نقل مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي المعتقل في موريتانيا صباح اول امس الاحد إلى المستشفى العسكري بنواكشوط تحت حراسة مشددة. وافادت مصادر موريتانية إن السنوسي أصيب بارتفاع ضغط الدم، بعد أن تم إيقافه من طرف السلطات الموريتانية ليلة الجمعة السبت، بمطار نواكشوط، قادما من المغرب ولازال بتلك الحال حتى تم نقله إلى المستشفى. وقالت وكالة 'العلم' الموريتانية ان السنوسي تفاجأ من الإعلان عن اعتقاله في موريتانيا، لأنه ربما كان خرقا لاتفاق أبرم معه مسبقا من طرف السلطات الموريتانية وتم الاخلال به ليكون ورقة رابحة يستخدمها النظام. وعبد الله السنوسي (62 عاما) صهر العقيد معمر القذافي بزواجه من شقيقة صفية زوجة العقيد الراحل ورئيس مخابراته، يعتبر الرجل الاقوى في نظام العقيد معمر القذافي، وبقي يدافع عن النظام حتى سقوطه حيث لجأ الى النيجر واصدر بيانا قال فيه انه واحرار ليبيا ماضون من اجل تحرير ليبيا من الغزاة. وقالت نفس المصادر ان السنوسي اصيب بنوبة قلبية بسبب صدمته من اعتقاله في العاصمة نواكشوط من قبل النظام الموريتاني الذي كان يعول عليه كثيرا في تسهيل تنقله الى الصحراء المالية التي كان بصدد التوجه اليها. واضافت ان عبدالله السنوسي مصاب بمرض السرطان في مراحل متقدمة وكان قبل اندلاع الحرب الليبية يخضع لعلاج مكثف في مصر وفي الفترة الاخيرة انتشر المرض في جسمه بسبب عدم استعمال الدواء. وتم توقيف السنوسي فجر يوم السبت الماضي بمطار نواكشوط الدولي لدى هبوط طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية كان يستقلها قادما من الدارالبيضاء. وقالت المصادر إن السنوسي كان بصحبته شخص آخر يعتقد أنه نجله محمد، وكان يحمل جواز سفر مالي مزور، وقد تم توقيفه أيضا من قبل الشرطة الموريتانية. ويرتبط السنوسي بعلاقات وطيدة مع أطراف فى الحكومة الموريتانية إلى غاية انهيار الحكومة الليبية السابقة بعيد سيطرة الثوار على العاصمة الليبية طرابلس. ونشط الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فى وساطة افريقية من أجل تجنيب ليبيا تدخلا عسكريا خارجيا ، غير أن موقفه اصطدم بتعنت العقيد القذافى واتهام الثوار له بالانحياز وكانت الحكومة الموريتانية آخر دولة عربية تعترف بالنظام الليبي الجديد. وتتسابق جهات عديدة لتسلم عبد الله السنوسي من السلطات الموريتانية فبالاضافة الى الحكومة الليبية تسعى فرنسا لتسلم السنوسي واعادة محاكمته على خلفية سقوط طائرة اليو تي الفرنسية فوق النيجر 1989 كما تطالب به محكمة الجبايات الدولية على خلفية المجازر المرتكبة بحق الليبيين ابان الثورة الليبية ضد العقيد القذافي. ونقل عن مصادر حكومة بموريتانيا إن نواكشوط وإنها غير ملزمة قانونيا بتسليم الرجل الثاني لمحكمة الجنايات الدولية لم توقع اتفاقية روما. وقالت المصادر إن المذكرة الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية بشأن السنوسي ورفاقه في القيادة الليبية المنهارة، ليست ملزمة للحكومة الموريتانية، وإن شأنها شأن المذكرة الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والذي زار موريتانيا أكثر من مرة رغم صدور مذكرة باعتقاله دون أن تسلمه نواكشوط أو ترفض استقباله. وقالت المصادر إن نواكشوط قد توجه تهمة تزوير مستندات رسمية إلى الرجل الثاني في نظام العقيد القذافي عبد الله السنوسي، لكنها لن تسلمه للجنايات الدولية، كما أن ملف تسليمه للحكومة الليبية الحالية سابق لأوانه. ورغم تاكيدات متعددة كذب رئيس مجلس ثوار طرابلس عبد الله ناكر نبأ أعتقال السلطات الموريتانية عبد الله السنوسي مؤكدا ان السنوسي معتقل لديه في طرابلس. ونقلت صحيفة 'برنيق' الليبية عن ناكر تحديه نشر صور للسنوسي وهو معتقل مؤكداً أنه في حالة صحة الخبر لابد وأن يكون هناك صحافيين في المطار لحظة القبض لان الحدث كبير بحسب قوله. وقال ناكر انا سبق وان قلت انه لدي وان كان الوقت مازال مبكرا على نشر الصور حتى انتهي من التحقيقات وعندما انتهي منها امدكم بصور لعبد الله السنوسي وطالب ناكر كل من اتهمه بالكذب ألا يطلب منه عبد الله السنوسي في المستقبل داعيا أياهم طلب