منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    وزارة الصحة تلتقي الشركة المصرية السودانية لترتيب مشروعات صحية مشتركة    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وراء مشاركة قاسم السودان (الرئيس البشير) في قمة أنجمينا؟..
نشر في الراكوبة يوم 05 - 08 - 2010


مقدمة
أستعرضنا في الحلقة الأولي من هذه المقالة , أربعة من المخرجات المهمة لمشاركة الرئيس البشير قي قمة سين صاد ( انجمينا - الخميس 22 يوليو 2010 ) , كما يلي :
أولا :
أعتبرنا يوم الاربعاء الموافق 21 يوليو 2010 , يوما فارقأ ومفتاحيأ في سيرة ومسيرة محكمة الجنايات الدولية , أذ شهد ذلك اليوم دق اول مسمار في نعش هذه المحكمة الوليدة ! في ذلك اليوم وصل الرئيس البشير , الي دولة تشاد ، وعلي عنقه يتدلي امر قبض صادر من محكمة الجنايات الدولية , أو بالأحري من محكمة جنايات تشادية , كون دولة تشاد عضوأ اصيلأ وكاملأ في محكمة الجنايات الدولية . وصل الرئيس البشير سالمأ غانمأ , وبدون ان يتحرك البوليس التشادي للقبض عليه , وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ؟ مما يعد خرقأ فاضحأ لمسئوليات والتزامات دولة تشاد الدولية , وقبل ذلك لدستورها وقانونها الجنائي !
ثانيأ :
حسم المجتمع الدولي أمره علي عدم تفعيل فتوي محكمة الجنايات الدولية بأهدار دم الرئيس البشير , وتجميد تفعيل هذه الفتوي لما بعد بوم الاستفتاء , الاحد 9 يناير 2011 ! والا لالقت فرنسا القبض علي الرئيس البشير , بمجرد وصوله الي انجمينا !
ثالثأ :
في يوم الثلاثاء 20 يوليو 2010, تم ترحيل ثلاثة من اكبر قادة التمرد التشادي من دارفور الي الدوحة . في ذلك اليوم , اكد الرئيس دبي لصديقه الرئيس البشير بان المعارضة الدارفورية , من الان فصاعداً , قد اصبحت فص ملح وداب في تشاد . في ذلك اليوم , وبعد سماعه لتأكيدات الرئيس ديبي ، صرح الرئيس البشير بانه قد تم حسم تمرد حركة العدل والمساواة ؟ وعليهم اما : التسليم للمؤتمرنجية او مواجهة صحراء العتمور ؟ ذلك ان الصحاري التشادية اصبحت مقفولة في وجوههم ؟
في يوم الثلاثاء 20 يوليو 2010 , تمت درفرة قضية دارفور بواسطة نظام الانقاذ , والتركيز علي حلها محليأ ومن الداخل , وتهميش اي دور للمنابر الخارجية , وكذلك أي دور للحركات الدارفورية المعارضة الحاملة للسلاح !
وفي هذا السياق , وبطلب منه , سافر الرئيس البشير الي ليبيا يوم الأربعاء 4 اغسطس 2010 , في محاولة لأقناع وطلب دعم ومباركة ملك ملوك افريقيا , الذي أؤتي جماع الحكمة , وبلغ ذروة الخبرة , بعد مضى اربعين عاما ونيف على بقائه فى السلطة ، في خمسة أمور هي :
+ منع دكتور خليل ابراهيم , وعدم السماح له من أتخاذ ليبيا مركزأ ومنطلقأ لعملياته العسكرية في دارفور , بدلأ من تشاد .
+ أرغام دكتور خليل ابراهيم بعدم جدوي ونبذ مطالبته لخيار حق تقرير المصير لإقليمي دارفور وكردفان .
+ درفرة مشكلة دارفور , وابعادها من المنابر الخارجية , ومحاولة التركيز علي حلها داخليأ .
+ وبالتالي طرد قوات اليوناميد من دارفور في أو قبل غرة أغسطس 2011 , موعد انتهاء مهمتها الحالية في دارفور ! تماما كما طرد الرئيس دبي القوات الأممية من شرق تشاد في مارس 2010 !
