الراحل محمد الحسن سالم حميد صاحب إحساس متميز ومدرسة متفردة .. عاش عاشقا لوطنه الأم وانتقل الى رحاب ربه مبكيا عليه متوسدا هموم الوطن الأكبر ..حميد كان أطول نخلات المفردة الجميلة في بلادنا ... أيقونة صدحت بصوت الكادح والفقير والمحروم كان (وسيلة اتصال جماهيري ) استطاع من خلال قصائده ان ينقل مفردة الشمال الى كل ربوع السودان ... صاحب تجربة فريدة نقف عليها من خلال آراء نقدية من شعراء ومن خبروا درب الأدب العربي والسوداني . ابتدرت الكاتبة الصحفية والأديبة رباح الصادق المهدي حديثها عن الراحل بالترحم عليه وقالت أعزي الشعب السوداني برحيله المر .. وأردفت : حميد كان صوتا مهموما بوطنه .. كل قصائده تدور في فلك المناداة بوطن حر ..كان لسان الكادحين و يتساءل عن الكيفية التى يجد بها الناس لقمة العيش , ولذا دخل قلوب الشعب السوداني من أوسع أبوابها , ولا شك انه ترك ثروة شعرية ضخمة استنطق فيها اللغة القومية (الدارجة ) بأبدع الأساليب والعبقرية في انتقاء اللفظ الدارجي وبلغ به قمته الشاعرية .. حميد ورواد مدرسته (قدال ) وآخرون جعلوا الشعر القومي الدارجي لا يقل في إبداعيته وفي أثره ودوره عن الشعر الفصيح الذي كان لوحده يلقي وينشر ولكن بطريقته فرض الشعر القومي الدارجي , الشاعر محمد يوسف موسي رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية وصف تجربة حميد الشعرية بالمتميزة وقال انه نجح في نقل مفردات منطقته الشايقية الي كل الوطن وبالرغم من استخدامه اللهجة الشايقية في قصائده الا انه كان يضفي عليها (مذاقا مستساغا) تقبله كل السودان وأضاف هناك شعراء كتبوا قبل حميد لفنانين من مختلف مناطق السودان الا ان محمد يوسف قال ان حميد كان يختلف عن (اسماعيل حسن وآخرين كتبوا لفنانين )لانه لم يخرج من لغة وطقوس بيئته عكس هؤلاء لأنهم كتبوا ب( لغة الخرطوم . )... تجربة بمشاعر الإنسان السوداني الشاعر الغنائي الحلنقي قال إن الراحل محمد الحسن سالم حميد أنشأ تجربة جديدة بمشاعر الإنسان السوداني من خلال ميله الى الرمزية بالإضافة إلى أنه كان يكتب (المفردة المحلية البسيطة )وكان مؤمنا تماما بأن الكلمة الحقيقية هى سبيل الوصول الى قلوب الناس ودليلي على ذلك الأغنيات الضخمة التي تغنى بها الراحل مصطفى سيد أحمد وأشعر أحيانا بأن حميد كان له دور أساسي في تشكيل المسار الإبداعي للراحل مصطفي , وأضاف الحلنقي أن الراحل كان يجنح الي الكلمة الغنائية المصادمة ترفض انكسار الحرية في أعماق الناس وكان حريصا ان تظل راياتها ترفرف عاليا فوق سماء يؤمن بالكفاية والعدل وكان يغني للحرية والجمال , رحم الله الراحل وجعل مثواه الجنة . عدد آخر من الأدباء والنقاد غلبهم الأسى للرحيل المأساوى المفاجىء لهذا الشاعر القومى ففضلوا الحديث فى وقت آخر بعد ان تزول الصدمة الأولى الراي العام