السنوسي من الحكومة التي صدقوها بحسب قوله مشيراً أنه يمثل جهه خاصة وليس مؤسسة رسمية. وفي سوال 'برنيق' عن مكان السنوسي أجاب ناكر 'حتى يوم امس (السبت) هو في قبضتي لكن اذا قامو ببيعه جماعة اخرى فهذا ليس لي به علم ربما هرب عادي جدا'. وعن تصريح له سابق قال فيه لايمكن لاحد ان يصل لعبد الله السنوسي حتى الجن الازرق لا يستطيع الوصول له رد ناكر 'انا مازلت عند كلامي الان المطلوب منهم هم ان يخرجو لنا عبد الله السنوسي ويتم تاكيد الخبر بصور او فيديو يدل على صحة الخبر هم يقمون بخطة ضد عبد الله ناكر لكي اقوم انا باخراجه لهم فقامو بفبركة هذا الخبر ليستفزو عبد الله ناكر'. وعن أمكانية رؤية السنوسي في سجن ناكر قال 'لا تذهبوا لا تذهبوا، عبد الله السنوسي لا يطالبني به الاعلام ولا ان يأمرني باخراجه هناك اشخاص معينة اريد منهم ان يطلبوه مني وسيأتون ويطلبونه مني لاكسر انفهم'. وقال رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل إن موريتانيا ستسلم السلطات الليبية رئيس المخابرات السابق اللواء عبد الله السنوسي، الذي سيخضع للمحاكمة على جرائمه الكبيرة ضد الشعب الليبي وفق تعبيره. وقال عبد الجليل إن فرنسا متفهمة لمطالبة السلطات الليبية بتسليم السنوسي وإن نواكشوط ستقوم بذلك. واستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز امس الاثنين بنواكشوط ايرفي بيزانسنوت السفير الفرنسي بموريتانيا في لأول لقاء بين الرجلين منذ اعتقال مدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي بنواكشوط. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الرجلان بحثا سبل تعزيز التعاون دون ذكر مزيد من الأخبار بشأن فحوى المفاوضات الجارية حاليا. غير أن أوساطا سياسية لم تستبعد أن يكون للقاء علاقة باعتقال مدير مخابرات العقيد القذافي من قبل الحكومة الموريتانية، والمساعي الفرنسية الرامية إلى تسلمه لتقديمه للمحاكمة في باريس بتهمة قتل فرنسيين سنة 1989 حسبما صدر عن قصر اليزية يوم السبت الماضي. وتشير مصادر الى ان اصرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على تسلم بلاده لرئيس المخابرات الليبية السابق ومحاكمته بفرنسا يهدف الحد من التقارير التي تتحدث عن تمويل العقيد معمر القذافي ب50 مليون اورو للحملة الانتخابية للرئيس ساركوزي. وتحمل اوساط الرئيس ساركوزي مسؤولية نشر وثائق هذا التمويل الى عبد الله السنوسي، لما يملكه من وثائق حول علاقات ساركوزي مع ليبيا القذافي عن طريق رجل اعمال فرنسي من اجل عربي حمل اكثر من رسالة بين طرابلس وباريس. ولا زال الدور المغربي في عملية القاء القبض على عبد الله السنوسي يتسم بالغموض الشديد ونقل موقع كود المغربي عن مصدر رسمي حكومي ان السنوسي الذي دخل المغرب قبل عدة اسابيع بجواز سفر مالي مزور اقام بالدارالبيضاء وسافر الى موريتانيا عبر مطار محمد الخامس وذلك بعلم السلطات المغربية. وافاد المصدر الحكومي الرسمي بانه بعد اعتقال السنوسي في نواكشوط قادما على متن طائرة للخطوط الملكية المغربية في رحلة عادية تربط الدارالبيضاءبنواكشوط واتصال السلطات الموريتانية بالجهات المغربية المعنية واطلاعها على الهوية المستعملة من قبل المسؤول الليبي السابق، جرى التأكيد من دخوله الى بلادنا'. وأضاف المسؤول المغربي الرسمي حسب موقع 'كود' انه نظرا لكون المسؤول الليبي الذي استعمل هوية مزورة تتعلق بجواز سفر مالي، لم يكن محط تسجيل من قبل السلطات الليبية او الانتربول، لم يتم التعرف عليه. وقال الموقع المغربي ان هذه الرواية بالاضافة الى تصريح مسؤول مغربي في وقت سابق قال فيه ان السنوسي غير ملامح وجهه كي يفلت من كل مراقبة محتملة، يطرح أسئلة كثيرة، تتعلق بطريقة دخوله الى المغرب، خاصة انه معروف وارتباطاته مع القاعدة شمال مالي. وتساءل كيف لدولة مثل موريتانيا لإمكانياتها الضعيفة ان تعتقل المطلوب رقم 1 في ليبيا ان يتجول حرا في غياب رقابة المخابرات العسكرية. ليجيب ان هناك من يذهب، كما اكد مسئول مغربي الى ان السلطات المغربية كانت على علم بهويته وأنها لم تعتقله تفاديا للإحراج لكونه مطلوب في ليبيا والانتربول وفرنسا. القدس العربي