+ الطلب من ملك ملوك افريقيا , التوسط لدي الشركات الامريكية العاملة في مجال العلاقات العامة في واشنطون , والتي تربطها عقود طويلة الأجل مع النظام الليبي ... التوسط لدي هذه الشركات لقبول تلميع صورة الرئيس عمر البشير وسط اللوبيات الصهيونية في امريكا , كما تفعل لتلميع صورة ملك ملوك افريقيا ! ذلك أن شركتين في لندن قد قبلتا ايرام عقد مع حكوة السودان , مقابل ثلاثة مليون دولار لكل عقد , لتقديم مشورات أعلامية تهدف لغسل سمعة الرئيس البشير من أدران تهم الابادات الجماعية , وجرائم الحرب , والجرائم ضد الأنسانية ! ويسعي الرئيس البشير لأبرام عقود مماثلة مع شركات أمريكية , أثبتت جدارتها , وسط اللوبيات الصهيونية في امريكا , في غسل سمعة ملك ملوك افريقبا العظيم !
رابعأ :
اشرنا الي لعبة الامم ! ومعاملة الرئيس دبي لسره وأبن عمومته دكتور خليل ابراهيم ( سنمار ؟ ) , حسب ما تقول به الاية 102 من سورة الاعراف :
( وما وجدنا لاكثرهم من عهد , وان وجدنا اكثرهم لفاسقين ) .
( 102 - الاعراف )
ونكمل استعراضنا في هذه الحلقة الثانية من المقال , لمخرجات مشاركة الرئيس البشير قي قمة سين صاد ( انجمينا - الخميس 22 يوليو 2010 ) , كما يلي :.
وتلك الأيام ؟
الرئيس ديبي تحت حماية الحامية العسكرية الفرنسية في تشاد ! الحامية التي افشلت هجوم قوات المعارضة التشادية علي انجمينا في فبراير عام 2008م ! هذه الحامية الفرنسية هي التي امدت قوات الدكتور خليل ابراهيم بالمعلومات المجمعة من القمر الصناعي , والتي مكنتها من الوصول من اطراف تشاد الشرقية , الي داخل ام درمان ( الفين كيلومتر ونيف من الاراضي الصحراوية المكشوفة ؟ ) دون ان تقطع طريقها , اي قوات امن سودانية ! ذلك ان تلك القوات السودانية كانت في حالة عمي كباسة معلوماتي أستخباراتي ! بينما كانت قوات دكتور خليل ابراهيم مبصرة , بفضل المعلومات الاستخباراتية التي كانت تمدها بها باستمرار , شعبة خاصة في الجيش التشادي , تتلقي هذه المعلومات من الحامية الفرنسية , وتمررها , بدورها , بلغة الزغاوة لقوات دكتور خليل الزاحفة .
ولكن أين نحن ألان من أيام شهر عسل غزوة أمدرمان ؟ فقد تبدلت الأدوار ! وصار حليف الامس عدو اليوم , وصار عدو الأمس حليف اليوم ؟
أصبح نظام الأنقاذ , وبتعليمات مباشرة من الرئيس البشير , يرسل ( السبت - اول اغسطس 2010 ) الطائرات المحملة بمواد الأغاثة والخيم والبطاطين , لأغاثة المتضررين من السيول والأمطار من التشاديين في شمال تشاد , وينسي ان يقوم بالمثل للسودانيين في طوكر وشمال بحر الغزال , الين تركتهم السيول والأمطار في العراء , بدون ماء , أو طعام , أو لحاف ؟
اصبح الرئيس البشير يؤثر التشاديين علي اهله السودانيين , الذين بهم أكثر من خصاصة ؟
هذه لعبة الأمم , يا هذا ؟
لتفهم الذي يجري امامك من افلام هندية ، انصحك ، يا هذا ، بالرجوع مرة أخري , الي الاية 102 من سورة الاعراف , المذكورة أعلاه !
وتلك الأيام ....
وكفي بنا حاسبين !
كما ذكرنا في الحلقة الأولي من هذه المقالة , فأن الرئيس البشير لم يكن في حاجة لاتخاذ اي تحوطات امنية في انجمينا , او في الطريق اليها , ومنها ! فالرئيس ساركوزي , بعد مشاورة اوباما , قد قرر عدم اختطاف طائرة الرئيس البشير ! وعدم القبض عليه في أنجمينا , وحمله مخفوراً الي لاهاي !
وذكرنا في الحلقة الاولي بعضأ من التحوطات الامنية العبثية , التي أتخذها الرئيس البشير , والتي لم يكن من داع لها , بعد الضمانات التي قدمها الرئيس ساركوزي , الحاكم بأمره في بلاد تشاد !
وثالثة الاثافي من مبكيات مضحكات التحوطات الامنية العبثية , ان طائرة الرئيس البشير كانت جاهزة للاقلاع طيلة فترة بقاء الرئيس البشير في انجمينا ... من مساء الاربعاء 21 يوليو 2010 الي مساء الجمعة 23 يوليو 2010 !
كانت مكنات طائرة الرئيس النفاثة تدور ( علي الفاضي , وبدون تعشيقة ) طيلة ال 50 ساعة التي قضاها الرئيس البشير في ارض انجمينا .
ذلك اجراء عبثي اخر ممعن في العبثية , لان مطار انجمينا تحت سيطرة الحامية العسكرية الفرنسية , ويمكنها ان تفعل فيه وبه ما تشاء , متي ما تشاء ؟
لم يكن هناك اي داع لاي تحوطات امنية , بعد ان اكد الجنرال غرايشون لمعالي الدكتور نافع , والرئيس ساركوزي للرئيس دبي , والرئيس دبي للرئيس البشير , سلامته ( الرئيس البشير ) ضد اي اختطاف لطائرته , خلال الفترة المتبقية لقدس الأقداس .
يمكنك , يا هذا , أن تتذكر كلمات الجنرال غرايشون الواضحة الفاضحة :
يمكن للرئيس البشير ان يطمئن ! فلن يهبشه هابش حتي مغيب شمس يوم الاحد 9 يناير 2011م !
وبعدها الحشاش يملأ شبكته !
ولم يفهم أسياس الكلام ؟
أختلي الرئيس أسياس افورقي , رئيس اريتريا , بصديقه الرئيس البشير في انجمينا , وقال له :
أخ عمر :
يحزنني أن يفقد السودان ثلاثة مواقع مفتاحية بعد يناير 2011 ! أكبر بلد عربي , اكبر بلد أفريقي , وعاشر أكبر بلد في العالم , من حيث المساحة !
نقول في أمثالنا الشعبية , أسال مجرب , ولا تسأل طبيب ! وتقولون في
أمثالكم الشعبية العاقل من أتعظ بأخطاء وخطايا غيره ! أسمع مني هذه النصيحة , فهي من مجرب , دفع ثمنأ لها اكثر من سبعين الف من قواده وجنوده , في حرب سنبلة , بيننا والأثيوبيين ( 1998 – 2000 ) !
ارجوك , ياأخ عمر , ان تحسم حسمأ قطعيأ كل واحدة من النقاط المختلف عليها بينكم وبين الحركة الشعبية , قبل عقد الأستفتاء ! أكرر قبل عقد الأستفتاء ! وبالاخص ترسيم الحدود , فهذه قنابل موقوتة سوف تنفجر في وجهك , وفي وجه الاخ سلفاكير , اذا لم يتم حسمها بصورة قطعية ومرضية للطرفين , قبل الأستفتاء !
سمعت أن مفوضية الإحصاء عندكم , قد أعلنت أن مسألة ترسيم الحدود لا يمكن انجازها قبل يناير 2011م ! وأن ما أنجز منها حاليأ يعادل أقل من 25% ؟ وحتى التي خضعت لتحكيم دولي , أي منطقة أبيي , فإن طرفا من طرفي النزاع ( قبيلة المسيرية ) رفض التحكيم الدولي , ومنع فريق الترسيم من عمله ! وعرفت أن الأختلاف المغتغت بينكم والحركة الشعبية , حول منطقة أبيي , ربما تصاعد , وأنفجر في مقبل الأيام !
