بالرغم من العلاقة المفترضة أن تكون على سجيتها وطبيعتها بين الزوج والزوجة في معترك حياتهما، إلا أنّ هنالك أشياء لا يحب كل منهما أن يتدخل الآخر فيها، ولا سيما الزوج الذي يمقت تماماً أن تتدخل زوجته في العديد من خصوصياته، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تسأله الزوجة مثلاً عن مرتبه كم يبلغ؟ وما هو المبلغ الذي يعطية لأهله، مثلاً إذا كان يفعل ذلك فهنا يثور ويغضب، فمثل تلك الأسئلة تتسبب في إزعاج الزوج وهي في الواقع أسئلة ليس هنالك سبب لها وانها تنم عن فضول الزوجة، ولا سيما الجزء الثاني من السؤال، أي المبلغ الذي يعطيه لوالدته أو والده مثلاً. فبعض الزوجات في هذا المجتمع لا يقبلن اطلاقاً ان تكون هنالك علاقة مادية بين زوجها واهله، وقد تكثر الواحدة منهن من الطلبات والاحتياجات حتى لا يتسنى له إعطاء أهله ولو مبلغ بسيط من المال، فبعض الأزواج ينصاعون لزوجاتهم، وقد يصل بهم الامر إلى عدم مد الواحد منهم لأهله مبلغاً من المال إلا في الضرورة القصوى، حيث لا تترك له الزوجة إلا حفنة قليلة لكي يصرفها على احتياجاته الخاصة. أزواج آخرون لا يسمحون لزوجاتهم بالتدخل في هذا الشأن إطلاقاً، فمهما سألت تلك الزوجة عن المرتب أو المبلغ الذي يعطيه لأهله، فإنها لن تجد إجابة شافية لديه، لذا فإنها تخضع لذلك، ومهما اثقلت كاهله بالطلبات، فإنّ ما يخصصه لأهله لا يتأثر بذلك. بعض الاهل يكونون في حاجة ماسة لابنهم منذ أن كان يعيش في وسطهم وبعد أن إنتقل لسكنه المستغل الخاص، واصبح له اسرة، فهنالك العديد من الظروف التي تحيط ببعض الناس، بينما هنالك ابناء لا يعتمد عليهم ذووهم، حيث لا يعانون من ضائقة مالية، فالأمر سيان لدى أولئك الابناء قبل الزواج وبعده. فالمشكلة تكمن في الحالة الأولى والتي يعاني فيها بعض أهل الزوج من ضيق ذات اليد، ففي هذه الحالة لابد أن يكون هذا الزوج حازماً مع زوجته وذا شخصية قوية، بحيث لا تتأثر علاقته بأهله ويتخلى عنهم ويفهمها أنه لا يمكن أن يكون مجرداً ًمن الأخلاق أمام أهله. نهاية المداد :- (يا قلب لا تبكِ الذي باع الهوى- لملم جراحك لا تقل ما أضيعك وإذا الحنين تأججت نيرانه- وهفت بك الأشواق فاحبس أدمعك- وهماً ظننت بأنه قد ضيعك- ما ضيعك- لكن أضاع وجوده- وعهوده- وأضاع معنى عمره لو يسمعك). فايزة ادريس