هنالك البعض من الناس يحمل شهادات عليا ومتخصصة في البحث والتنقيب عن الآخرين أو ما ينقصهم من أشياء فلا يتركون شاردة ولا واردة عنهم إلا وتحدثوا عنها ولاسيما إذا جمعتهم المجالس بغيرهم فيشرع الجميع ممن أولئك المتخصصون والذين على شاكلتهم في الهمس واللمز عن غيرهم، ونجد مثل تلك الظاهرة متفشية بكثرة في عالم حواء فبنات جنسي لا يحلو لهنّ غير ذلك، فإذا ما جمعتهنّ الظروف فى إحدى المناسبات ولا فرق إن كانت مناسبة عرس أو مناسبة عزاء فالأمر سيان لديهن فإنهن يشعرن في إطلاق السنتهن اللاذعة في أخريات من بنات حواء موجودات في تلك المناسبة، فمثلاً قد تقع أعينهن على إحداهن وهي قد تزوجت قبل عشر سنوات ولكن لم يمنّ الله عليها بذرية فمثل تلك المسكينة سوف تتقاذفها ألسنتهنّ بكلمات جارحة فمثلاً بلا شك سوف يقلن من الأفضل لزوجها أن يتزوج بأخرى، فتلك الزيجة مازالت مستمرة بلا أبناء ولو أنجبت سوف ينفعها ولدها أو بنتها في كبرها... و... و وهكذا تستمر النسوة في الثرثرة الجوفاء تلك، إلى أن تقع أعينهن على أخرى تعمل في وظيفة مرموقة ولكن لم تتزوج بعد بالرغم من جمالها ولطف تعاملها مع الآخرين، ففي هذه الحالة لا تفتر السنتهنّ من النميمة عنها وأنّها مثلا مغرورة و ما حا يتقدم لها أي عريس في هذه السن فهي (بايرة) وعانس، وتتوالى نميمتهن عنها إلى أن تقع أبصارهنّ على أخرى تطلقت من زوجها بعد أن ذاقت مرارة العيش معه واكتشفت علاقته بأخرى فتضرب الواحدة منهن كفاً بكف وتقول، كان لها من الأفضل أن تلوذ بالصبر ولا سيما أنّ لديها منه بنتين، وتشاركها الحديث أخرى فتقول من المألوف أن تكون لديه أخرى والراجل تحل له أربعة فهي التي ليست على صواب وخربت بيتها بنفسها و... و... و وهكذا تستمر النسوة في تحليل كل شخصية على حدة، ورصد السلبيات لها، وليس الإيجابيات، مع طرح آرائهن المدعمة بنظرية الإفتراضات التى يضعنها خلال لقائهن ذلك، إلى أن ينفض المجلس وتذهب كل واحدة في سبيلها. نهاية المداد:- (وعدتك أن أتجاهل عينيك ... مهما دعاني الحنين .. وحين رأيتهما تمطران نجوما ...شهقت .. وعدتك ألا أوجه.. أية رسالة حب إليك .. ولكنني رغم أنفي ... كتبت ... وعدتك ألا أكون بأي مكان ...تكونين فيه .. وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء .. ذهبت .. وعدتك ألا أحبك... كيف ؟... وأين ؟ ... وفي أي يوم وعدت ؟؟؟... لقد كنت أكذب .. من شدة الصدق ... والحمد لله أني كذبت ...). فايزة ادريس