الحركة الشعبية تصر علي إجراء الاستفتاء في مواعيده , حتى إذا لم يتم حسم النقاط الخلافية السابقة للاستفتاء واللاحقة له . بينما كان رأيكم خلاف ذلك.
ورأيكم هو الراي الصائب والصحيح , والذي يجب أن تصروا عليه , تحت كل الظروف !
تذكر إن اختلافنا مع أثيوبيا على منطقة واحدة جبلية وجرداء – بادمي الأرترية - قد أشعل الحرب بيننا منذ عام 1998م , وحتي تاريخه ! ومات مئات الالوف من قوادنا وجنودنا في ارض المعركة ! والأمر ما زال مستعصيا على الحل ! والحرب لا زالت مشتعلة بيننا ! والنظام الأثيوبي يحاول , بشتي الطرق , أسقاط نظامنا الشرعي . ومنطقة بادمي الأرترية اقل من عشر منطقة أبيي , وليس بها نقطة بترول واحدة , بل لا تجد فيها اي زرع , أو ضرع . منطقة جرداء , الأ من رحم ربي !
ثم تملي , يا اخ عمر , الخلاف على كشمير , الذي جعل التوتر بين الهند وباكستان مشتعلا ومستدامأ لدرجة التسلح النووي , استعدادا ليوم الحسم.
النقاط المختلف عليها بينكم والحركة الشعبية سوف تؤثر على الاستفتاء , وعلى قبولكما بنتائجه , وعلى تجديد الحرب , إن لم تعالج بصورة مجدية , وقطعية .وقبل عقد الأستفتاء ؟
لا تسمع كلام الاخ سلفاكير في هذه النقطة , ولا تهديدات الكاوبوي غرايشون ! وتذكر كلامي هذا جيدا !
حقأ أن ما بينكما من المشاكل النائمة حاليأ والقابلة للاشتعال ( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ( . !
تذكر , يا أخ عمر , قول حكيم أمتكم , وهو يستشهد بقول أكثر الفلاسفة إيمانا بحتميات التاريخ ... كارل ماركس :
المعرفة تمكن الإنسان من تجنب الحتميات .
وفي حالتكم , المعرفة , وتوافر الوعي والإرادة السياسية القوية , تجنب حتمية الأنفصال , وتفتيت بلاد السودان !
وفي هذا ما فيه من الخسران المبين.
وفي دينكم , إن الله سبحانه وتعالى , وضع كثيرا من مصائر الإنسان في يده , كما قال في الأية 11 من سورة الرعد :
( لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) !
أتمني من كل قلبي أن يتيسر لكم الماء للوضؤ , وتصلون جميعأ , مسلمين ومسيحيين , في رحاب خيار الوحدة المبصرة المستدامة !
وأذا تعذر الماء , لسبب قاهر , فأتمني ان تجدوا في الخيار الأسلامي الثاني , التيمم , مخرجأ ! وتصلون جميعأ , مسلمين ومسيحيين , في رحاب خيار الأنفصال الناعم غير المتربس ... أو كما قال حكيم امتكم توأمة بين كيانين دستوريين منفصليين ! وأياكم , أياكم من الخيار الثالث والكارثي ... الصلاة من غير وضؤ , ومن غير تيمم ... في ظلام الأنفصال العدائي ! ففي هذا الخيار المأساوي ما فيه من الخسران المبين!
وأسأل مجرب !
أما بخصوص دارفور , فانني لا زلت أري نيرانأ تنذر بشرر تحت الرماد ! وأذكرك , أخي عمر , بألبيات الشتوي الطويل الذي أمضته حركات التحرير الاريترية في نجفة في شمال شرق اريتريا قبل النصر النهائي ! مما يذكرني بالبيات الشتوي الذي دخلت فيه حاليأ حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان ! بيات شتوي له ما بعده ! لاننا لا نستطيع قهر أرادة الشعوب في تقرير مصيرها ! الخيار العسكري لا يبيد هذه الحركات التحريرية , كما لا تستطيع أبادة الظل بأهالة التراب عليه ؟ ولك في تجربة الحركة الشعبية خير مثال ! من كان يحلم في أغسطس 1991 قبولكم بمبدأ حق تقرير المصير للجنوب عندما صدعت به لأول مرة مجموعة الناصر (لام اكول ، رياك مشار وغوردون كونغ ) ؟
وتذكر كلمات حكيم أمتكم :
إذا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ
أطرق الرئيس البشير مليأ , قبل ان يسأل نفسه , بصوت عال , سبعة أسئلة مفتاحية :
شكرأ يا اخ أسياس . ولكن ...
