**هنالك مجموعة من الأصوات الغنائية الشابة بالساحة الفنية تمتلك إمكانيات متميزة وتقدم في كثير من الأحيان أعمال غنائية لا بأس بها ولكنها تفتقد لمن يوجهها ويسير بها في الاتجاه الصحيح, ويحولها من حالة التوهان بين الجيد والسيء التي يعاني منها مجموعة من المطربين خلال السنوات الماضية. **المطرب الشاب طه سليمان حظي بقبول وقاعدة جماهيرية لا يستهان بها وسط أبناء هذا الجيل وقد مدح مقدراته الفنية عدد من الفنانين العمالقة على رأسم المطرب العملاق محمد وردي والذي عرف بعدم مجاملته في الفن وله آراء واضحة وصريحة في كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الشأن الفني وتطوير الغناء السوداني. **رأى وردي وغيره من المطربين في طه يجب ألا يمر عليه مرور الكرام وعلى طه أن يتوقف كثيراً عند تلك الآراء حتى يبتعد عن النقد العنيف الذي يواجهه كلما قدم عملاً جديداً لا يشبه ما يتمتع به من إمكانيات فنية تؤهله ليكون النجم الأول في سماء الأغنية الشبابية كفنان متميز وتجربة فنية لا يستهان بها. **يتميز طه سليمان بذكاء كبير في طرح نفسه كمطرب في الساحة الفنية والدليل على ذلك الرواج الذي تجده أعماله الغنائية التي يقدمها من فترة إلى أخرى سواء اتفق أو اختلف معه النقاد, فهو رغم ما يقدم في كثير من الأحيان إلا أنه قادر على توصيل أعماله حتى تتصدر أي أغنية له حفلات الأعراس والمناسبات الخاصة الأخرى. **وفي الفترة الماضية أثار طه جدلاً ونقاشاً حاداً في الأوساط الفنية واختلف الناس بين مؤيد له ومختلف وناقد بشدة لأغنية (جنايا البريدو) والتي قدمها بمصاحبة الدلوكة و(كورس) من النساء. **أستغرب كثيراً لحال طه هل هو معجب بهذه الضجة التي يحدثها من وقت لآخر وعادة ما تسلط عليه أقلام النقاد الحادة, يجب على طه أن يعلم أن رواج الفنان بأعمال دون المستوى أو لا تشبهه لا يعد نجاحاً لتجربته الفنية, بل يسجل كنقاط سوداء في رصيده الفني تخصم منه كثيرا, وتخلق في العقل الباطن للمتلقي صورة ذهنية محددة عنه قد يكون من الصعب إزالتها. **إذا نظرنا إلى الجانب الآخر من الأعمال الجيدة التي يقدمها طه نجد أنه أفلح كثيرا في تقديمها ونالت قبولا وانتشارا واسعا مثل أغنية (أنا عايز أعيش) وكذلك أغنية (سائلين عليك), نتمنى أن ينتبه طه للنصف الجميل في تجربته فهو مهما يقال عنه فنان مؤثر في الساحة الفنية حاليا, لذا ندعوه لأن يستخدم ذكاءه فيما يفيد تجربته ولا يخصم منها ليظل اسمه خالداً مثله مثل جيل العمالقة وجيل فنان الشباب محمود عبد العزيز. الاحداث