إنتر ميلان خرج صفر اليدين وخالي الوفاض الموسم الحالي لكرة القدم سواء داخل أيطاليا أو خارجها.. البطل السابق للكالتشيو وأوروبا سقط من كل البطولات مبكرا وخسر كل الألقاب ولكنه يؤمن بأن الفرق الكبيرة لا تموت، لذلك بدأ يفكر في الانصراف بسرعة إلى العمل والتخطيط للمستقبل، وطي صفحة الجفاء والخيبات والتأسيس لعهد مشرق يحمل مشعله جيل من اللاعبين الشباب. توصل الفريق اللومبردي عقب مباراته الأخيرة في دوري أبطال أوروبا أمام أولمبيك مرسيليا إلى أنه لن يمكنه التتويج بأي لقب بهذا الجيل الهرم الذي يضم ثلة من العواجيز، وأنه يحتاج إلى ثورة حقيقية والدخول في مرحلة جديدة. فنتائج انتر ميلان حاليا لا تتماشى مع عراقته وتاريخه فقد ودع أبطال أوروبا ويتأرجح في المركز السابع في الدوري الايطالي و هذه المرة الأولى منذ العام 2004 التي يخرج فيها انتر ميلان دون الفوز بأي لقب خلال موسم. فقد تعود على البطولات والأمجاد وحصد 15 لقبا محليا وأوروبيا خلال السبعة مواسم الأخيرة منها بطولة دوري أبطال أوروبا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو العام 2010. لذلك فإن موراتي يستبق الزمن لإحياء الأفاعي قبل أن تموت و يجهز الفريق لعملية تجميلية قيصرية عاجلة تعيد المظهر اللائق للإنتر الصيف المقبل حتى يدخل الموسم الجديد على أتم الاستعداد للمنافسة على بطولة الكالشيو ولقب دوري أبطال أوروبا. وإنقاذ الفريق من الموت يبدأ بضخ دماء الشباب في صفوفه والتخلي عن الخلايا النائمة بصفقات مدوية في ميركاتو صيف 2012. وأيقن موراتي أن فريقه يعيش نهاية حقبة من الزمن ومن الوهم أن يواصل تعليق آماله على عواجيز مثل زانيتي وسيزار ولوشيو وصامويل وفهم أنه من الحكمة بناء فريق جديد بروح جديدة ومدرب جديد و بأحلام جديدة قديمة ألا وهي التتويج بالألقاب.. لأن الانتر تأسس للفوز بالبطولات ولقهر الغريم أي سي ميلان وحرمانه من احتكار كل البطولات. ويحاول موراتي دعم الفريق معنويا بمساندة اللاعبين والمدرب لإنهاء الموسم بأخف الأضرار والحصول على أفضل مركز في ترتيب الكالشيو. وفاجأ رئيس الانتر الصحافة الايطالية والمتابعين لدوري أبطال أوروبا بمساندته للمدرب رانييري عقب مباراة مارسيليا الأسبوع الماضي والخروج من البطولة الأوروبية، وذلك سعيا منه للاحتفاظ بتماسك الفريق في الوقت الحالي حتى يأتي الصيف وتبدأ عملية الإصلاح الشامل. وتشير وسائل الإعلام الايطالية أن الإطاحة برأس رانييري ستكون أول خطوة سيقدم عليها مواراتي الصيف المقبل حيث وضع قائمة من المدربين البدلاء وهم البرتغالي الشاب بواش والفرنسي لوران بلان والايطالي سيزار برانديللي. كما سيتم تعزيز الفريق بترسانة جديدة من اللاعبين مقابل التفويت في العواجيز الذين باتوا حملا ثقيلا على النادي. وكان الانتر واجه أولمبيك مرسيليا الأسبوع الماضي بتشكيل معدل أعماره أكثر من 32 عاما بل أن الكابتن زانيتي وصل الى العام 39 من عمره. وفي هذا السياق قال موراتي: "لقد حان وقت تغيير الفريق.. لطالما رفعنا شعار الاستقرار وتمسكنا بلاعبينا وخصوصا بعد الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا العام 2010 ولكن اليوم كل المعطيات تغيرت والمؤشرات توحي بأننا لن نجني غير الخيبات في حال لم نضخ دماء جديدة في نادينا، الانتر يحتاج الى لاعبين شباب يتقدون حماسا وحيوية". وترشح الصحافة الإيطالية إمكانية كبيرة للتخلي عن زانيتي وستانكوفيتش وصامويل ولوشيو وخوليو سيزار كامبياسو ومايكون وميليتو كما ترى أنه من الأفضل السماح للهولندي ويسلي شنايدر بالانتقال إلى مانشستر يونايتد لأنه فقد نهكة اللعب و التركيز.