+ ولكن هل أقبل بأقامة الشريعة والدولة الأسلامية في شمال السودان فقط وحصريأ , علي حساب تفتيت بلاد السودان , والتخلص من عكننة الجنوب وما تجره من مواجهات ضد الادارة الأمريكية المسيحية ( المجتمع الدولي ) ؟
+ هل أموص وأشرب موية الفتوي التي أصدرها في يناير 2010 خمسون من العلماء الأجلاء , المتبحرون في أمور الدين , والتي كفروا فيها الدعوة لتقرير المصير؟
هل أستبيح كل محظورات الدين الاسلامي الحنيف ؟
+ هل اقبل ان أتحمل المسئولية الوطنية ً والتاريخية ً عن انفصال الجنوب , وما يتبعه من تداعيات خطيرة , ومطالبات بالأنفصال من نوبة الجبال , وانقسنا الفونج , وأفارقة دارفور , وربما هدندوة شرق السودان ؟
+ هل عندما يقع صحن الصيني من عل , ينقسم الي قسمين , أم يتفتت الي عدة أجزاء ؟
+ هل تذهب أرواح عشرين الف ختم عبيد سنبلة ؟
+ هل تقبل لي , يا أخ أسياس , أن يعيرني التاريخ ب قاسم السودان ؟
+ هل يمكنني أن أقبل , بضمير مرتاح , بعقد الأستفتاء في مواعيده , أو في اي مواعيد غيرها , وحتي لو حسمنا النقاط العالقة ؟
ولم يفهم أسياس الكلام ؟
بلاد قراقوش :
تدعي جريدة لوموند ان الرئيس ديبي صاحب نزوات , ومتقلب المزاج ! ثم انه الفرعون الحصري في انجمينا , والكل موظفين عنده , ويسمعون كلامه , دون مراجعة ! بعكس نظام الانقاذ الذي يحمل سمات بعض المؤسسية ! تشاد البرنجي نمرة اتنين في قائمة الدول الفاشلة , بعد البرنجي نمرة واحد , الصومال , وقبل البرنجي نمرة تلاتة , السودان ! وأبئس بها من رفقة ؟
وعليه تخلص جريدة لوموند الي ان فترة ال 20 اسبوعأ القادمة , وحتي يوم الأحد 9 يناير 2011, سوف تكون استراحة محارب , بين المكسر وخائب الرجاء ( تشاد والسودان ) , قبل ان تبدأ ساقية الحرابة في الدوران من جديد , لنزوات الرئيس ديبي , التي لا يمكن التكهن بها .
كما تذكر جريدة لوموند النهب المسلح الذي تمارسه قوات ديبي العسكرية في شرق تشاد بين اللاجئين الدارفوريين (270 الف ) والنازحين التشاديين (170 الف) دون وازع . وحتي دون ان ينزعوا بزاتهم العسكرية , التي تفضح انتمائهم للجيش التشادي ؟ ولذلك لم يقبل الجيش التشادي اي وجود للقوات الاممية في هذه المنطقة , حتي يسرح ويمرح في معذبي دارفور وتشاد , دون رقيب او حسيب . وليس علي الرئيس ديبي سوي ارضاء جنوده الناهبين المسلحين , ليضمن بقائه في السلطة ! او كما تقول جريدة لوموند العارفة للامور ؟
تلك بلاد قراقوش , بل أضل سبيلأ ؟
يتبع في الحلقة الثالثة اسرار وراء عدم مشاركة الرئيس البشير في قمة كمبالا ؟
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.