أثارت القراءة الثالثة لقانون التبغ ولاية الخرطوم جدلا واسعا بين نواب المجلس التشريعي ولاية الخرطوم، خاصة فيما يتعلق بالسؤال الذي يقول هل التبغ حرام أم حلال؟ ليرفع المجلس تحديدا هذا الشأن لمجلس الفتوى، في الوقت الذي جاءت فيه بنود بعض القانون بعدم منح مساحات زراعية لأًصحاب مصانع التبغ، بجانب عدم منح التصاديق، والسعي لمنع الاستيراد، إلا أن تداخل القوانين الاتحادية حال دون مناقشة قضية منع الاستيراد، فيما جاءت القراءة الثالثة لقانون التبغ بمنع بيع التبغ قرب المدراس والجامعات والمؤسسات الصحية ودور العبادة بمساحة يتم تحديدها وفق اللوائح، فيما لفت بعض أعضاء المجلس إلى ضرورة أن يأتي قانون التبغ مقننا حتى لا ينتقل الناس من الممارسة العلنية إلى السرية، مستشهدين بالذي حدث بعد منع تعاطي الشيشة، والتي جعلت الناس يدخلون الأحياء ويفتحون أماكن داخل المنازل لتعاطي الشيشة، وأن الممارسة لن تنتهي بفرض القانون على المواطنين، مرتكزين بالمثل الذي يقول (كي تطاع أفعل المستطاع). ومن جهة أخرى نجد أن حظر استخدام الأطفال القصر دون الثامنة عشرة في بيع أو نقل أو شراء أو تصنيع التبغ، إضافة إلى تحريم بيع التبغ للقصر على أن يتم وضع تحذير في المحلات التي تبيع التبغ يفضي إلى هذا الشأن بجانب منع المسئولين من تعاطي التبغ أثناء ممارسة أعمالهم، ونجد أن القانون أورد ضرورة إنشاء مراكز تخصصية، للتأهيل ولمعالجة الإدمان بجانب توفير بدائل للنوكوتين في المؤسسات الصحية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة فنية تعمل على مكافحة التبغ، ومن جهة أخرى جاءت إحدى مواد القانون بأن يتم التبيلغ عن كل من يخالف القانون فيما تم وضع عقوبات في شكل غرامة أو سجن أو الاثنين معا، فيما لم يتفق نواب المجلس بعد على صيغتهما فيما أتفق معظمهم على أن تكون مواد العقوبات مجزأة بمعني أن يتم تحديد عقوبة للمتعاطي وعقوبة للمصنع وعقوبة للمستورد. حيث جاءت آراء بعض النواب في أن لا يتم لانتقال بالقانون إلى مرحلة التطبيق قبل فترة كافية من التوعية وتحديد مدي زمني لإنزاله بغرض تنوير المواطنين بالقانون، على أن يتم ايلاء جانب التوعية أهمية بالتحذير، وعبر لوحات الإعلانات واللافتات ومحلات البيع، فيما جاء مقترح بضرورة عمل دراسة للمؤسسات المصنعة للتبغ، ووضع مدة زمنية لإنهاء التصنيع والتخلص من التبغ وفق الدراسة التي ترفع للجهات المختصة. إلا أن تعاطي التبغ يبقى عادة لا يمكن التخلص منها بسهولة، ولا بفرض قانون؛ لجهة أنه صار يشكل جزءا مهما في روتين معظم المواطنين صغارا كانوا أو كبارا، ولا يمكن التخلص منه إلا بالتأثير في عقول الناس وإفهامهم معنى ميزات الجسد المعافى. الاخبار