سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكاية (صحفي) .يثير (الغبار)..في بحر (الملاك)..رئيس التحرير .يرفض (العمود) بدواعي العامية وعدم التقيّد بقواعد اللغة ...مديرها العام ..قال سيمتنحنني في خمس أسئلة ...
هاتفني المدير العام للصحيفة الجديدة –أحتفظ بأسمها- بعد مكاتبة علي الخاص ..طالبني فيها بسرعة الحضور مع وصف كامل ودقيق لمقر الصحيفة ..لملمت أوراقي من أرشيف أحتفظ به يحوي مساهمات لي في صحف سودانية وعربية وألكترونية .يممت نحوي بأتجاه مقر الصحيفة ودلفت علي المدير العام فهو كاتب صحفي و(كفي) الذي رحب بي بادي ذي بدء بل ونصحني بأن المجتمع في صحيفته (غير معافي) وعلي أن أحتمل وأن أسمع بأذن وأفرغ بالأخري وأن التعاون بيني وبينه فقط عند حدوث مشكلة ما شكرته مع الدعاء بأن لاتأتي المشاكل ..قبل أن أهم بالأنصراف دخل علينا شاب أربعيني تولي ساعتها المدير العام التعريف به بأنه رئيس تحرير الصحيفة - والمعيدي أن تسمع به خير لك من أن تراه- كانت المفأجاة انه يعرفني من خلال كتاباتي أما أنا فلم أعرفه قط وعصرت زاكرتي(الحية) علي أعثر علي إسمه من (أثر ) فلم أوفق وعلي خيط من كتاباته فلم أفلح دارت في رأسي أفكار شتي حوله قطع طوفانها هو بدعوته لي لمكتبه شرح لي موجهات الجريدة وسألني عن ماأكتبه شرحت له كتاباتي مع وعد مني في الغد أن آتيه بنماذج من عمودي تمهيدا لنشرها حسب الأتفاق. جئت في الغد أحمل له النماذج ونسبة لأنشغاله أنتظرت كثيرا حتي سمح لي بالدخول وحوله مجموعه من الشباب في مثل سنه كان يمسك بالصحيفة ويثني علي عموده فيها أمامهم ويشير الي صورته ويؤشر عليها وأظنه كان (مستجدا ) في منصبه- فلاغرو فلم تعد (المناصب) تفصل علي حسب الأجسام -. فعندما جئت الي للصحيفة لم تكن بعد قد بلغت في أعدادها (العشرين) ناداني أين النمازج دفعتها له ثم أنتظرت وطفق يقرأ فجأة قال لي أن تلك الكلمة (مفعول به) ولابد أن تنصب وأن هذه الكلمة يعوذها (التنوين) و وتلك كلمة (عامية) لامحل لها من الإعراب وأن محلها (فاحش) والكلمة تلك موقعها (ممنوعة من الصرف) لماذالا تتقيد باللغة العربية وطفق يدخل قلمه بين الكلمات ويخطها ويكشط عليها أمام زملائه ثم قال لي هذه النماذج لاتصلح للنشر لأنها مخلة باللغة العربية وقواعدها نظرت اليه مليا فقد كان يبادر لأسكاتي عندما أعمد للتبرير ويكشط ويصحح ويقدح ، أحترت فيه فلو كان العذر بدواعي تعارض المصالح ومخالفة موجهات الجريدة لقبلت ولكنه (تطفيش ) من نوع آخر قلت له لدي (ملف) معك يحوي كتاباتي أرجو أن تعطيني له ولاأريد أن أكتب معكم جال ببصره مليا بين أطراف درجه فلم يجده وقال لي ستجده عن الإستقبال غدا خرجت منه مكسور الخاطر أندب حظي صادفني المدير العام فأخبرته بما جري طيب علي خاطري وأمرني بالأستمرار فقد ذكرني بنصيحته وعلي أن أسمع بواحدة وأفرغ بلأخري. أستمريت في الحضور وصرت أتعاون مع الأقسام المختلفة الا أن جاء يوم تفأجات فيه برئيس التحرير وأمام كل الزملاء يأمرني (بقسوة) بأن لاأكتب مرة أخري دهشت حقيقة حتي بقية الزملاء أخذتهم الحيرة من ذلك السلوك(الصبياني) بعدها رصدت موادي وذهبت له حاول أن يبرر موقفه فلم أعطِه مجالا لذلك بعدها قال لي أنه يحب أن ينصحني فقلت له وفر نصحك لنفسك فماأنت عندي بناصح أمين وليس بيني وبينك شئ فأغتاظ من ذلك للغاية ثم قال لي موضوعك مع المدير العام وخرجت منه . جئت في لصباح للقاء المدير العام فوجدته قد ملأ جوفه (قيحا) وصديدا تجاهي حكيت له ماجري فلم أفلح في تغيير وجهة نظره ثم بادرني بلهجة صارمة أنت لاتعرف اللغة ولا قواعدها صرت أنظر في وجهه وطفق يرمي التهم جزافا علي وأنا مندهش وبعد أن أنتهي قال لي سأمتحنك اللحظة في اللغة وأوجه لك خمس أسئلة قلت له أعترض علي ذلك فأمتحان اللحظة لايقصد منه العدل وأنما التشفي والأبعاد بعذرمقبول قال لي لن أسألك أسئلة مستحيلة قلت لاأريد وعليك أن تعفيني وأنما جئت لك لتقييم كتابات كنت قد أنزلتها عبر منبركم نظر الي مليا ثم قال أن كتاباتك أعتبرها هدية منا أليك تساهم في (شهرتك) وليس لديك حق مالي علينا قلت له لاحاجة لي بشهرتكم فقد نلت من الشهرة مايكفيني بعيدا عن منبركم ولم آتي اليكم من الشارع- بل وفروا شهرتكم لأفرادكم ومنبركم قبل الآخرين- وأنما أنتظر منك حق أصيلا لي ضحك في وجهي(متثاقلا) وقال ليست لديك أي حقوق لدينا ثم أستدرك هل لديك قيد صحفي أجبته بالأيجاب فتراجع قليلا في كلامه وأصلح من أسلوبه ثم كانت الخاتمة السئية بقوله أنه الآن يصدق كل ماقيل عني من رئيس التحرير من أنك كيت وكيت وكيت وأنك لاتجيد حتي اللغة العربية ولامكان لك بيننا و(كفي) . تركته وأنصرفت لاأدري لما تذكرت ساعتها قصة القط والفار اللذين كانا في سفينة في وسط لبحر عندما قال القط للفار (لماذا تثير علينا الغبار) قال الفار سيدي القط كيف أثير عليك الغبار ونحن في وسط البحر فقال له القط طول لسانكم هذا هو الذي يغرينا بأكلكم وهذا بالضبط مع حدث لي مع تلك الصحيفة (المغمورة). هذا يحدث في منبر صحفي أتخذ من الساحة الصحفية قلما ينشد به أحقاق الحقوق ودفع المظالم ولكنه أبعد مايكون من ذلك ففيه ترقد صفات الغيرة والتحاسد والتبخيس فقد حدثت لي تجارب وتجارب مع المؤسسات الصحفية وأن أعتري بعضها شيئا من ذلك الا انها تترك لك حرية القلم ومجال التعبير ولكن مع تلك الصحيفة(المغمورة) أخذتني الحيرة وتملكني الذهول أيحل التبخيس محل التقدير وتطبق علي (مواضيعي) قواعد اللغة العربية وتهون كتاباتي للحد الذي يستنكر رئيس التحرير فيها علي أستخدام (العامية) فيها بدعاوي اللغة و الأعراب . وأنتمائي لأتحاد الصحفيين يجعلني أتساءل -وهذا أحد أعضائه (يضام) ويطعن في (عضويته)-بدواعي اللغة- في مؤسسة تأخذ الأذن بالكتابه منه -عن السلوك الدخيل الذي بات يعتري المؤسسات الصحفية بمحاربة كل (موهبة) من شأنها التقدم والتطور بدواعي وأسباب وهمية تضحك (المتابع) وتحير (المراقب) قد لاأكون أنا الوحيد الذي (يبخس) جهده وأنما كثيرون طالتهم الصفات الدخيلة فعجلت برحيلهم وجعلتهم ينزوون بعيدا عن ذلك المجتمع (القذر) تماما كما كان عذر القط للفار فالنقاش مع أرباب تلك المؤسسات دائما مايقابل بطولة اللسان وأستخدام (المقاصل) ا الذي يؤدي الي التعدي علي حقوقهم وتبخيس جهدهم ووأد مواهبهم وأجبارهم علي الخروج (القسري) بدوافع الجهل بقواعد اللغة في أحايين وأحيانا بأسباب أخري قد لايسع المجال لذكرها فالقصص كثيرة تروي عند أصحابها كانت قساوة التجربة شديدة عليهم للحد الذي جعلهم يهجرون المهنة ويصيبهم الإحباط ويكرهون بأختيارهم أربابها فالسيف عند جبانهم والمال عند بخيلهم . . [email protected]