انحنا ناس بنعيش حياتنا الغالية بالنيَّة السليمة. وكل زول دايرين سعادتو بتشهد الأيام عليمة. شعرٌ عذب.. وأعذب الشعر أكذبه.. والنيّة السليمة وحدها قد تقود صاحبها إلى «جهنم».. وقد تُذوِّب مثل كلمات الحلنقي هذه قلب المحبوبة فتسيل مآقيها دمعاً.. وتسيل قلوب الناس جداول.. لكن العقول تقول بغير ذلك.. ولا علاقة للسياسة بالحب. ٭ سيدي الرئيس.. أنت كبير القلب ومسامح.. لكن لا تسافر إلى جوبا التي دعاك لها سلفاكير مثلما دعا غريمه القائد المغرور جورج أطور حيث تمت تصفيته بدم بارد في «كمبالا» وليس في «مروبو» كما أشاعت استخبارات الجيش الشعبي!! سيدي الرئيس.. لا تسافر تلبية لدعوة يضع الاتحاد الأوربي ثقله وراءها استكمالاً لفصول مسرحية «رديئة الحبكة والاخراج» مكشوفة «القفلة» والمآلات!! ٭ سيدي الرئيس.. شجاعتك لا تحتاج إلى «بيان بالعمل» فلا أحد يتهمك بالجبن أو التخاذل وقد خبرك الناس في ميادين القتال والنزال و»القرارات الجريئة».. ويكفي أنك في مجال السياسة قد وافقت على اتفاقية السلام الشامل ولولاك ما كانت.. وأنك أقررت حق تقرير المصير لجنوب السودان ولولاك ما كان.. وأنك قبلت نتائج الاستفتاء ولولاك لما اعترف بحكومة الجنوب أحد.. وأنك شاركت في احتفالات الانفصال أو الاستقلال ولم يحترم سلفاكير وجودك وحضورك فأرسل رسائله العدائية عقب أدائه القَسَم مشجعاً متمردي دارفور على المزيد من القتال ضد الشمال.. ثمَّ تبدت رعونة وطيش حكومة سلفاكير باشعالها نار الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان واستقطاب كل المتمردين في «جبهة واحدة» فتحالف كاودا مثل تجمع أحزاب جوبا برعاية الحركة الشعبية!! سيدي الرئيس لا تجامل سلفاكير «المغلوب على أمره» لترد على زيارته للخرطوم والتي بالغتم في اكرامه والاحتفاء به.. لأنك ان أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.. «ولؤم» سلفاكير «ما بيرفعوا ليهو ضو!!» فالذي يعض اليد التي أطعمته لئيم.. والذي يقتل جنودنا ويروِّع مواطنينا لئيم.. والذي يوقف ضخ النفط ليخنق اقتصادنا لئيم.. والذي يفتح أراضي جنوب السودان لقادة اسرائيل وعملاء الموساد لئيم.. والذي يترك شعبه يتضور جوعاً وينفق أموال الشعب في شراء الأسلحة المتطورة ليحاربنا بها لئيم.. لا تسافر. ٭ سيدي الرئيس، أنت رئيس لكل السودانيين «موالاة ومعارضة» فكيف تخاطر بنفسك في رحلة غير «مأمونة العواقب» إن لم تكن معروفة النتائج.. سيدي الرئيس لا أحد يأمن على حياته في جوبا الغارقة حتى شحمة أُذنيها في مستنقع المخابرات الغربية فلن يكن في انتظارك هناك غير «الاغتيال أو الاعتقال» ، جوبا التي لم تحترم مقامك وأنت رئيس لكل السودان حيث أنزلت أعلام السودان إلا من علمين واحد على «منصة التحية» في المطار والثاني على «العربة الرئاسية» وأعلام الحركة في كل مكان وفي كل يد وسلفاكير يخاطبكم بما لا يليق وهو في منصب نائبك الأول!! حتى اضطررتم بالرد عليه وعلى الهواء مباشرة فاسمتها الفضائيات «ملاسنة»!! ، جوبا التي لم تحترم الأعراف والتقاليد المرعية حين أصَّرت أن تلف جثة قرنق المحترقة بعلم الحركة الشعبية لا علم السودان وتراجعت بعد لأي ومشادَّة.. جوبا التي قطعت التيار الكهربائي عن المنصة الرئيسية لحظة خطابك.. جوبا التي ساندت قرار المحكمة الجنائية ضدكم سيسعدها اعتقالكم وتسليمكم الي لاهاي ليضيفوا في دفتر العمالة الرخيص سطراً.. يهيئ لهم قبولاً في النادي الأوربي المأزوم.. لا تسافر. ٭ سيدي الرئيس، لا تأخذك الحمية والنخوة وتنتصر لذاتك، فالمسألة ليست اثباتاً للذات، ومن غير اللائق ولا من العرف الدبلوماسي ولا من أشغال السيادة أن يوقع رئيس دولة على اتفاق اطاري!! وقع عليه من قبله وزير دولة!! مع نظيره.. فإذا كانت اتفاقية السلام الشامل «الانجاز الأكبر» قد اعتمدها توقيع النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه فكيف باتفاق اطاري لم يجد حظه من النقاش والمقبولية في الدولتين؟؟ لا تسافر سيدي الرئيس ولا توقع فامضاؤك أغلى بكثير من وريقات مبهمة تحتوي أفكاراً مبعثرة.. والكثير من النوايا الحسنة.. والقصة لسة طويلة والفورة مليون!! فما الداعي للعجلة هكذا تحدث رئيس الوفد!! ٭ سيدي الرئيس، أنا لست بجبَّارٍ في الخدمة خوَّار في المعاش. ولا ادعي بطولات أو صلابة.. ولا أخاف من شئ برضى خابر المقدّر لابد يكون» لكن لا تغامر بنفسك.. لا تجازف بمستقبل البلد التي ستتفرق أيدى سبأ ان وقع عليك مكروه «لا سمح الله» وهذا كلام العقل لا القلب.. ولن يتمكن مجمع الفقه من اصدار فتوى تمنع سفرك.. ولن يستطيع أهلك في كوبر أو حوش بانقا أو صراصر منع طائرتكم من الاقلاع نحو المجهول.. وللمؤمن وَرَعٌ يمنعه من أن يَخْدَع وعقلٌ يمنعه من أن يُخدَع.. ولا شك عندي إنك من المؤمنين. لا تسافر.. ومافي كل مرة بتسلم الجرَّة.. ٭ قال الرجل لابنه وهو يعظه «أمشي عوم في البحر خلَّى التمساح يخطفك.. وتعال حَانِفْ لَىْ وِشَيَّكْ ده!! لا تسافر.. لا تسافر.. لا تسافر. وهذا هو المفروض الصحافة