد وحصر تلك المكونات مما افضي الى تشويه واعاقة نمو السودان الطبيعي مشيراً للحاجة الماسة لتمكين تلك الوحدة حتي تصبح دولة عظيمة وشعبا عظيما وحضارة وحضارة عظيمة وتتواصل مع الحضارات الاخرى ومع الشعوب الاخرى وخصوصا شعوب وادي النيل التي تجمعنا روابط تاريخية منذ الازل، ويضيف أن الرغبة في بناء سودان ومجتمع عظيم يستوجب تفكيرا جديدا حيث لا يمكن الاستمرار في التفكير بذات الاسلوب القديم، فالسودان القديم القائم على الظلم وعدم العدالة وعلى الاستعباد هو الذي افرز الازمة الراهنة واقامة وحدة السودان على اسس ومكونات محدودة هي التي اوقعتنا في الازمات.
وفيما يتصل بعلاقة الدين بالدولة تشير رؤية السودان الجديد إلى ان اي مجتمع يقوم على مكونات مبتسرة لايمكنه ان يصمد او يعيش طويلا هذا ما ينبئ به تاريخ البشرية فالمجتمع المفتوح والذي يضم ويستوعب مواطنيه هو القابل للحياة والنمو والقادر على التكيف بسهولة وعلى ان يستمد اسباب القوة لاستمراريته وبقائه وهنالك اشياء صغيرة تفرق بين السودانيين اشياء ليس من الصعب ان نجد لها حلولا ويمكن معالجة الامور الكبيرة فقضية العلاقة بين الدين والدولة والتي افضت الى شروخ في نسيج المجتمع السوداني في ظل ما تتميز به من تنوع لايجوز ان يكون للدولة دين ولايمكن ان نتوحد على هذا النهج فليس كل السودانيين بمسلمين وظل قرنق يؤكد دوماً بانهم ليسوا ضد الاسلام ولايمكن ان نكون ضد الاسلام اذا كانوا يقفون مع وحدة السودان والتي يشكل المسلمون غالبية سكانها فمن غير الممكن باي حال من الاحوال ان نضمر مشاعر ضد الاسلام لان ذلك يعني ايذاء اهله وهم الغالبية، ودعا لتجنب الامور التي تفرق بين السودانيين لانهم بصدد بناء امة ولايمكن ان نخلق امة تقوم على التهافت بالتفرق بين الناس، وهذا الامر يعالج بأن يكون الدين على مجال الفرد امرا خاصا فهو معتقد وهو شئ روحاني ففي بلد متعدد الاديان يجب اتاحة الحرية الكاملة لكل الاديان بخلق سودان يقوم على حقائق الواقع الملموس والتنوع التاريخي والمعاصر باعتباره الطريق الى الامام لمستقبل بلادنا ويدعو الى بناء دولة قومية ويقول ان الامم تتكون نتيجة للتحركات التاريخية للبشر فالناس يتحركون ويتنقلون لاسباب متعددة ويتحركون هربا من الاضطهاد الديني وقال ان الحياة يجب ان تستمر وتتفاعل هذه المجموعات البشرية في المجال الاقتصادي وفي المجال الاجتماعي وفي المجال السياسي وفي المجال الروحي وبمرور الوقت تنشأ رابطة اجتماعية وسياسية بينهم لها خصوصياتها
ووجد طرح السودان الجديد مناصرين كثر كما وجد أعداء كثر، الا ان الجميع متفقين على انه مشروع تغيير ايا كان موقفهم من هذا التغيير، ويؤكد القيادي بالحركة الشعبية ووزير رئاسة مجلس الوزراء ان مشروع السودان الجديد هو المشروع الوحيد المهم لكل السودان، لأنه مشروع سياسي من الممكن أن يحقق الوحدة حتى لو انفصل الجنوب، ويقول بيونق في حوار مع صحيفة الأخبار الاسبوع الماضي انه المشروع الوحيد الذي دخل قلوب الناس هو مشروع السودان الجديد، وحتى لو انفصل الجنوب فمشروع السودان الجديد سيظل باقيا.
ومن ابرز الانتقادات التي وجهت للمشروع وصاحبه تلك التي كان قال بها المفكر الراحل الدكتور محمد ابو القاسم حاج حمد في حوارية مع الدكتور منصور خالد على صفحات صحيفة الصحافة ابان مفاوضات نيفاشا حين اشار الى ان المشكلة في أن الدكتور قرنق إذ يطرح برنامجاً وحدوياً وديمقراطياً وعلمانياً لسودان جديد، فإنه لا يخاطب قط القوى الاجتماعية الحديثة في (كل) السودان والمعنية بهذه الطروحات حول (سودان جديد) بحكم تطورها، وأن الدكتور قرنق (يؤشر يسارا ويذهب يميناً) إذ ينطلق من قاعدته القبلية ويترسم في نهجه ممارسات غير ديمقراطية تجاه النخب الجنوبية نفسها، ويقول حاج حمد ان الدكتور قرنق اتخذ من (الدينكا) قاعدة لبرنامجه تحت مسمى (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ولم يستطع أن يمتد بخطابه هذا حتى للنخب من أبناء القبائل الأخرى، ثم يوظف قرنق (واجهات شمالية) ليؤكد على (وحدويته) كغطاء لمواجهته مع الآخرين من (نخب الجنوب) الذين يدمغهم بالانفصالية.
