في ظل المواقف الرافضة لقراره الأخير والمنددة بما اعتبرته تقسيماً لليبيا، أكد الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي، رئيس ما بات يُعرف ب"مجلس إقليم برقة"، أن القرار الذي اتخذه الاثنين الماضي ساسة ورجال قبائل منطقة برقة شرقي البلاد، بإعلانها “إقليماً فدرالياً اتحادياً"، نهائي لا رجعة فيه. وشدد السنوسي أمس على أن المجلس “لن يتحاور مع أي طرف، إلا في إطار الفدرالية"، نافياً الاتهامات التي وجهها رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل بأن إعلان برقة إقليماً فدرالياً مؤامرة على ليبيا تهدف إلى تقسيمها، وأن هناك بعض الدول العربية دفعها تخوفها من انتقال الثورات إليها لدعم تلك الخطوة، مؤكداً: “نحن لسنا دعاة انفصال، ولسنا أتباعاً لأي دولة كانت". وقلّل السنوسي من تهديد عبدالجليل باستخدام القوة لمنع التقسيم، قائلاً: “هو أصلاً ليس عنده قوة لكي يسيطر على ما يحدث في طرابلس أو على المدن الغربية التي يحدث فيها قتال من حين لآخر بين قبائلها، بينما المنطقة الشرقية مستقرة وهادئة، وليس هناك أي قتال بين قبائلها في كل حدودها". ونفى السنوسي أن تكون قرابته للملك الراحل إدريس السنوسي هي بداية لعودة النظام الملكي إلى ليبيا في ثوب جديد. كما نفى أن يكون الهدف من إعلان إقليم برقة السيطرة على حصيلة الموارد الطبيعية الموجودة في الإقليم وفي مقدمتها موارد حقول النفط. وأوضح: “نحن لن نتفاوض مع شركات النفط الموجودة لدينا أو أي شيء من هذا القبيل، هذا أمر يخص الحكومة المركزية ولا يخص منطقة برقة". في المقابل، حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس الأول، من أن إعلان منطقة برقة “إقليماً فدرالياً اتحادياً" هو “بداية لتقسيم ليبيا" و"ابتعاد عن شرع الله"، محمّلاً الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات. في غضون ذلك، التقى رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالرحيم الكيب في نيويورك أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وعبّر الكيب، الذي شارك في إحدى جلسات مجلس الأمن، عن ترحيب بلاده بانخراط واشنطن في عملية إعادة إعمار ليبيا، في حين تمنت كلينتون أن يشارك الشعب الليبي في الانتخابات الوطنية المتوقّع إجراؤها في نهاية شهر يونيو المقبل، ويعبّر عن رأيه بكثافة في صناديق الاقتراع. من جهة ثانية، أعلن الثوار في عدد من المناطق الليبية أمس، تسليم المنافذ البرية والبحرية والجوية التي يسيطرون عليها للحكومة الانتقالية، بينما أعلن عدد منهم الانضواء تحت لواء الجيش الليبي. (طرابلس – أ ف ب، رويترز) مليشيات ليبية تعلن استعدادها لتسليم مواقع هامة للسلطات اعلنت مليشيات ليبية مسلحة ساهمت في اسقاط نظام القذافي الخميس انها على استعداد لتسليم السلطات المركزية المؤقتة مواقع استراتيجية كانت سيطرت عليها اثناء الثورة ضمنها مطار طرابلس. جاءت هذه التصريحات في اليوم الاخير من مؤتمر نظم في مصراتة اعلن خلاله الميثاق الوطني الذي يراد له ان يكون قاعدة المجلس التأسيسي الذي من المقرر انتخاب اعضائه في حزيران/يونيو لوضع دستور جديد لليبيا. ولا تزال العديد من الواقع الهامة مثل مطار طرابلس ومبان رسمية تحت سيطرة كتائب "الثوار" التي تفرض سيطرتها على العديد من مناطق البلاد. ويسيطر ثوار الزنتان على مطار طرابلس. وقالوا في بيان لهم هذا الاسبوع انهم "على استعداد لتسليم" المطار للسلطات الانتقالية، دون تحديد موعد للتسليم. وخلال مؤتمر صحفي في مصراتة قال مسؤولو مليشيات وزعماء قبائل إن رجالهم على استعداد لتسليم الحواجز التي يسيطرون عليها عند الحدود الجنوبية ومطار وادي الشاطىء قرب سبها ،كبرى مدن الجنوب، وايضا كل نقاط التفتيش في مداخل مصراتة وكذلك مطارها. ولم يتم ذكر اي تفاصيل بشأن كيفية او مواعيد تسليم هذه المواقع. وكان وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال اكد مؤخرا لوكالة فرانس برس ان "احد اكبر التحديات" يتمثل في استعادة السيطرة على المؤسسات والحدود التي يسيطر عليها حاليا "الثوار". وحذرت منظمات حقوق الانسان من الخطر الذي تشكله المليشيات على استقرار ليبيا. وتلقت جهود ليبيا التي تسعى لاعادة بناء شرطتها وجيشها ضربة موجعة الاربعاء مع اعلان قيادات في الشرق الليبي رغبتها في اقامة نظام فدرالي في اقليم برقة. ورفض رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بشدة هذا الاعلان.