كاراكاس - يستور روخاس مافاريس - كعادة أغلب شركات الإنتاج الحكومية العاملة بالسينما والتليفزيون، سارت مدينة السينما أو (فيا ديل سيني) الفنزويلية على نفس الدرب بتخصصها في الأعمال التاريخية التي تركز دائما على فترات وشخصيات تنتمي غالبا للقرن التاسع عشر أو فترات التحرر الوطني من الاستعمار الإسباني. والملفت للنظر أن الشركة، التي دشنت نشاطها في 2006، ركزت في بداية انطلاقاتها أعمالها حول بطل الاستقلال فرانسيسكو دي ميراندا، إلا أنها لم تلتفت كثيرا وحتى الآن لشخصية المناضل المحرر سيمون بوليفار، برغم ادعاءات شافيز البطولية بإطلاق اسمه على الجمهورية لتصبح الجمهورية البوليفارية. وتتبع (فيا ديل سيني) هيئة السينما والصوتيات والمرئيات التابعة لوزارة الثقافة، والتي تبلغ ميزانيتها السنوية نحو20 مليون و600 ألف دولار، تتولي الشركة توفير 800 ألف دولار منهم عن طريق استثماراتها في المجال. وتعتبر (فيا ديل سيني) شركة الإنتاج السينمائية الوحيدة التابعة للدولة في فنزويلا، وتأتي أعمالها دائما مصحوبة بمساعدة المركز القومي لعلوم السينما وشركة (أمازونيا) لتوزيع الأعمال السينمائية. ووفقا لمبادىء الشركة فإنها تسعى لتطوير ذات الميزانيات المنخفضة داخل إطار عملية من "التحول الاجتماعي". ويقع مقر (فيا ديل سيني) في بلدة جواريناس، بالقرب من ضواحي كاراكاس ولديها استوديوهات للتسجيل بمساحة 420 مترا مربعا واستوديو خارجي وورش للملابس والفنون وورش نجارة وقاعة للمونتاج. وكان لدى النقاد رأي عند ولادة الشركة، التي تتمتع بالدعم المادي والرسمي، يقول إنها من الممكن أن تستغل السينما ضمن الآلة الثقافية للحكومة الفنزويلية، التي تسعى للترويج للنموذج الاشتراكي، عن طريق تقديم وجهة نظر معينة لحقب تاريخية بعينها. قدمت الشركة حتى نهاية 2011 ما يقرب من 82 مشروعا بين إنتاج خاصة بها وأخرى ساعدت في تقديمها، ومن ضمنها "عودة ميراندا" و"تايتا بوفيس" للمخرج لويس ألبرتو لاماتا و"زامورا" لرومان شالباود، والذي سعى خلال هذا العمل لتناول الحرب الأهلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومن ضمن أهم الأفلام التي قدمتها الشركة أيضا "أيام السلطة"، من إخراج شالباود، والذي يتناول سنوات الستينيات الساخنة وتحولاتها السياسية، وفيلم "المحرر موراليس" الكوميدي للمخرجة سفتيربي شارالامبيديس، والذي يعتبر بمثابة محاكاة لقصة روبين هود في العصر الحديث عن طريق تقديم مغامرات لسائق سيارة أجرة. وبصفة عامة فإن أفلام الشركة تركز على الأبطال التاريخيين أو فترات معينة خلال حروب القرن التاسع عشر ويتلقى المخرجون في بعض الأحيان نصائح شخصية من الرئيس هوجو شافيز حول الموضوعات التي من الممكن أن تصبح محل اهتمام. ويقول رئيس الشركة، خوسيه أنطونيو فاريلا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) أن مشروعات (فيا ديل سيني) تسعى لإنقاذ "الخيال الشعبي" للفنزويليين، مشيرا إلى أن سياستها تعتمد على "دعم السينما القومية دون أي مقابل مع تفضيل الأفلام الروائية الطويلة ذات البعد الأخلاقي". وأشار فاريلا إلى أن الكثير من الأعمال السينمائية التي أنتجت قبل 2006، أي العام الذي ولدت فيه الشركة، أدت لضياع "الإطار الاجتماعي الحقيقي"، وأنه منذ ظهور (فيا ديل سيني) ارتفع معدل أفلام العرض الأول سنويا من ستة إلى 15. وأوضح فاريلا، وهو أيضا مخرج شاب، أن مراجعة الحقب التاريخية عن طريق السينما لا يعتبر عملا سهلا بالنسبة ل(فيا ديل سيني)، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يشهد العام الجاري العرض الأول لفيلم (الاسم الحركي بامبي سي 4) للمخرج إدواردو باربرينا والذي يناقش قصة لويس بوسادا كاريليس أبرز معارضي حكم كاسترو في كوبا والمتهم بالإرهاب، وفيلم "أزو"، الذي يناقش موضع الاستقلال من وجهة نظر سيدة خضعت للعبودية. وبخلاف هذا ستقدم الشركة أيضا على إنتاج أفلام روائية طويلة من نوعية جديدة عليها مثل (جاسبار مندوزا) لخوليان بالام وهو أحد أفلام الرعب، و(كوربوس كريستي) لسيزار بوليفار. وهو من نوعية أفلام الإثارة. وأشار المسئول إلى أن (فيا ديل سيني) ستعمل أيضا في عام 2011 بالتعاون مع إسبانياوكوبا على إنتاج عمل يتناول إحدى مراحل حياة سيمون بوليفار بعنوان "رجل المصاعب"، حيث سيتولى إخراجه لويس ألبرتو لاماتا وسيركز فيه على الفترة بين عامي 1815 و1916 بعد كتابة خطاب جامايكا الشهير. وأعرب عدد من المخرجين عن رغبتهم في أن تنفتح (فيا ديل سيني) للعمل مع كل المشروعات المطروحة دون أن يكون التعاطف ومدح الحكومة من سماتها، حيث حذر الناقد السينمائي المخضرم، والمعارض أليخاندرو إيزاجيري من أن بقاء هوجو شافيز في السلطة سيحجم كثيرا من وجود شركات الإنتاج السينمائي المستقلة التي تسعى لعرض وجهات نظر مختلفة.