أصبح رئيس نادي فولهام محمد الفايد أحدث شخصية في كرة القدم تنتقد الوضع الحالي لأداء الحكام في البريمير ليغ بعدما أعرب عن سخطه لأسلوب اتحاد الكرة الانكليزي والدوري الممتاز، ساعياً إلى مراجعة فورية لنظام التحكيم. وقال الفايد إن انتقاده كتب نيابة عن كل الأندية. ومما جاء في بيان نشر على موقع فولهام الرسمي: "لقد حان للدوري الممتاز أن يستيقظ، فهو في غيبوبة منذ فترة طويلة... الكثير من الأندية تعاني من قرارات (تحكيمية) غبية". جاء تعليق الفايد بعد خسارة فولهام 1- صفر أمام مانشستر يونايتد مؤخراً، عندما تم إعاقة داني ميرفي أمام مرمى الشياطين الحمر قبل دقائق من انتهاء المباراة. ولكن الحكم مايكل أوليفر لوح باستمرار اللعب بدلاً من منح ركلة جزاء لصالح النادي اللندني. وأضاف الفايد في البيان: "مشكلة اتحاد الكرة في معالجة مثل هذا الوضع الحاسم هو أن لديه الكثير من الصلاحيات والسلطة". وتساءل: "في أي مكان آخر، يمكن لصنّاع القرار (طاقم التحكيم) من الإفلات من المسؤولية بعد الإعتراف بأخطاء فظة وصارخة، فيما يضطر المحتجون (أندية كرة القدم المتورطة) إلى دفع غرامة بتهمة سوء السلوك؟". وطالب صاحب فولهام في بيانه إلى اتخاذ اجراءات سريعة لإعادة النظر في مستوى أداء طاقم التحكيم والشفافية في نهج العمل الذي يتم تخصيصه لحكام المباريات. وبذلك ينضم رجل الأعمال المصري إلى المديرين الفنيين في كوينز بارك رينجرز مارك هيوز وروبرتو مارتينيز في ويغان وغوس بويت في برايتون، في انتقاد معايير التحكيم، إذ قال: "نحن بحاجة إلى رواد شجعان في البريمير ليغ وفي اتحاد الكرة ومن المساهمين الكبار في الدوري الممتاز. سلطتُ الأضواء في وقت سابق على حاجة البريمير ليغ لقيادة الطريق في إدخال تكنولوجية الفيديو إلى الملاعب". أما هيوز فيعتقد بأن المديرين الفنيين قد "فقدوا الثقة بالحكام" بعد هزيمة ناديه 2- صفر أمام مانشستر يونايتد، وذلك عندما طرد كابتن النادي شون ديري بشكل صارم في أولد ترافورد بعد إعاقته لآشلي يونغ الذي كان في وضع تسلل، وعندها سجل واين روني هدف الشياطين الحمر الأول من ركلة جزاء، فيما استمر كوينز بارك رينجرز يكافح في اللعب لأكثر من 75 دقيقة بعشرة لاعبين. وأكد هيوز أنه "يجب أن يثق المديرون الفنيون بالحكام عندما يتخذون القرارات الرئيسية بصورة صحيحة، ولكن في الآونة الأخيرة الكثير من هؤلاء فقدوا الثقة بهم". حتى السير اليكس فيرغسون فقد اعترف بأن يونغ كان في وضع تسلل عندما تمت إعاقته. ووصف ديري قرار اتحاد الكرة بدعم تقرير الحكم لحصوله على بطاقة حمراء بأنه "سخيف"، خصوصاً أن الاتحاد لم يشر إلى سبب دعمه لقرار الحكم بعدما كان اللاعب قد قدم استئنافاً الذي وصفه بأنه "كان السيناريو كله غريب جداً". أما مارتينيز فقد ذكر أن رئيس لجنة الحكام مايك رايلي اتصل به وقدم اعتذاره على الأخطاء التي ارتكبت من قبل طاقم التحكيم خلال المباراة التي خسرها فريقه 