(1) أهو احتفال بمرور مائة عام على السينما السودانية أم هو بكاء على ما كان وإلى الحال الذي وصلت اليه السينما في السودان التي كان من الممكن ان تحقق النجاح وتجد أفلامنا مكانا في هوليود الشرق والغرب ونحصل على جوائز المهرجانات العالمية ولكن القصور في سياسات الحكومة المتمثلة في أجهزتها المتعلقة بالانتاج السنمائي بجانب القطاع الخاص الذي اعتبر الخوض في الانتاج السنمائي مغامرة غير مضمونة وهذا مع وجود كثير من العقبات أوصلت السينما السودانية إلى هذا النفق المظلم (2) عندما نال السودان استقلاله في العام 1956 م كان به ثلاثون داراً للعرض السينمائي وقد طرح السينمائيون السودانيون في عام 67 م شعارا وهو الفكر بدلا عن الاثارة ليتم بعدها تأسيس نادي للسينما ليغادر عدد منهم بعدها إلى خارج السودان من اجل الاستزادة من العلم والمعرفة لتظهر بدايات جادة للسينما التسجيلية التي تم التركيز عليها دون الروائية حيث قدم فيلم الطفولة المشردة والذي سعى إلى معالجة الاطفال النازحين من الريف إلى المدينة، ولكن للاسف لم يستمر هذا المشروع كثيرا إذ وقفت أمامه عقبات التمويل وبما ان الدولة كانت تأتي بالافلام الهندية والاجنبية والعربية لأنه ربما لم تكن تكلفها كثيرا وبذلك نجدها أسهمت في موت السينما السودانية (3) تحتفظ الذاكرة بأفلام سينمائية حققت النجاح في السبعينات ونذكر منها فيلم الضريح وهو من الافلام السينمائية القصيرة الذي نال ذهبية في مهرجان القاهرة للافلام القصيرة في العام 1970 م وفيلم الارض تدور نال هو الاخر ذهبية ولكن من مهرجان موسكو في العام 1979م وفي مهرجان كان حاز فيلم الجمل على جائزة النقاد وتم بعد ذلك انتاج عدد من الافلام منها عرس الزين عن قصة الاديب الطيب صالح وهو انتاج واخراج كويتي ..وبركة الشيخ لتتوقف بعدها السينما السودانية ولم تعد سوى ذكرى تثير الشجون في النفس مع اجترار الذكريات المؤلمة واحاديث مكررة عن الاسباب التي ادت إلى وقوفها دون ان تلوح في الافق بارقة امل بأن ينصلح حالها فتعود السينما تبصر في السودان من جديد والى ان تأتي تلك اللحظة هلا تركتم يا سادتي النواح على ما مضى الاحداث