انتقدت بشدة سفارة جنوب السودان بالقاهرة التصريح الذى تناقلته وسائل الإعلام اليوم، الخميس، والذي أدلى به د. نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حول أزمة منطقة هجليج بين دولتى السودان وجنوب السودان. وكان العربى قد صرح بأن الجنوب ارتكب عدواناً ًولابد من سحب قواته، وإن كل ما تطلبه السودان ستتم الاستجابة له، وأن الجامعة العربية لم تستطع في واقع الأمر أن تلعب دوراً، لأنه لا توجد أي علاقة بينها وبين جنوب السودان. وأوضحت سفارة جوبا بالقاهرة فى بيان لها اليوم، الخميس، ردا على تصريحات العربى أن دولة جنوب السودان متمسكة بكل شبر من أرضها وفقاً لاتفاق نيفاشا الذي كانت الجامعة العربية واحدة من المنظمات الدولية والإقليمية التي كانت راعية وموقعة كشاهدة عليه. وأشار البيان إلى أن الاتفاق نص على أن حدود الأول من يناير 1956 هى الحدود الفاصلة بين الدولتين في حالة الانفصال، وبالتالي فدولة جنوب السودان لم تعتد على أراضي دولة السودان كما يزعم الأمين العام -طبقا لما جاء بالبيان. وأضاف أن النظام في الخرطوم هو الذي سخر كل إمكانيات قواته الجوية في ضرب منشآت النفط في عمق دولة الجنوب في تعدٍ صارخ على أرض دولة عضو في الأممالمتحدة وذات سيادة كاملة، ولم يكتف نظام الخرطوم بذلك بل دعم مليشيات جنوبية موجودة في الخرطوم وفي معسكرات خاصة داخل الأراضي السودانية في غرب ولاية جنوب كردفان. وتابع: "شنت القوات المسلحة السودانية مسنودة بهذه المليشيات هجمات برية مدعومة بقصف جوي بطائرات الإنتوف والميج 29 وطائرات استطلاع وتجسس بدون طيار مصنوعة في إيران وقد تم إسقاط واحدة منها وموجودة الآن في جوبا، كما تم إسقاط طائرتين من طراز ميج 29 داخل أراضي جنوب السودان". ونوه إلى أنه إزاء هذا العدوان المتكرر طردت قوات الجيش الشعبي لجنوب السودان المعتدي إلى خارج حدود الأول من يناير 1956 وتأمين حدود دولة جنوب السودان من الناحية الشمالية. وأوضح أن منطقة (فانطو) التي يسميها نظام المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم (هجليج) هي منطقة جنوبية مائة بالمائة وهى جزء من إقليم أعالي النيل في جنوب السودان، وأضاف أنه لا علاقة بين منطقة فانطو وملف منطقة أبيي الذي خضع للتحكيم الدولي في لاهاي، حيث كان نبيل العربي يعمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان. وحول تصريح نبيل العربي بأن الجامعة العربية لم تلعب دوراً لعدم وجود أي علاقة بينها وجنوب السودان، أشار البيان إلى أن هذا الحديث مستغرب ومثير للدهشة في ظل وجود مكتب للجامعة العربية في العاصمة جوبا ومندوب للجامعة هو السفير محمد منصف أمين، وأن وفدا من الجامعة العربية زار جنوب السودان مؤخراً والتقى الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، وعددًا من المسئولين بالدولة. وجاء فى ختام البيان أن سفارة جهورية جنوب السودان تؤكد احترامها للجامعة العربية كمنظمة إقليمية لها دور مهم في اتفاق نيفاشا، إلا أن مثل هذه التصريحات تتعارض مع هذا الدور الإيجابي والسلمي والذي نرحب به بكل فخر واعتزاز لأننا دعاة سلام لا دعاة حرب.