عند الاستجابة إلى النصائح الطبية والنفسية، التي تؤكد على أهمية الرياضة في صحتنا الجسدية والعقلية، علينا التفكير جيداً قبل اختيار الرياضة التي سنمارسها. بحيث نختار واحدةً نرغب حقاً بممارستها، ولا نشعر وكأننا مرغمون عليها. فالاستمتاع بالرياضة يؤمن لنا الاستفادة منها، ويضمن لنا الاستمرارية ببرنامجنا الرياضي. فلا ينجح كثيرون في متابعة برنامجهم الرياضي مع أنهم يعرفون تماماً أهميته لصحتهم الجسدية والنفسية. ويمتلكون القدرة على المتابعة، لكن المشكلة تكمن ببساطة في أنهم لا يتمتعون بها. كل واحدٍ منا يختار الرياضة التي تناسبه وتشبه طبيعة شخصيته، إنه في ممارسته لها يعكس جزءاً كبيراً من طبائعه، ويوفّر لنفسه مساحةً آمنة يلقي فيها متاعبه ويسترد قدرته على الحياة من جديد. فالأشخاص الذين يتمتعون بالهدوء في كلامهم وتصرفاتهم يومياً، يسعون وراء المرونة واستقرار جسدهم، وأي رياضة تنمي لهم ثقتهم بأنفسهم، يفضلون النشاطات المعتدلة والتي لا تتطلب مجهوداً عضلياً قاسياً. لذلك نجدهم دائماً في أحضان الطبيعة يمارسون بعض الرياضات التأملية وأحياناً يذهبون للتجديف بالقارب والاستلقاء على الرمال أو على المرتفعات. وما يعنيهم من الرياضة بالدرجة الأولى الاستمتاع والاسترخاء، فهذه الاستفادة التي يريدونها. أما من يشارك في المسابقات والنشاطات المنظمة بشكلٍ دوريّ، ويذهب إلى الرحلات الاستكشافية ليشارك ببعض المغامرات، وينتمي إلى ما يسمى بالنوع المغامر الذي يفضّل الشمس والهواء في كل رياضاته، فيدمج تمارين الشد وتقوية العضلات بألعاب الهواء الطلق. وغالباً ما يمارس ركوب الخيل أو الدراجات وتسلق الجبال والسباحة إلى جانب الجري لمسافات طويلة. ممارسة رياضات تشبهنا بتصرفاتنا وتفكيرنا، تجعل أصحاب الشخصيات القوية المفعمين بالطاقة يستمتعون برياضة التحدي. حتى لو كان التحدي بينهم وبين أنفسهم. وهو ما يجعلهم مقتنين لأجهزة رياضية داخل منازلهم مع أنهم يترددون على المراكز الرياضية يومياً. وفي المنزل قد يشركون بعض الأصدقاء في تمارينهم حتى يزيدوا من الجو الحماسي والتنافسي. وأكثر ما يلبي رغبة هذا النوع من الشخصيات، رفع الأثقال والركض وبعض أجهزة اللياقة. بحيث يتركون كل مشاكلهم اليومية أياً كانت وراء ظهورهمن ويستمتعون فقط باللهيب يسري في عضلاتهم وبتدفق الدم في كل مكان بجسدهم. وأما اليوغا، فيمارسها النوع الروحاني وينتمي إليه كل باحثٍ عن التواصل بين جسده وروحه. بالإضافة إلى الاستمتاع بالسباحة، خاصةً عندما يلامس الماء كل نقطة من الجسد. وعند التدريب يختلي هؤلاء الأشخاص بأنفسهم، حتى يستطيعوا الإصغاء جيداً إلى أصواتهم الروحية. فأي مشاركة من أي طرف قد تفقدهم التركيز الذي هو وسيلتهم الوحيدة. ويدخل الغذاء في البرنامج الرياضي للروحانيين، إنهم يأكلون كل ما هو طبيعي وصحي ويبتعدون عن كل ما لوثته يد الإنسان المعاصر. لا نستطيع حصر كل الصفات الإنسانية وتصنيفها ضمن أنواع قليلة. فالناس أحياناً يجمعون بين عدة أنواع، كالجمع بين الهدوء وقوة الشخصية. أو بين الروحانية وشغف المغامرة. دائماً هناك تصنيفات جديدة بناءً على معايير أخرى مختلفة، مثلاً يظهر لدينا النوع المتنوع الذي يتمرن بشكلٍ جماعي ومع ذلك فهو لا يتخلى عن متعة التمرين وحده. يمارس رفع الأثقال ويتزلج على الأمواج ويركب الدراجات وفي الوقت نفسه يشارك في رحلات جماعية للمشي في أحضان الطبيعة. حتى أن التنوع ينصح به الاختصاصيون كونه يمنع الملل، فمن الممكن أن نبدل بين رياضةٍ وأخرى حسب الرغبة وحسب الحاجة، الأمر الذي يؤدي إلى الاستمتاع والفائدة.