2-1 أمام تشلسي، حيث ظهر أن هدفي البلوز في ستامفورد بريدج جاءا من وضع تسلل واضح. وكان مارتينيز قد وصف قرارات طاقم التحكيم بعد المباراة بأنها "مثيرة للاشمئزاز"، ولكنه منذ الاعتذار أشاد بجراءة رايلي للاتصال به. وفي الوقت نفسه أكد الاتحاد الكرة أن الاسباني سوف لن يواجه اجراءات تأديبية بسبب تصريحاته بعد المباراة. من ناحية أخرى، انتقد الحكم الدولي السابق لنهائيات كأس العالم كلايف توماس أداء الحكام الحاليين بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل في دوري الممتاز. وادعى توماس أنه فقد الثقة في الحكام بسبب قراراتهم الخاطئة في معظم المباريات، على رغم أن فيل دوروارد، من البريمير ليغ و"منظمة الحكام المحترفين على اللعبة"، يعتقد بأن المعايير آخذة بالارتفاع، مؤكداً أن لتوماس الحق في إبداء رأيه، ولكن النقطة الحقيقية تشير إلى الاتجاه المعاكس. يذكر أن الويلزي توماس (75 عاماً)، الذي أدار مباريات في نهائيات كأس العالم لعامي 1974 في المانياالغربية و1978 في الأرجنتين وبطولة كأس الأمم الأوروبية 1976، قد دافع عن مواطنه هيوز، مؤكداً أنه كان محقاً "مئة في المئة" عندما شكك بقدرات الحكم في طرد ديري من المباراة. وقال: "لا أرى أن حكام اليوم هم حتى في الموضع الصحيح في الملعب ليتخذوا قرارات صحيحة". أما عن طرد ماريو بالوتيلي، مهاجم مانشستر سيتي، في المباراة ضد ارسنال، فقال توماس: "يشعر حكام اليوم بالقلق. وعلى ما يبدو أكثر بكثير ما سيعتقده المقيّمين عنهم، لذا لا يفكرون بكيفية إدارتهم للمباراة". وتوفر "منظمة الحكام المحترفين على اللعبة" طاقم التحكيم للأندية الانكليزية في درجاتها العليا وتقوم بتحليل أسباب الأخطاء وتعمل دائماً على تحسين أسلوب الحكام ومساعديهم. وأضاف دوروارد: "يجب أن يعرف توماس جيداً أن الحكام بشر وقد يخطأون في بعض الأحيان. ولكن الحقيقة هي أن المعايير لم تكن أبداً أعلى من هذه الأيام، إذ بيّن تقرير المندوبون للمباراة – التي تجمع لاعبين سابقين ومديرين فنيين والملاحظات التي تقدمها الأندية بعد كل مباراة في البريمير ليغ – أن قرارات الحكام كانت صحيحة بنسبة أكثر من 92 في المئة عندما يتخذون إجراءات رئيسية". أما بيانات "بروزون" فقد أظهرت أن قرارات مساعدي الحكام تكون صحيحة بنسبة 99 في المئة عندما يتعلق الأمر بحالة التسلل. واشتهر توماس على أنه حكم نظامي صارم على نطاق واسع، خصوصاً عندما ألغى هدف رأسية زيكو للبرازيل في نهائيات كأس العالم 1978 ضد السويد عندما أطلق صفارة النهاية في حين أن الكرة كانت في طريقها إلى الهدف بعد ركلة جزاء. وفي يورو 1976 في يوغوسلافيا، أشرف توماس على مفاجأة "كامل جيل كرة القدم" لهولندا الذي كان يقودهم يوهان كرويف في الدور نصف النهائي ضد تشيكوسلوفاكيا. ففي تلك المباراة التي اقيمت في زغرب، طرد توماس ثلاثة لاعبين وهدد بإيقاف المباراة عندما كانت تقترب من اللعب في الوقت الإضافي.