اصبحت وحدات حماية الاسرة والطفل منذ انشائها من اهم المؤسسات التى صادقت الحكومة على قيامها اذ ظلت تستقبل عدداً من حالات العنف ضد الاطفال وتتعامل مع تلك البلاغات بسرعة فائقة حتى ان محاكمها تقوم بدراسة الملفات واصدار الاحكام فى وقت وجيز لردع كل من تسول له نفسه الاضرار بطفل او ارتكاب عنف ضده..وتلقت وحدة حماية الاسرة والطفل الخميس الماضى بلاغاً ليس الاول من نوعه، مفاده ان معلماً باحدى المدارس الخاصة بحى النزهة قام بضرب تلميذ ركلاً بأقدامه وكلتا يديه كالمصارع فى حلبة المصارعة مع خصمه الضعيف وذلك كان فى حلبة (ميدان) جوار المدرسة مسبباً له الاذى الجسيم لينقل على اثرها للمستشفى لتلقى العلاج...والدة الطفل سلافة محمد خليل قالت انه وفى يوم الخميس الماضى حضر اليها ابنها (محمد سامى) البالغ من العمر(11عاماً) يدرس بالصف السادس باحدى المدارس الخاصة بحي (حى النزهة) وهو فى حالة يرثى لها حيث كانت ملابسه متسخة بالتراب العالق بكافة اجزاء جسده وهو يجر اقدامه جراً ولا يقوى على السير بسبب التعب الذى اعتراه من جراء تعرضه للضرب من قبل شيخ مادة (القرآن الكريم) بالمدرسة . رواية الطفل للحادثة:- يقول الطفل في روايته للسوداني: فى يوم الخميس صباحاً خرجنا من المدرسة الى ميدان مجاور وذلك فى حصة الرياضة بغرض لعب الكرة فى الميدان واجراء التمارين الرياضية وكان الشيخ (.......) مدرس مادة القرآن الكريم يقوم بحراستنا فى الميدان وعندها سمعت زملائى التلاميذ وهم يطلقون لفظ (شعيرية) كلقب لشيخ القرآن، ولم أكن اعلم بمعنى اللفظة فسألت أحد زملائى عن معنى مصطلح (شعيرية) وقبل ان يجاوب زملائى رأيت الشيخ وهو يهرول نحوي والشرر يتطاير من عينيه فقمت بالركض مبتعداً وظننت فى بادئ الامر انه يهازل أو غير جاد بما يود فعله بي ولم أدرك بانه جاد فى الحاق الضرر بى الا وهو يركلني بقدمه لأسقط أرضاً ليقوم بعدها بضربي بلكمات بيديه القوية وركلي بكلتا قدميه وانا أتألم واحاول الجري، ولكنه كان يطرحني أرضاً ليعاود ركلي ولكمي بقساوة وكرر ذلك مراراً وانا اصرخ صرخات هستيرية من جراء شدة الضرب والالم ولم أفق الا وهو يضربنى بسوط بأجزاء متفرقة من جسدي على ظهري تارة وبطني واجزاء متفرقة حتى خارت قواي وسكنت فى الارض. الام تتحدث :- وتقول الام سلافة وهي تنظر بعيداً: لم يقو ابني على السير وترك زملاؤه التمارين وحلقوا حوله وذهب بعضهم لادارة المدرسة وقاموا باخطار ادارة المدرسة بما فعله المعلم فى زميلهم وأتوا به الى المنزل وهو فى حالة يرثى لها فذهبت الى قسم شرطة امتداد الدرجة الثالثة وقمت بأخذ اورنيك (8ج) وذهبت به الى المستشفى الاكاديمى وكانت اثار الركل والضرب ظاهرة على جسد ابني بجانب اثار السياط كما انه تعرض للضرب بمناطق حساسة فى جسده وجاء قرار الطبيب بان هنالك كدمات اسفل الظهر بمساحة (18×1سم)واخرى بمساحة (6×2سم) وفى الايادي فى الساعد الايمن كدمة (5×1سم) واخرى (6×1سم) وفى الساعد الايسر كذلك وهنالك كدمات فى الفخذ الايسر بمساحة (6×5سم) واخرى (5×4سم) وقمنا بفتح بلاغ لدى وحدة حماية الاسرة والطفل ومنذ يوم الحادثة وحتى اليوم حوالي اسبوع لم يتمكن ابني من الذهاب الى المدرسة لانه يعانى من الحمى الشديدة والاعياء من جراء الضرب المؤلم . حوادث اخرى: قالت الام ان ادارة المدرسة ادانت سلوك المعلم وزارت الطفل بالمنزل وقررت فصل المعلم واكدت بان الحادثة ليست الاولى من نوعها ففى الشهر الماضى تعرض ابن صديقتها للضرب من قبل معلم باحدى المدارس بمنطقة الصحافة مسبباً له الاذى الجسيم وتسبب الضرب فى كسر ضرس الطفل وتم فتح بلاغ لدى وحدة حماية الاسرة والطفل وشرعت المحكمة فى اجراءات المحاكمة الا ان والدة الطفل تنازلت عن القضية فى مراحلها الاخيرة ولم تنته الحوادث عند ذلك الحد فحسب بل اذكر انه وقبل اربعة اعوام باحدى المدارس الشهيرة توفى تلميذ بسبب ضرب المعلم له على رأسه . ناقوس الخطر : دقت سلافة والدة الطفل المجنى عليه ناقوس الخطر وقالت ان هنالك اطفالا يهربون من المدارس خوف العقاب وان هنالك اطفالاا يتعرضون للاذى من قبل المعلمين الا ان معظم الاباء يصمتون خوفاً على العلاقات بين الطلاب ومعلميهم او لصلات القرابة والوساطات واسترسلت قائلة ان معظم الشيوخ الذين يقومون بتحفيظ القرآن للتلاميذ معظمهم خريجى خلاوى ولا يفقهون فى التعامل مع الاطفال ويجب تأهيلهم فى ظل جيل اصبح الحوار احد اهم آليات التعامل معه. السوداني
