كشفت “الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة في جنوب السودان أمس عن اعتزامها التنازل عن منصب الأمين العام لمفوضية استفتاء الجنوب والذي احتدم الجدل بشأنه مؤخراً بين شريكي اتفاقية السلام (الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم)، لكنها رهنت تنازلها عن المنصب بتعيين جنوبي نائباً للأمين العام وعدم إنشاء لجان للمفوضية في الولايات وخارج السودان. ومن المنتظر أن يؤدي أعضاء المفوضية برئاسة محمد إبراهيم خليل القسم اليوم في مدينة جوبا، ويعقب ذلك اجتماع مهم تستعرض خلاله المفوضية المعوقات التي تجابهها في إطار التحضير لإدارة الاستفتاء المنتظر في يناير المقبل بشكل فاعل يضمن شفافية وحرية العملية التي تقرر نتائجها بقاء الجنوب ضمن السودان الموحد أو الانفصال وتكوين دولة جديدة. وأكد نائب رئيس الحركة الشعبية رياك مشار أن شريكي الحكم في البلاد قد تجاوزا مشكلة الأمين العام لمفوضية الاستفتاء، ودعا في الوقت نفسه منظمات المجتمع المدني للنهوض بدورها في تهيئة الجنوبيين للعملية باعتبارها مسؤولية مشتركة مع شريكي اتفاقية السلام الشامل. وأعلنت حكومة جنوب السودان السماح للجنوبيين الوحدويين بتنظيم حملات من أجل الوحدة بين الشمال والجنوب قبيل الاستفتاء المرتقب مطلع العام المقبل. وقال مشار في ندوة حول قضايا الاستفتاء “إن قانون الاستفتاء والدستور الانتقالي يتيحان حرية الاختيار والتعبير"، مشيراً إلي أن مسؤولية إجراء استفتاء حر ونزيه لا تقع على عاتق مفوضية الاستفتاء فحسب بل هي واجبة على كل مواطن. وكشف وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا مريال بنجامين عن برامج تطرحها حكومة الجنوب لمساعدة الجنوبيين في الشمال على العودة إلى مناطقهم طوعياً بالتعاون مع منظمات إنسانية، كما تحضر لحزمة من البرامج الجماهيرية بهدف تثقيف المواطنين بالإجراءات العملية للاستفتاء. وعلى صعيد متصل، كشفت نائبة الأمين العام للحركة الشعبية آن إيتو وجود صعوبات تواجه نحو ألفي سوداني من الجنوب مقيمين في كندا حول كيفية المشاركة في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. وقالت إن وفد الحركة وقف على هذه الصعوبات أثناء زيارة قام بها إلي كندا استغرقت 10 أيام اطلع خلالها علي التجربة الكندية في الاستفتاء، مؤكدة أهمية التحضيرات الجيدة لتهيئة الأجواء المناسبة لعملية الاقتراع خاصة فيما يتعلق بتدريب الكوادر المعنية بإدارة عملية الاستفتاء. ويعتقد معظم المحللين أن الجنوب سينفصل، لكن البعض يتساءل ما إذا كانت المنطقة التي دمرتها حرب أهلية استمرت لعقود من الزمان لكنها غنية بالموارد يمكن أن تعيش مستقلة عن الشمال. وقال مارك جوستافسون وهو باحث متخصص في السودان في جامعة أكسفورد “تتمتع حكومة جنوب السودان في الوقت الحالي بقدر كبير من الاستقلال الفعلي، لديها مجلس تشريعي خاص بها ولديها قوات أمن خاصة بها وتسيطر على قدر لا مثيل له من الثروة الحكومية بسبب عائدات النفط". وأضاف “الجنوب لديه جيش تقليدي أكثر تطوراً عما كان لديه قبل عشر سنوات مما يعني أن حرباً جديدة ستكون أكثر تدميراً من الحروب السابقة، ومن المؤكد أن يكون هذا رادعاً للجانبين". الاتحاد الاماراتية