ومع ذلك فان من الثابت ايضا ان قرنق ظل يرعى مشروعه ويستقطب له المؤيدين بالحجة والاقناع ففي حوار معه عقد بمنزل السفير السوداني بالعاصمة القطرية الدوحة قبل يومين قال لوال دينق: كنت شخصياً انفصالياً، ولكن بحكم علاقتى الوثيقة بالمرحوم جون قرنق لعدة سنوات استطاع إقناعى ومجموعة كبيرة من المثقفين الجنوبيين على خيار السودان الجديد الذى كان قرنق يدعو له.. وكان يرى ان الوحدة يجب ان تبنى على اسس جديده قائمة على المواطنة وعدم ربط السياسة بالدين، وان الترشيح للوظائف العليا فى الدولة وفقا للدستور الانتقالى يجب ان يرتكز على المواطنة وليس على الدين...
وبالطبع فان غياب الدكتور جون قرنق مثل خسارة فادحة للمشروع وللحركة التي بناها وسهر عليها، خصوصا وانه كان يعتمد على قوة دفعه الذاتية في التنظير للمشروع والدفاع عنه بما جعل الحركة تدفع فاتورة المفكر الوحيد بعد رحيله، ولكن الدكتور الواثق كمير لا يقر بهذه الفرضية ويقول ان المشكلة ليست في غياب المفكرين، بل في تخلي قيادة الحركة، أو بعض قادتها، عن الفكر والرؤية الواضحة التي خلفها قرنق بعد رحيله، ويقول في حوار معه الاسبوع الماضي ان قرنق لم يترك مالا أو ثروة، (إنما أورثنا تراثا فكريا سياسيا وإنسانيا رائعا لم نعض عليه بالنواجذ لتحقيق الهدف النهائي في الوصول للسودان الموحد على أسس جديدة).
وان كان الدكتور جون قرنق قدم اسهامه ومضى الا ان الكثيرين يفتقدونه الآن وفي هذه اللحظة المفصلية التي يقف فيها السودان على مرمى حجر من تقرير مصير جنوبه، وبنظر راصدين ومتابعين لمسيرة وسيرة الرجل فانه كان سيكون صاحب كلمة راجحة في تغليب خيار الوحدة، ويقول لصيقون به انه ما كان ليفرط في وحدة السودان انطلاقا من رؤاه وقناعاته ان الخير كله في ان يظل السودان بلدا واحدا يستوعب بنيه ويسوعبونه وتقول زوجته ربيكا قرنق ان وجود د. قرنق كان سيكون له أثر على هذه الأوضاع وتقول في حوار معها بصحيفة الأخبار قبل ايام د جون قرنق لو كان موجودا لكان الوضع تغير ولتمددت آمال الوحدة بتحقيق السودان الجديد والعمل على الوحدة على أسس جديدة ، ولربما كان مدخله للوحدة سيكون مختلفا عن باقي قيادات الحركة، ويقول كمير ان الحركة الآن تدفع فاتورة عدم الالتزام بفكره وخطه الذي رسمه، وعدم الاهتمام بإنشاء مؤسسة للفكر تهتدي بها سياسات وتوجهات هؤلاء القادة. ليعود ويقول ان هذا لا يعنى نهاية الأمر أو الاستسلام له، فالوحدويون سيواصلون نضالهم على طريق الراحل، وسيكتبون الفصول النهائية للقصة لصالح الوحدة ما داموا قابضين على جمر الحقيقة.
وحتما سيمتد هذا الأخذ والرد حول الرجل وطروحاته الفكرية والسياسية، اما بالنسبة له فقد اكتملت صورته الشخصية وصارت رؤاه وافكاره مبذولة للجميع في شكلها النهائي، ربما تكون ما تزال في انتظار أحد اثنين، من يأخذها بقدرها ويبلغ بها نهاياتها المنطقية تلهم الناس في سودان متحد حدادي مدادي، أو من يمضي بها الى الغرف الخلفية من سودان تشظى وانكمش. .
الصحافة
"1"
[VIDEO=http://www.youtube.com//v/O1g_MSuTXYk&feature=related]WIDTH=400 HEIGHT=350[/VIDEO]
http://www.youtube.com//v/O1g_MSuTXY...eature=related
اذا لم يعمل معك يمكن الضغط هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=O1g_M...eature=related
"2"
[VIDEO=http://www.youtube.com//v/MPtoSogR_zQ&feature=related]WIDTH=400 HEIGHT=350[/VIDEO]
http://www.youtube.com//v/MPtoSogR_z...eature=related
والجزء الثاني اذا لم يعمل معك يمكن الضغط هنا :
http://www.youtube.com/watch?v=MPtoS...eature=related


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.