مشغولة بهموم وطنها سورية وهموم الوطن العربي عامة لأنها تراه واحداً. شهد برمدا متريثة في تقديم أي عمل جديد بانتظار جلاء الأحوال. لكنها تعد لأسطوانة على نار هادئة. في الحوار معها ينبئ حضورها بهدوء وثقة بالنفس. فهي تستند إلى دراسة فنية طويلة، وإلى صوت مشهود له بقدراته وحنانه. مع شهد برمدا كان هذا الحوار: * بعد أسطوانة 'بعد اللي صار' هل لنا أن نسأل أين هي شهد برمدا الآن؟ *في الحقيقة نزلت الأسطوانة وتمّ تصوير هذه الأغنية وكان مفترضاً تصوير أكثر من أغنية لكن الكثير من الظروف حالت دون هذا الهدف. والظرف الأكثر تأثيراً هو وضع سورية الحالي. ونحن في حالة تريث حتى تهدأ الأمور، بعدها أكون مع أسطوانة جديدة. * ألم يكن منطقياً أن تكون لك أغنية منفردة بين أسطوانة وأخرى؟ *كان المشروع وارداً إنما الأوضاع العامة حالت دون ذلك ليس في سورية وحسب، بل في أكثر من مكان في الوطن العربي الذي أعتبره وطناً واحداً. * كم ترك هذا الواقع أثره على مسيرتك الفنية؟ *أؤمن دائماً بالآية القرآنية 'لا تكرهوا شيئاً لعله خيراً لكم'. إيماني كبير بالله ومنه أطلب أن يختار لي الأمور في وقتها الصحيح وفي مكانها الصحيح. * بلغنا أنك جددت أغنية لجورج وسوف؟ *سلطان الطرب جورج وسوف أهداني أغنيته 'ليه تهربي' والتي تعود لعام 2000. وقد سجلتها بإنتظار أن يوافق على التسجيل بعد أن يتعافى. فهو حين سمعني أدندنها في إحدى السهرات طلب غناءها مني، فهو غناها ونسي إحدى كلماتها وذكرته بها. وحين غنيت 'ليه تهربي' جنّ أبو وديع من حسن أدائي لها وأهداني إياها مع تصويرها فيديو كليب. * وهل تبحثين عن أغنيات جديدة لأسطوانتك الثانية؟ *أنا الآن في بيروت للإستماع إلى أغنيات من أكثر من ملحن. وآمل أن تكون لي أغنية منفردة في وقت قريب. * في الإعداد للأسطوانة الثانية هل ستكونين مع غلبة لألحان سمير صفير كما في الأسطوانة الأولى؟ *سيكون له حضور مميز. كما أني سوف أتعاون مع أكثر من ملحن سمعت لهم الكثير من الألحان الناجحة في السنتين الماضيتين. في الأسطوانة المقبلة سنكون مع ملحنين من مصر وسورية ولبنان. الأسطوانة المقبلة ستكون مدروسة أكثر من الأولى. * سمير صفير مستشارك الفني فهل هو دائماً على حق؟ *ثقتي به كبيرة. وما من إنسان لا يخطئ. ملاحظتي حتى الآن أن سمير صفير لم يقل أمراً غير صحيح بالنسبة لي. أثق به جداً. والأهم أن أثق بإحساسي قبل كل شيء. وأكيد خبرة سمير صفير الفنية والإنسانية الكبيرة مفيدة لي. لهذا يجب أن أثق به. * قبل نجوميتك كان حلمك الغناء من ألحانه. هل لا يزال الشغف على حاله؟ *طبعاً. هو شغف دائم. سمير صفير ليس إنساناً روتينياً لا في عمله ولا في حياته. دائماً يحتفظ بعنصر المفاجأة الجميلة. حلمي تحقق أكيد. لكني أعيش تشويقاً وحماساً لسماع جديد من سمير صفير. كما أتحمس لردّة فعله بكل ما له علاقة بفني. من خلال مجالسته أجني الفائدة على الدوام. وهذا أجمل من تحقيق الحلم. * وصفك سمير صفير بنجمة المستقبل فمتى سيكون هذا المستقبل أمامنا؟ *دائماً نتفاءل بأنه مستقبل قريب. لكن ثمة ظروف تكون مؤثرة، كما في الحياة أولويات. عندما يقرر الله تحقيق نجوميتي ستكون. وأنا دائماً أطلب من الله ما هو خيري وخير من حولي. ليس لدي مشكلة لا مع التأخير ولا مع التمهل في المسيرة. أهتم بالطريق والخطوات الصحيحة. وأن أصل لما أريده مع حفاظي على مستوى فني راقي. * غرامك بموشحات وأدوار صالح عبد الحي هل ستدفعك لتجديد أحدى أغنياته؟ *طبعاً. وليس صالح عبد الحي فقط بل سأجدد أغنيات لغيره من عمالقة الفن العربي. هناك عمالقة مع الأسف لديهم الكثير من الموشحات والأدوار غير المعروفة. وأهتم جداً بتجديدها ليتمكن الجيل الجديد من سماع القليل من الأصالة والتراث الفني. هذه الأغنيات يجب أن تُسمع تماماً كما سماع أغنيات البيتلز ومايكل جاكسون أو ألفس برسلي. الجيل الحالي يسمع هذا التراث الغربي وكذلك يجب أن نطلعه على التراث العربي في الغناء. *بعد خمس سنوات من سوبر ستار هل لا تزالين تحتاجين لمن لديهم خبرة كما كنت في بداياتك؟ *طبعاً أحتاج الدعم على الدوام. أسأل وأستشير ولا أتشبث برأي. خبرة من هم أكبر حاجة دائمة عندي، وفي أحيان قد أحتاج خبرة من هم أصغر مني. *كم بلغت من الشهرة حتى الآن؟ *جيد ما أنا فيه. اسمي ارتبط بما أغني وبما أملك من قدرات. وهذا ما يكبر مع اسمي. لست أهتم بأن أكون شهد المطربة، بل أهتم بأسباب ومسببات الشهرة. *وماذا يقول لك ما وصلته؟ * ما من إنسان يضيع تعبه هباءً. وما من هدية حقيقية من رب العالمين إلا وتأخذ حقها إن عرفنا رسم طريقها والحفاظ عليها. *ما هي المميزات التي تحبينها في شخصية شهد الفنانة والإنسانة؟ *سواء كنت إنسانة أو فنانة أنا شخص مرهف الإحساس. أولي عنايتي للتفاصيل التي هي عبارة عن جزيئات وذرّات عندما تلتقي تشكل ما هو مهم. وفي الوقت نفسه أنا بوجه واحد. لا أخاف من كلمة الحق التي أنطق بها. ولا أهرب من أن يكون لي موقف. *وما هي السلبيات التي ترغبين بتعديلها في شخصية شهد الفنانة والإنسانة؟ *إنها المزاجية. أحاول قدر الإمكان التخلص منها. *كصبية أين قيّدك الفن؟ *أكيد في حياتي الخاصة. حتى لو قلت سوف أعيش حياتي بشكل طبيعي كما أي إنسان فهذا لن يريحني كما شقيقتي مثلاً. حتى شقيقاتي مقيدات لأجلي. أي إنسان يسلط عليه الضوء يكون مقيداً. كل ما أعجز عن القيام به في الخارج أقوم به في منزلي. للشهرة ضريبتها. *لا تعيشين عمرك مطلقاً؟ *لم أعشه مرة في حياتي. منذ طفولتي كنت أكبر من عمري. أحياناً يزعجني هذا لكني أعود لتفضيل حياة الشهرة لا عيش اللحظة. كل ما نختاره في هذه الحياة له ضريبة. ضريبة الفن أن أكون مع أجواء أكبر من عمري ومع ناس أكبر قدراً مني. قدري أن أتلقى الصدمات مبكراً، كذلك أن أجرح باكراً، وأبكي باكراً. إنما حياتي كانت باختياري وكسباً لحلمي بالغناء. *تخرجت من المعهد العربي ومن معهد حلب للموسيقى هل لا زلت تتابعين الدراسة الفنية؟ *لم أصدق لحظة تخرجي ولست بشوق لمزيد من الدراسة الفنية. أدرس ما هو جديد غير الموسيقى. منذ أكثر من سنة وأنا أدرس الرقص اللاتيني والكلاسيكي. وعندما أكون في حالة ضيق أو في فرح غامر يعيدني الرقص إلى توازني خاصة عندما أرقص مع محترف كما أستاذي جيرو كزاجيان ومن خلالكم أتوجه له بالشكر. وهو مسؤول فرقة الشهباء للرقص وهي مثلت سورية وحققت نجاحاً باهراً. القدس العربي