دبي - قالت مصادر متطابقة أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي أمر بإلغاء برنامج "وأخر متشابهات" الديني بعد أن هاجم الشيخ أحمد الكبيسي من خلاله الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان. وأفادت المصادر أن القرار جاء بالتوازي مع بيان أصدرته مؤسسة دبي للإعلام اعتبرت فيه أن ما جاء من كلام للكبيسي إنما يعبر عن وجهة نظره الشخصية ولا يمثل وجهة نظر المؤسسة. وأكدت مؤسسة دبي للإعلام "احترامها الكامل غير المنقوص لآل البيت الكرام، والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكافة الرموز الإسلامية دون انتقاص لقدر أي أحد منهم." والشيخ الكبيسي رجل دين عراقي يعيش في دبي منذ أكثر من 10 سنوات. وقال مصدر إعلامي مطلع أن الكبيسي تسبب بإحراج شديد لدبي وأن دولة الإمارات قامت على فكر التسامح والابتعاد عن الغلو. وأضاف بشرط عدم ذكر إسمه "ثمة حقيقتان أظهرتها تصريحات الكبيسي. الأولى، أن الدعاة الذين يظهرون على شاشات التلفزيون هم أشبه بقنبلة موقوتة لا تعرف متى تنفجر لتسبب أزمة. والثانية، أن جو الاستقطاب الطائفي صار حاضرا في أذهان الجميع وأن الكبيسي عبر بشكل علني عما يتم تبادله في الفضاء السياسي - الإعلامي العربي، سرا وعلانية." وتصريحات الكبيسي تعد جزءا من مشهد إعلامي عربي متزايد تستخدم فيه الفضائيات على نحو واسع لإثارة المشاحنات الطائفية والحديث عن خلافات عقائدية عمرها 14 قرنا. وتكشف تصريحات رجال الدين السنة والشيعة مواقف متناقضة فيما يتناولونه عن التقارب بين المذاهب وردم فجوة الخلاف بين الطائفتين، ثم لا يلبثون أن ينقلبوا عليها ويعودون الحديث عن "النواصب" و"الروافض" وهما الوصفان المستخدمان للإساءة إلى السنة والشيعة واللذان استخدمهما الكبيسي في البرنامج. ويعتقد على نطاق واسع أن الانشقاق الكبير في الدين الإسلامي حدث في القرن الأول على خلفية الدعوة للقصاص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد متمردين. وتولى الخليفة علي بن أبي طالب السلطة كخليفة رابع، لكن والي الشام في حينها معاوية بن أبي سفيان رفض مبايعته قبل القصاص من قتلة ابن عمه الخليفة عثمان. واشتعلت اثر ذلك الحرب الأهلية الإسلامية الأولى وتسببت بشق الدين الجديد إلى طائفيتين. لكن مؤرخين يعتبرون أن ثمة دوافع سياسية كثيرة عملت على تعزيز الخلاف عبر القرون ومنها الصراع بين الإمبراطوريات الإسلامية التي سادت وبادت لكنها تركت مشاريعها السياسية المغلفة بالبعد الطائفي من ورائها.