* لقد نفد رصيد الوطن في الغناء وجفت المنابع التي كانت تمنحنا أعذب الأعمال الغنائية الوطنية, هذا ما أشعر به كلما استمعت لأعمال غنائية يقال إنها وطنية وهي بعيدة كل البعد عن هذا المعنى ولا ندري هل السبب في إحساس المغني أم المفردات أم اللحن, أم أن الغناء للوطن لم يعد جاذبا... * معظم أو كل الأغنيات الوطنية التي استمعت اليها كانت أغاني قديمة ولم يكن بها أعمال جديدة, ليس عيباً أن يتغنى المبدعون من مطربي هذه الأرض الطيبة بتلك الأعمال الغنائية الوطنية لأن في مفرداتها عبق عهد الاستقلال ونيل الحرية بعد أعوام من ظلام الاستعمار الذي كان يغطي سماء بلاد النور والجمال. **أغنيات وطنية عديدة جديدة خرجت إلى النور في السنين الماضية ولكنها ذبلت مع مرور الأيام ولا أظن أن أحد يذكر مقطع منها أو حتى اسم واحدة منها, ففي فترة تقرير المصير بالنسبة للجنوبيين وصراع الوحدة والانفصال, ملأ عدد من المطربين صفحات الصحف بأخبار عن الأغنيات الوطنية الجديدة التي بحوزتهم لكنها لم تكن مؤثرة, ولم تحرك في إحساس مجموعة من الناس شيئا يذكر. **أغنيات يقال إنها عاطفية تفتقد للشكل والمضمون وجدت حظاً كبيراً من الانتشار ويحفظها كثير من أفراد الشعب السوداني عن ظهر قلب, حتى الأغنيات العاطفية الجديدة الجميلة وجدت مساحة كبيرة من القبول, إلا أن الوطنية غابت عن الوجود, والتي نسمعها أحيانا تشعر بأن بها شيئاً ما دون الأمر الذي كتبت من أجله. **هنالك عدد من الفنانين الشباب الذين لهم قاعدة جماهيرة كبيرة لو أنهم فقط اهتموا بتقديم أغنيات للوطن من كلمات شعراء لا يتاجرون باسمه أو يسعون لنيل مجد من ذلك.. لارتفع الشعور بقيمة هذه الوطن الجميل.. بمثلما كان يفعل المطرب الراحل خليل فرح.. حتى سمي بخليل عازة, وهو يلهب الحماس في نفوس أبناء جيله, ويحرك تيارات السكون التي تجتاح بعضاً من أقرانه.. وتدفع بهم نحو الحرية. عزة في هواك نحن الجبال للبخون صفاك نحن النبال عزة ما بنوم الليل محال الاحداث