خالدة آدم من بنات الأبيض حي الناظر، درست إدارة أعمال بجامعة أم درمان الأهلية ورفضت تقديم شهادتها الجامعية لأية جهة حتى لا يكون مصيرها الإهمال والغبار كما يحدث لشهادات غالب الخريجين الذين عرفتهم وفضّلت على الوظيفة العمل الخاص. حياتها المهنية بدأت بتربيزة بمدخل الجامعة الأهلية يقف عليها (صبي) باليومية، تبيع (البارد) في الصيف والساخن في الشتاء. ثم عاونها مدير الاستثمار بجامعة النيلين «عصام البدري» في الحصول على تصديق بالعمل بكلية التجارة في بيع (الشاي) داخل النشاط وعاونها عاملان في تقديم الخدمة لأنها، كما تقول، لا تستطيع الوقوف بنفسها لظروفها الأسرية ولتوسُّع نشاطها الذي زاد بعد افتتاحها ل(خالدة سنتر) ثم مركز اتصالات أمام الكلية نفسها، ثم تبع ذلك اتجاهها لبيع العطور الفرنسية التي يفضلها عدد كبير من الزبائن، رغم غلاء أسعارها، إضافة الى العطور الهندية والإماراتية وتقول: بدأت بيع العطور بالتجول داخل المصالح الحكومية ولدي حالياً عدد كبير من الزبائن من الجنسين في عدد من الوزارات المهمة وذلك منذ (6) سنوات وبعد بداية العمل بعامين (تعبت من التجول بكيس العطور وفكرت في شراء سيارة تساعدني في الحركة ونجحت في جمع تكلفتها واشتريتها (كاش) وهي من نوع (هونداي) وبعدها توسّع العمل وتغيّرت طريقة البيع وصرت انتظر زبائني خارج أماكن عملهم بدلاً عن التجول في المكاتب. واعتمد على العطور الرجالية لأن أسعارها أفضل وأعلى سعر أبيع به (65) ألف جنيه لعطر فرنسي ويختار الرجال عادة (النجم الذهبي، رويال، جستتي وأوبنت) ويشتريها الشباب وكبار السن واكتشفت في عملي أن الرجال أحياناً يكونون أكثر (مفاصلة) في الأسعار من النساء ولكنهم يشترون في النهاية. خالدة وجدناها تقف الى جانب سيارتها مع زبائنها بأحد شوارع وسط الخرطوم جوار وزارة الإعلام والاتصالات وتناشد والي شمال كردفان السيد ميرغني بتوفير فرص عمل لخريجي مدينة الأبيض وتقول: أهنئ الوالي بولايته وبالنسبة لي أنا وجدت طريقي وأطلب منه أن يأخذ بيد الآلاف من أبناء شمال كردفان العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات حتى يساعدوا أسرهم التي أنفقت عليهم الكثير. وتتمنى في النهاية أن تحقق حلمها بأن تمارس تخصصها الجامعي في إدارة الأعمال لتكون (مديرة) لشركتها الخاصة إسوةً برجال أعمال كبار في البلد. الاهرام اليوم