تطورت تكنولوجيا عالم أشرطة (الكاسيت) فتحولت الى (سيديهات وفلاشات وذواكر) وغيرها من الوسائط الحديثة، وسابقا كانت (الاشرطة) هي ملكة عرش (الاستديوهات)، ولكنها الآن صارت حضارة (بائدة) بعد أن سادت لسنوات عديدة فودعها مستخدموها حين ذهبوا الى عالم ملئ بالاجهزة المتطورة بداية ب(الموبايل والسيديهات والام بي ثري وجهاز اللابتوب) وصاروا ينظرون الى (الأشرطة) على انها شئ (تقليدي) ويسخرون من كل من يستخدمها في زمن (العولمة).. فالعالم ودع اشرطة الكاسيت بعد ظهور الجديد منتصف الالفية الثالثة وظلت بعض محلات (الاشرطة) الشهيرة في اسواق العاصمة المثلثة بعضها مغلق وأخرى استبدلها اصحابها لبيع اجهزة التكنولوجيا الحديثة وبعضهم (صوالين حلاقة). وتحسر صاحب ستديو(وديان) بالسوق العربي على حركة البيع في السابق، وعزا عدم البيع الى ظهور(الوسائط) الحديثة قبل سنوات والتي افلست بسببها الكثير من الشركات واغلقت ابوابها.. وقال: (زمان) حينما ينزل (شريط) جديد في السوق تجد المحلات مزدحمة بالمشترين ومعجبي الفنان الذي طلع البومه الى السوق والبيع يكون عاليا والربح كبيرا وتنفد الكميات بسرعة لأن الشخص احيانا يشتري بكميات واذا حضر لشراء شريط معين يمكن ان يشتري آخر.. وقال: لا احد منا يشكو الكساد (الحاصل) الآن ومهما روجنا للالبوم لا يجد الاهتمام لان الناس اعتمدوا على ذاكرة الهاتف والتي تحمل اكبر عدد من الاغنيات العربية والسودانية و الهواتف بأنواعها المختلفة تحمل كل ما يحتاجون اليه من (دراما ونكات واغنيات وحلمنتيش).. ويضيف نادرالطيب (صاحب محل نادر) للكاسيت والاسطوانات: مع ظهور الم بي ثري والذاكرة انخفض الطلب على اشرطة الكاسيت والناس تركت الاستماع للاجهزة واصبحت تستمع للموبايل عن طريق الذاكرة، واضاف: هذا لا يعني ان الشريط توقف تماماً فلا بديل للشريط لأنه في رأيي هو مثل الكتاب ، أما الذاكرة فهي سرعان ما تحذف لا تصلح لحفظ البيانات بصورة مستدامة ،واستعمال الشريط نوع من الثقافة والتوثيق لفترات طويلة.. واشار الى ان الناس بدأوا يرجعون للشريط نسبة لأنه يحفظ المادة لفترة طويلة و يحمل في طياته الحق الادبي والفني بالنسبة للملحن والشاعر .. وقال:هذه التقنية الحديثة اثرت سلباً على سوق الكاسيت ونرجو ان يعود الشريط لهيبته القديمة. يقول مدير المبيعات لإحدى كبريات الشركات في سوق الانتاج الفني : ان سوق (الكاسيت) شبه تلاشى والكاسيت باعتباره ثقافة او وسيلة لنشر اغنية اصبح لا وجود له وكان في حقبة التسعينيات في قمة المجد وبعد ذلك بدأ يتدهور والآن المحلات المفتوحة هي محافظة على شكلها سواء كانت شركات او محلات ولا توجد تجارة وحتى الاستديوهات المتخصصة في عملية الانتاج الفني اصبحت بلا عمل مما ادى لتدهور سوقها.. وقال: عموما هناك اسباب اخرى ادت الى تراجع سوق(الكاسيت) منها عدم الرقابة على المنتج وكذلك ارتفاع سعر الانتاج بمراحله المختلفة من طباعة وغيرها وكل المحلات التي تطبع الاشرطة تستعمل (الفلاش) لحفظ المنتج ، كما ان الدور الذي تلعبه الاذاعات والقنوات المختلفة كذلك اثرت على سوق الكاسيت. الراي العام