القاهرة (رويترز) - شارك ألوف من ألتراس النادي الاهلي المصري يوم الاربعاء في مسيرة حاشدة بالقاهرة بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 70 زميلا لهم عقب مبارة لكرة القدم لعبها فريقهم في مدينة بورسعيد الساحلية أمام فريق النادي المصري صاحب الارض. وأُصيب أيضا في أكبر كارثة تشهدها الملاعب المصرية الى الآن مئات المشجعين فيما قال سياسيون ونشطاء ان الاعتداء شارك فيه بلطجية وانه مؤامرة دبرت ردا على مشاركة ألوف الالتراس في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير العام الماضي وأسقطت الرئيس حسني مبارك وردا كذلك على مشاركتهم في احتجاجات بعضها عنيف خلال الشهور الماضية. وقال رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري بعد الكارثة في بورسعيد انه قبل استقالة محافظ بورسعيد وأوقف مدير الامن ومدير المباحث الجنائية عن العمل وأحال الثلاثة الى التحقيق كما حل الاتحاد المصري لكرة القدم وأحال أفراده الى التحقيق. وبدأت المسيرة من أمام النادي الاهلي لتصل الى دار القضاء العالي الذي يضم مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذي يقول مشجعون وسياسيون أيضا انه لا يجري تحقيقات عادلة وسريعة في كثير من القضايا التي تتصل بعصر مبارك لكن نادي القضاة ومجلس القضاء الاعلى ينكران الاتهامات ويدينانها. وبعد وصول المسيرة الى دار القضاء العالي الذي يضم محكمة النقض ومحكمة استئناف القاهرة ومحاكم أخرى رفع المشاركون لافتة بعرض شارع 26 يوليو الذي توقف فيه المرور وعليها كلمة واحدة "القصاص". وهتفوا وقد أضاءوا المكان بأضواء حمراء من ألعاب نارية معهم "يسقط يسقط حكم العسكر مصر دولة مش معسكر" في إشارة الى إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد لفترة انتقالية ستنتهي منتصف العام و"يا سيادة النائب العام أم الشهيد مش عارفة تنام" و"ثوار أحرار هنكمل المشوار" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم". ولدى بدء المسيرة هتف المشاركون الذين ارتدى معظمهم قمصانا حمراء بلون قمصان فريق الاهلي "حرية" ورفعوا لافتات كتبت على احداها عبارة "المجد للشهداء الالتراس الاهلاوي". كما رفعوا علم مصر وأعلام النادي الاهلي أحد أكبر ناديين في مصر والآخر هو نادي الزمالك. وقال محمد عيد (20 عاما) وهو طالب جامعي ومن ألتراس الزمالك "جئت من أجل شهداء بورسعيد وشهداء 25 يناير وكل شهداء مصر." وأضاف "هدفنا الاساسي هو إقالة النائب العام لانه متواطيء ومتباطيء." وقال عماد عبد الله (51 عاما) صاحب شركة وكان يبكي "علمت بالمسيرة أمس وجئت معهم من النادي الاهلي. لا بد أن يثبت النائب العام حق هؤلاء الشباب وأن تصدر أحكام بالاعدام على الفاعلين." وقال حسام علي (24 عاما) الذي كسرت ذراعه في الهجوم "الجيش والشرطة كانوا يتفرجون علينا ونحن نتعرض للاعتداء." واحتجاجا على أحداث بورسعيد نظم ألوف النشطاء مظاهرات في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية الشهر الماضي تحولت الى أعمال عنف أسفرت عن مقتل عشرة نشطاء وإصابة مئات آخرين. وقتل ستة نشطاء في احتجاجات مماثلة في مدينة السويس شرقي القاهرة. وكلف مجلس الشعب لجنة لتقصي الحقائق منبثقة عنه بزيارة بورسعيد وكشف أبعاد الحادث وقدمت تقريرا مبدئيا وجه اللوم الى الشرطة وطالب بمساءلة وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم يوسف. وطالب أعضاء في المجلس باقالة الوزير الذي يقول ان الحالة المعنوية لقوات الامن منخفضة منذ الانتفاضة التي كان من شأنها محاكمة عدد من ضباط الشرطة. وبعد ساعات من تنظيم المسيرة والتظاهر أمام دار القضاء العالي انصرف المشاركون في هدوء. ولم يكن هناك وجود لقوات الامن في أي وقت خلال أي من المسيرة أو المظاهرة