يبدو أن المذكرة التصحيحية التي دفع بها إسلاميون إلى قياداتهم العليا حركت الدماء في أوصال الحركة الإسلامية، فقد تباينت ردود الأفعال تجاهها والمواقف فالبروفيسور الطيب زين العابدين - القيادي الإسلامي المعروف - اعتبر أن المذكرة دليل حراك وسط الإسلاميين خاصة بعد انفصال الجنوب وقال ل«الوطن» هنالك كثير من الأخطاء صحبت أداء الحركة الإسلامية التي يمثل أعضاؤها حسب اللائحة المؤتمر الوطني، وأشار إلى أن هناك بعض الإسلاميين يعتزمون إعداد مذكرة تصحيحية أخرى سيتم الكشف عنها لاحقاً، بيد أنه لم يجزم بصحتها - حينما قال( سمعت بأن هناك مذكرة للإسلاميين تحت الإعداد). وفي موازاة ذلك تحفّظ الطيب مصطفي - رئيس منبر السلام العادل - إزاء إخفاء معدّي المذكرة لاسمائهم واعتبر أن ذلك ضعفاً. وقال ل«الوطن» عبر الهاتف (يبدو أن الذين دفعوا بالمذكرة خائفين من بطش السلطة أو أن إعدادها تم بتواطؤ من آخرين داخل السلطة لامتصاص شئ من الغضب تجاه ما يجري في الساحة من أحداث). مضيفاً أن المذكرة لم تفصح عن الحقيقية كاملة وإنما حملت بنوداً لدغدغة العواطف. لافتاً إلى أن الحركة الإسلامية مغيّبة تماماً عن السلطة إلا أنه عاد. وقال إن أعضاء الحركة في القيادة يعبّرون عن مرجعية المؤتمر الوطني. وعلى الصعيد ذاته تساءل دكتور إسماعيل حسين - القيادي بالمؤتمر الشعبي- عن حقيقة المذكرة أهي نسخة أصيلة أم تزوير. ولم يخف إسماعيل شكوكه إزاء صحتها ، وقال متسائلاً على ذات النحو في حديثه ل«الوطن» ( نريد معرفة حقيقة الأمر). أما الدكتور ربيع عبدالعاطي - القيادي بالمؤتمر الوطني -فقد أمّن على ما جاء في المذكرة التصحيحية غير أنه وصف ما حوته بأنه لا يتعدّى نسبة 1% من توصيات المؤتمر التنشيطي للحزب الذي عقد في الآونة الأخيرة. وقال إن المذكرة (تحدثت بروح ذلكم المؤتمر) ودعا إلى إنزال كافة توصيات المؤتمر التنشيطي على أرض الواقع. الوطن